Site icon اسفير نيوز

ثورة ديسمبر .. من سرق مجهود الشباب

بقلم: رياض فضل الله

الثورة… هل كانت المظاهرات التي قام بها شباب السودان ثورة؟ للإجابة على هذا السؤال نحتاج سرد لتفاصيل كثيرة حدثت خلال تلك الفترة … نسبة للخلفية المعروفة لنظام المؤتمر الوطني وهي الفساد الذي تربع على قمة نظامه الحكومي والاداري والقانوني والاخلاقي والذي إنعكس سلبا على معاش الناس … كان سبب كافي لإثارة غضب الشارع وقيامه بإحتجاجات تطالب بإصلاح الوضع الاقتصادي ومحاربة الفساد والمفسدين وهذه مطالب مشروعة نظراً لطبيعه الحال الذي كان وقتها… ولكن التعامل السيء والغير أخلاقي معها ادى لإثارة الشارع أكثر فأكثر … التسلط والاحتماء بالسلطة جعل الكيزان يفرطون في إستخدام القوة وإزلال روح الشباب مما أدى لتحدي خطير وهو زيادة جرعة المطالب لتتجاوز فكرة الإصلاح لفكرة إسقاط النظام بحاله… فكان القتل الدينمو المحرك لإشتعال المظاهرات وتمددها خلال كل مدن السودان فلا خيار إلا السقوط والتغير الكامل .

وبعد شد وجزب سقط النظام واصبحنا أمام تحدي حقيقي وهو البديل والبديل المناسب ولو رجعنا لفترة المظاهرات لوجدنا تجمع المهنيين كان يعبر عن طموحات الشباب وتطلعاتهم ،ووقتها كان كل من يدعم حركة المظاهرات فهو شريك فيها ويمثل عنصر من عناصرها… فكانت النوايا سليمة اتجاه كل من لحق بركب الثورة وانخرط فيها دون أي اعتبارات اخرى… فأصبح الامر بطريقة أو بأخرى على عاتق تجمع المهنيين الذي كان يعبر عن أمال جموع الشعب السوداني لانه وببساطة كان ينادي بنفس المطالب وكان منظم فكان نظامه وسط تلك الفوضى دافع للإلتفاف حوله وتفويضه بمهام الشارع وتمثيله أمام المجلس الذي تكون بعد السقوط… وهنا حصل ضعف وارتباك لتجمع المهنيين لانه اصبح امام أمر واقع وهذا الضعف كان سبب في إبراز المجلس العسكري لهيمنته وأصبح يلعب على فوضى تجمع المهنيين وعدم جاهزيته لتولى مهام الحكومة الانتقالية لانه ببساطة ليس لديه أي شخصيات جاهزه حينها … والحقيقة الاخرى التي يجهلها الناس هي إن المجلس ذات نفسه كان مختطف من قبل جهات أجنبية تملي عليه أوامرها وهو ينفذ لا حول له ولا قوة … فكان يمارس سلطته على تجمع المهنيين الذي أنبثقت منه الحرية والتغيير وحتى الحرية والتغيير كانت ضعيفه ولم ترتقي لمقام قيادة الدولة ،وهذا الضعف كاد يبعدها عن المشهد تماما لولا حراك الذي جاء بعد فض الاعتصام حراك الثلاثين يونيو…

ورغم إن الحرية والتغيير كانت مسنودة من الشارع إلا إنها مازالت ضعيفه وهذا الضعف لا مبرر له إلا تلك التسريبات التي تزعم إنها شريكة في عملية فض الاعتصام وربما كانت موافقة عليه … وهنا بالضبط بدأت عملية الالتفاف على مطالب الثورة دون تحقيق الحد الأدنى منها… وبعد الاتفاق الهزيل الذي يظهر الحرية والتغيير المكون الضعيف تتالت عمليات خرق الوثيقة الدستورية التي وافق عليها الثوار بجميع اطيافهم … ومما تقدم يتضح إن كلا الفريقين تسلق ضعف الثورة وأصبح لا يعبر عنها وانما يعبر عن توجهاته التي جاء من اجلها … الحرية والتغيير تخضع لرحمة الغرب وتنفذ ما يريده منها …

والمجلس العسكري ينفذ ما تطلبه دول محور الشر… وكل منهما يضغط على الاخر بزلة ما… الحرية والتغيير تتقوى بالغرب وحقوق الانسان والمكون العسكري يتقوى بدول الخليج ومشاركة الحرية في عملية الفض… وبين هذا وذاك ضاعت طموحات الشارع ومطالبه بين مطرقة المكون العسكري وسندان قحت… والذي حدث كان ثورة ومازلت مستمرة وإن ضعفت قليلا ولكنها ستعود لتصحيح كل تلك الأخطاء التي وضعت أشخاص في غير موضعهم واعطت الحق لمن لا حق له وظلمت شعب بحاله وجعلته ذليل يتسول لقمة عيشه

Exit mobile version