تفاصيل المعركة التي قتل فيها إدريس دبي
تقرير: إسفير نيوز
لم يستوعب الكثير من التشاديين الرحيل السريع للرئيس ديبي الذي قضى نخبه في المعارك الأخيرة مع الحركات المسلحة القادمة من الشمال، فعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من التشاديين تدرك أن الرجل اعتاد على المشاركة في المعارك إلا أنهم لم يتوقعوا رحيله بهذه السهولة فماذا حدث بالضبط.
كيف قتل الرئيس؟ أخطاء إستراتيجية أم تهاون؟
أشارت حركة فاكتFACT في بيان لها الاثنين 19 أبريل أن هناك أخطاء جعلتهم يتراجعون إلى الخلف، وفي نفس اليوم أظهر التلفزيون التشادي في النشرة الإخبارية الرئيسية مجموعة من الأسرى والعتاد وقعوا تحت سيطرة القوات المسلحة جراء مواجهات دامية يومي 18 و19 مع حركة فاكتFACT الأمر الذي هدأ نفوس سكان العاصمة من رعب أشبه بالليلة التي سبقت أحداث الثاني من فبراير 2008م بعد الإشاعات الكثيرة التي تؤكد تقدم المسلحين نحو العاصمة، واعتقد الكثيرون بأن الأمور انتهت، ولتأكيد أن الأمور تحت السيطرة بصورة كاملة من قبل الحكومة، أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة نتائج الانتخابات في 19 أبريل رغم أنه كان من المقرر إعلانها يوم 25 أبريل بل وتجمع العديد من أنصار الرئيس الراحل في ساحة الحرية للاحتفال بهذا الفوز الذي حقق فيه نسبة 79% من الأصوات، وفي العادة كان الرجل يشارك أنصاره الاحتفالات لكن لم يتساءل أحد عن سر غيابه.
– حسب مصادر مطلعة أن ما حدث في المعركة الأخيرة بين الطرفين والتي دارت في صباح الاثنين بإقليم كانم بالقرب من مدينة “نوكو” والتي كانت شرسة للغاية كما تشير هذه المصادر، أن القوات الحكومية مكونة من ثلاث كتائب أو مجموعات كلها من قوة “الإدارة العامة لحماية مؤسسات الدولة” والتي تعرف اختصاراً ب DGSSIE والمعروف أن هذه القوات يقودها نجل الرئيس الراحل محمد كاكا بنفسه وهي القوة الرادعة والمجهزة بالعدة والعتاد الكامل مقارنة مع بقية القوات النظامية، بما في ذلك الأسلحة الثقيلة والتدريب الكافي، وتسيطر عشيرة الرئيس الراحل على كامل مفاصل هذه القوة وهي صمام الأمان التي كان يعتمد عليها.
– كان الرئيس في المجموعة التي توجد في الخلف “المؤخرة” خلال معركة مساء الأحد وصباح الاثنين، بينما يقود نجله قوة أخرى تطارد المجموعة الأكثر عدداً لحركة فاكتFACT والتي بدأت الانسحاب نظرا لوقوع قوة أخرى منهم تحمل المؤن والوقود “الدعم اللوجستي” تحت كمين لقوة من DGSSIE يقودها الجنرال طاهر إردا، وهذا ما يؤكد حديث الأخير الذي يتداول في الوسائط بقوله “طقطقناهم” وهم من ظهروا كأسرى FACT في التقرير المصور على التلفزيون الوطني، بينما يؤكد مهدي في مقابلته مع إذاعة فرنسا الدولية بأن هؤلاء سقطوا في معركة يوم 17أبريل.
– على ما يبدو أن قوات “الصقر” أو قوة برخان الفرنسية لم تتدخل في بادئ الأمر لوجستيا بأن تعطي قوات الرئيس ديبي عبر الأقمار الصناعية إحداثيات تواجد مجموعات FACT على الأرض كما فعلت في فبراير 2019 مع قوة UFR التي يقودها تيمان إرديمي حيث أوشكت على الوصول إلى مدينة أم جرس لولا الضربة الفرنسية، وهو أمر سهل خصوصا في وسط الصحراء.
– عدم هذا التعاون جعل مجموعة من FACT بقيادة مهدي محمد نفسه تتمركز على مقربة من القوة التي فيها الرئيس ديبي، ولم يدرك أي منهم بأنه على مسافة قصيرة من عدوه، في هذه الأثناء كان نجل الرئيس كاكا على بعد 30 كيلو متر شمال مكان والده الرئيس في تعقب القوة المنسحبة من FACT بينما كتيبة طاهر إردا منشغلة هي الأخرى بمن تم أسرهم على نفس البعد تقريبا، في هذه الأثناء اشتبكت القوة التي فيها الرئيس الراحل مع مجموعة FACT التي فيها مهدي وتبين للأخير من خلال الآليات المصفحة والتجهيزات النوعية وجود الرئيس ديبي في هذه المجموعة فاشتد التصميم والاشتباك من الطرفين عندما تأكد لديبي نفسه بأنه يواجه قوة فيها غريمه مهدي محمد، بينما كان نجل الرئيس مع قوته
-وبعد اتصالات فورية، تركوا المنسحبين من FACT وعادوا أدراجهم لدعم والده، وبالفعل وصلوا أثناء الاشتباكات وكان الهم الأول إجلاء الرئيس وإخراجه من أرض المعركة، وبالمقابل مجموعة مهدي أيضا تريد الانسحاب بعد أن تبين لها أن إمدادا وصل الطرف الآخر، ومن طبيعة المعارك الحربية في حال الانسحاب تكثيف إطلاق النار فاشتد تكثيف الذخيرة بين الجانبين، وهنا حدثت المفاجأة غير المتوقعة حيث انغمست إطارات المصفحة التي تقل الرئيس في رمال الصحراء أثناء الانسحاب أو الإجلاء، مما أربك القوة التي معه واجتمعوا عليه بغية نقله إلى مصفحة أخرى وأثناء خروجه من المركبة أصابته قذيفة قاتلة من طرف الثوار، فسقط مضرجاً بدمائه.
– هنا جرت الاتصالات سريعة ربما مع القوات الفرنسية التي حلقت طائراتها على الجو مما أربك قوات FACT وجعلها تنسحب مسرعة، وتم إجلاء الرئيس على جناح السرعة عبر طائرة عمودية”هليكوبتر” وكان قد فارق الحياة قبل هبوطها بالعاصمة، هنا تصرف المحيطين به لاسيما ابنه كاكا بحكمة، وتكتم الجميع بالأمر حتى ترتيب الأوضاع وتكوين المجلس العسكري.