خليل فتحي يكتب.. في السودان المثقف يحتاج لرعاية خاصة جدا
كل الدول المتقدمة تولي اهتماما خاص بمبدعيها لأن المبدع هو لسان حال المجتمع والمبدع كلما زادت ثقافته كل ماعكس عمله بصورة مبهرة…وانا هنا أتحدث بصورة خاصة عن مبدعي الثقافة وضروبها المختلفة…
ويكون الاهتمام بفتح الأبواب أمامهم من الجهات ذات الاختصاص خاصة وزارة الثقافة المنوط بها تقديم كل عون وسند للمبدع بعد الله…
لكن هنا في السودان كل شي يجعل الحسرة تأكل المبدع تتعاقب الحكومات والحال ياهو الحال…
وفي الثلاثين سنة الماضية حورب المبدع وأصبح يتسؤل بابداعه من أجل أن يظهر هذا الابداع وبدل أن تجري الأجهزة الإعلامية خلف المبدع أصبح يحدث العكس ويطالب بأن يدفع مبالغ مالية إذا أراد أن يسجل حلقة لقناة…أو إذاعة.. أو حتي عبر الصحف….
وأصبح الظهور مقرون بالعلاقات الشخصية ….مع مدير القناة أو كاست العمل..
وتراجع أهل الابداع الحقيقين وظهروا انصاف المبدعين وبعضهم عديمي الابداع…..
وصاروا يفرضوا فرض علي المشاهد أو المستمع……..حتي ظننا أن البعض منهم ساكن وقاطن داخل القناة لتكرار الظهور…في حين أنه هناك مبدعين أكثر ابداعا لايجدون حتي حق حبوب البندول من شدة عوزهم وبؤسهم وهم الأجدر بالظهور ودفع أجور عالية لهم
وقامت مؤسسات في العهد البائد وقالت انها تعني بالفنون والثقافة وافردت لها كل الإمكانيات وكلها جاءت من أجل تسييس الفن ….ولخدمة أجندة الحاكم وزمرته وأصبحت هذه المؤسسات حكومات داخل الحكومة…ولا يمكن أن يظهر ابداعك الا إذا كنت موالي لهم …أقاموا السرادق والخيم والمهرجانات….واقول لهم أن المبدع لايمكن أن يصنع لأن الابداع شي فطري….وكل مبدع يظنوا أنهم صنعوه اقول لهم هو (مسخ) مشوه….
ولهولاء خالي الوفاض. ..فتحت لهم حتي المطارات…
وكله من أجل جني المال
واقول لإدارة وزارات وقطاعات الثقافة بالمركز والولايات …بعد ثورة ديسمبر الغالية…نعم هناك حركة داخل دهاليز الثقافة….لكنها (سلحفائية) وقليلة بعد الثورة كنا نعتقد أن الوضع سيتغير للأفضل ….لكن نفس طقوس العهد المباد تمارس…….
وفي الولايات هناك مبدعين كثر يحتاجوا للرعاية والتبني من الدولة….فنانيين….مسرحيين …..فرق شعبية…..
والفرق الشعبية تحتاج للكثير خاصة المشاركات الخارجية لأنها تعمل علي عكس ثقافة التراث المتنوع….
نحتاج لفتح الابواب وتركها مشرعة لأصحاب الابداع الحقيقي ….
ولابد من قيام دراسات من أجل ذلك….وابعدونا عن شماعة البيروقراطية القاتله…..وتقام المهرجانات الحقيقية وتحتك الفرق وتتلاقي وتتلاقح….لتجسد وحدة السودان….مهرجانات شعبية بسيطة بإشراف ورعاية أهل الاختصاص …..
ولابد من الحرية للمبدع الحرية بمعناها الإنساني الحقيقي والبعد عن تسييس الفن عموما…لأن الفن لا وطن له فكل الاوطان هي للفن والفن لها…..والفن لايعرف الحواجز الجغرافية
ونتمني أن نري تغيير جذري في خارطة الثقافة الفنية في السودان …
لأن الفن دفن لما يقارب النصف قرن في السودان وكلكم تعلمون…..؟
ونلتقي