صحفي يتعرض للضرب المبرح داخل قسم شرطة ببحري

0
التيار : حافظ هرون
في وقت مبكر من صبيحة الخميس حوالي الساعة الثالثة صباحاً بمدينة بحري ضاحية حلة حمد تعرضنا لعملية سطو من قبل لصوص أحدهم دخل إلى الغرفة بالنافذة التي تفتح على “حوش” المنزل. استيقظت عندما سمعت حركة غريبة إذا بشخص يقفز بالنافذة إلى الخارج عندما صرخت استيقظ عدد من الشباب الذين اقطن معهم مباشرة وهرولنا خلف اللص إلى أن القينا القبض عليه بالقرب من محطة الوقود ” طلمبة النيل” جوار محلية بحري وفي ذات اللحظة ظهر أفراد من الشرطة أمسكوا باللص وأقتادوه معنا نحو قسم بحري المدينة .
وجدنا فرد من الشرطة وحيد موجود بالداخل طلبنا منه فتح بلاغ في مواجهة اللص لكنه رفض ” قال سوق زولك دا من هنا “. قلت له هل هنالك جهة غير الشرطة؟ قال لي المهم “اتخارجوا” نحنا عزمنا على فتح بلاغ وقلنا له هذه مسؤوليتكم ولن نغادر من هنا إلا بعد استلام اللص وتدوين بلاغ ضده.
ومن المعلوم أن اللصوص ينشطون في شكل شبكة وتوقعنا عند خروجنا من القسم نجدهم متجمهرين في السوق ويجرونا إلى عنف واسع، وعندما تأكد فرد الشرطة أننا مصرين على موقفنا قال لنا اذهبوا للضابط المناوب ذهبنا له ووجدناه نائماً في غرفة مظلمة تماماً طرقنا له الباب رد بصوت عالي ” دا منو قلنا ليه قبضنا حرامي ” والآن بصدد فتح بلاغ ضده قال نصاً ” يا زول اختانا بزولك دا “.
قلت له اخرج من هذه الغرفة بالأول من ثم تحدث معنا. قال من أنت حتى تطلب مني أن اخرج؟
قلت له أنا مواطن.
خرج من غرفته غاضباً وقال لي هذا الكلام واضح ولن نستلم منك اللص. قلت له هذا عملك وواجبك الدستوري والقانوني تجاهنا رد ” أنت منو لمن توريني بالقانون” وأمسكني من قميصي وقال لي تكلم بأدب.
قلت له ارفع يدك. قام بضربي عدة مرات.
وجاء فرد من المباحث أمسك بي واقتادوني إلى أمام الحراسة واعتدوا علي بالضرب والشتيمة وعندما قمت بمقاومتهم ذهب الضابط المناوب وجاء بعصا كاد أن يضربني بها لولا احد الأفراد امسكه وقال له ” ما تدخلنا في مشكلة “.
وبعد ذلك أدخلوني الحراسة بدون أي بلاغ وكان عدد من الشباب يقفون في الخارج يشاهدونا هذا المنظر .
فوجئت بتدوين عدد من البلاغات في مواجهتي سمعت اثنان منهم “103 ، 99” ولم أتمكن من سماع بقية البلاغات وقال لي احد الأفراد “الليلة نوريك القانون العايزو دا ” وأبلغني بأنهم سوف يطلقون سراح اللص ويسلمونه “أورنيك 8” وسيقوم بفتح بلاغ في مواجهتي وبالفعل قد حصل هذا الأمر وبقيت في الحراسة حتى مساء الخميس دون طعام وعندما احد زملائي جلب لي عصير وآخر جاء بالفطور عطلوا الوجبة في مكتب لاستقبال وحوالي الساعة الثانية ظهراً قام زملائي بالصحيفة بتحريك إجراءات الضمانة وتم أطلاق سراحي بعد أن حضر عدد من الضباط من جهات مختلفة وقال لي نائب رئيس القسم عندما خرجت من الزنزانة أن هذا التصرف فردي ولا يمثل المؤسسة ونحن سنحاسب الذين اعتدوا عليك فوراً .
أعتقد أن هذا السلوك يدعو للعنف ويخلق نوع من الإحباط تجاه المنظومة العدلية في البلاد ومقاومة هذا التصرف الغير حكيم واجب وطني تجاهنا كمواطنين لتقويم جهاز الشرطة الذي نعول عليه كثيراً لإرساء قيم العدالة وحماية المدنيين ومنع الإفلات من العقاب ، وفضح هذا السلوك ليس انتقاماً من منسوبي الشرطة الذين اعتدوا علي وإنما دعوة للرأي العام للتصدي لهذه الممارسات التي تسيء للكرامة الإنسانية .
غداً سنقوم بتدوين بلاغات في مواجهة كل من الضابط المناوب ومنسوب المباحث الذين اعتدوا علي ليلة الخميس داخل قسم بحري المدينة.
حافظ هارون صحيفة التيار

اترك رد