Site icon اسفير نيوز

رئيس تحرير بني شنقول.. نحن ملوك السودان ولسنا احباش

اسفير نيوزّ” الانتباهة

يعد مؤسس حركة تحرير بني شنقول السفير يوسف حامد ناصر العجمي احد ابرز القيادات في اقليم (بني شنقول) الذي منحه الاستعمار البريطاني الى اثيوبيا، وفق اتفاق مايو 1902م بين منليك ملك اثيوبيا وممثل الملك ادوارد السابع ملك بريطانيا العظمى، ويقول السفير السابق بوزارة خارجية اثيوبيا قبل انشقاقه وتكوين حركة بني شنقول، انهم طالبوا رؤساء السودان منذ عهد اسماعيل الازهري حتى مجلس السيادة الحالي برئاسة عبد الفتاح البرهان باعادة ضم الاقليم الى السودان، وانهم سودانيون تاريخياً، وان الاستعمار والحكومات السابقة رفضت تناول قضيتهم بسبب خشية الانظمة الاثيوبية الحاكمة، وان مطالبهم لن تنتهى حتى يعودوا الى احضان السودان.. (الإنتباهة) تواصلت مع السفير يوسف وطرحت عليه اسئلة في حوار مطول وهذا الجزء الاول منه، فكانت اجابات رئيس الحركة (يوسف) في الافادات الآتية:
* تطالبون بالعودة تحت السيادة السودانية.. ما الذي جرى؟
ــ هذا سؤال يحتاج الى جولة طويلة جداً للاجابة عنه، اولاً نحن لم نطلب شيئاً من شخص لاننا سودانيون منذ عهود ممالك كوش ودنقلا ومروي والنوبة، ولا نطلب شيئاً ولا نترجى احداً ان يقبلنا، فنحن اسياد وملوك السودان ولسنا احباشاً، ونحن احرار نفعل ما نشاء اذا اردنا ان نعود الى السودان لانه بلدنا، وإن لم نرد فهذا شأننا، فقد حكمنا السودان من القرن العاشر حتى الثامن عشر تحت مملكه الفونج، وبني شنقول هي روح السودان، وكل من طلب الدخول في السودان طلب الدخوال اولاً في بني شنقول، ومثال ذلك الحكم العثماني تحت قيادة محمد علي باشا عام 1821م، فعندما جاء الى السودان كان الهدف بني شنقول لان بني شنقول هي روح وحياة السودان وبغيرها ليس بلاداً.
* كم عدد المؤيدين لعودة بني شنقول الى السودان في الاقليم؟
ــ لا يوجد شيء من هذا القبيل، فنحن لا نسأل احداً العودة للسودان أولاً لاننا سودانيون، فمن يحدد ذلك ظروف الاشخاص الموجودين في الساحة, وكل شيء متروك لوقته وللشعب.
* وقعت الكثير من المذابح ضد مواطني اقليم بني شنقول من قبل النظام الاثيوبي.. لماذا هذا الاستهداف؟
ــ الحبش كمستعمرين يريدون ان يحتلوا منطقة ليست لهم، ومن الطبيعي ان يقوموا بابادة الشعوب الموجودة في المنطقة ليهاجروا من اجل حاجتهم للاراضي، لانهم لسنين يعيشون على المنح من الدول الغربية، ويوجد في السودان ما لا يقل عن الملايين من الاثيوبيين يعيشون على خيرات السودان، ومن اجل الحصول على مصدر عيش يريدون السيطرة الكاملة على بني شنقول لانها مصدر الخير، فلم يكونوا وحدهم من اراد بني شنقول، فقد سبقهم محمد علي باشا فقد كان يهدف الى (ذهب) بني شنقول ومياه النيل فيها ورجالها الاقوياء من أجل الحرب، ومن اراد ان يرى قوتنا فليذهب الى مدن (متكل) و (سوق غلي) و (كماشي) و (سدار) ليرى ما يجرى هناك، فنحن حقيقة لا نمتلك أسلحة حديثة لمحاربة (الحبش) بل البدائية من حراب وسكاكين، لكن أخيراً تمكنا من اخذ اسلحتهم ودافعنا بها عن بني شنقول واستطعنا دحر القوات الاثيوبية الفيدرالية.
* الدستور الاثيوبي يمنحكم حق الاستقلال واقامه دولة مستقلة، لماذا لم تستخدموا هذا الحق؟
ــ نعم يوجد هذا القانون لكن، تقولت عليه الاقاويل منذ حكم الرئيس الراحل ملس زيناوي واثناء حكمه، فقد كان يستهدف العناصر ويخرجهم من البلد ويقتلهم، فكل الاثيوبيين مثل بعضهم ليس هنالك افضل من الثاني، والجميع يريدون بني شنقول مثل محمد علي باشا، فعند مجيء الانجليز الى السودان كانت ايطاليا وفرنسا وبلجيكا كلها تريد ان تكون في وادي النيل وفازت به بريطانيا، ان لم ترجع بني شنقول الى السودان سينتهي ويقع في مصيبة، وذلك يرجع الى من حكم السودان منذ الاستقلال الى يومنا هذا، وبعد ذلك الجميع يطالبنا بالتفاهم مع الاثيوبيين! كيف ذلك؟ هل هنالك من يتفاهم مع اللص بعد ما يأخذ منه حقك؟! والآن الاثيوبيون يستخدمون نفس اللغة في الفشقة بولاية القضارف، وفي عهد الامبراطور هيلاسيلاسي حدثت مشكلات ونزح الامهرة الى قطران بمنطقة الفشقة السودانية، وكان ذلك في عهد الرئيس الاسبق جعفر نميري، وجاء وزير الخارجية وطلب خروجهم من الفشقة والتفاوض، فكيف يكون التفاوض في ما هو ملكي؟ مع العلم بأن جميع السدود في اثيوبيا يسمونها باسماء مناطقها عدا سد النهضة لكي لا يعرف اصله السوداني وتاريخه، لأنه بعد سقوط الخليفة عبد الله دخل الاحباش في بني شنقول واسروا حكام بني شنقول بما فيهم (الشيخ عبد الرحمن خوجلي) المسمى بتور الكوري والشيخ محمود حميدي، وجميعهم كانوا في السجن لعشرات السنين منذ عام 1898م عند دخول الحبش، وبعد ان اخذوا اسرى للحرب لم يستطيعوا ان يعودوا الى الاقليم حتى وفاتهم، ووضعوا في منطقة يطلق عليها اسم(مكا هارا) وتعني (العبيد الجُدد)، والآن يأتي أبي احمد ويقول اننا إثيوبيون!! فالإثيوبيون هم الامهرة والارومو مع انهم كانوا مضطهدين قبل ان يفرضوا انفسهم ويعترف بهم.
* كيف اصبح إقليم بني شنقول تحت السيادة الاثيوبية بعد ان كان مع اقليم ضمن الاراضي السودانية قبل الاستقلال؟
ــ من جاءوا في السلطة بعد الاستقلال لم يفكروا في البلد بمن فيهم الزعيم اسماعيل الازهري ومحمد احمد محجوب وآخرون، فقد ارسلنا لهم وفوداً لمقابلتهم والتقوا السيد عبد الرحمن المهدي والسيد علي الميرغني ولم يحصلوا على نتيجة عندما استقل السودان، وتركوا بني شنقول ولم يهتموا به، فكنا نتحرك بنفس الحركة في السودان لكي نعود الى السودان، والبريطانيون بدورهم لم يتركوا بني شنقول في يد اثيوبيا كما يقول الناس، ولكن تركوها بحكم الايجار، فقد استأجرها الاثيوبيون لينقبوا عن الذهب، وبدل ان يأتوا بشركات حديثة لتنقيب الذهب فرضت علينا الضرائب ليدفع حق الايجار الى البريطانيين ويذهب الذهب الى النظام الحبشي، وبعد (25) عاماً ذهب البريطانيون الى بني شنقول وعقدوا مؤتمراً وقرروا الذهاب باسلحتهم من اجل دخولها بالقوة، لكنهم عادوا لأن الظروف لم تكن مواتية، ومنذ ذلك التاريخ لم يقم الاثيوبيون بفتح مدرسة ولا مستشفى ولا اية بنية تحتية لنا الى عام 1999م عندما حاربنا واسقطنا حكومة منقستو، وبعدها اصبح ابناؤنا يدرسون، واقولها بصراحة ان انظمة السودان هم من تسببوا في تخلفنا، لأنه بسبب غزو الاحباش بلادنا اضطررنا الى الدخول في ولاية النيل الازرق، واستوطن بعضنا في (ود الماحي) و (ود النويري) و (ام شوينا)، وكثيرون نزحوا الى السودان عام 1989م.
* ماذا عن إقليم قامبيلا أيضاً لأن اغلبه من قبائل السودان قبل انفصال جنوب السودان؟
ــ عندما يكون صاحب الحق غير حريص عليه يأتي الغريب ويأخذه، فاقليما بني شنقول وغامبيلا عبارة عن منطقة مسروقة، والاثيوبيون حاولوا تغييب القضية عن اصحابها واقناعنا باننا أحباش من اجل اخفاء تاريخنا، وفي الحقيقة لم يقدم الاثيوبيون اية خدمة في الاقليمين، فانسان المنطقة يحتاج الى السير ساعتين ليجد الماء بعد حمله على الكتف، لذلك مازالت الحياة هناك بدائية، اما اخواننا الذين طردهم الحبش الى السودان فليسوا احسن حالاً منا، فهم مقطوعون في ولاية النيل الازرق من غير تنمية وتطور، وفي عهد الإنجليز تركوا هذه المنطقة مغلقة، وبعد الاستقلال اهملت، وحتى الثمانينيات لم يحدث فيها اي نوع من التنمية، لكن بعد مجيئ عام 1977م شعر الاثيوبيون بنشاطي السياسي في المنطقة، وبعدها غادرت الى السودان، وعندما لجأت الى الخرطوم رفض الرئيس جعفر النميري منحى بطاقة لاجئ بحجة انني سوداني، ولا يمكن ان أكون لاجئاً في بلادي، وقام بمنحى الجنسية السودانية، لكن في نفس الوقت تركوا الاقليم مرة اخرى ولم تقدم لنا الحكومة السودانية اي اهتمام، بل تركونا مثل الاحباش الذين دخلوا في السودان وقدموا للجوء الى البلدان الاخرى، وفي عهد الرئيس السابق عمر البشير بسبب علاقته مع الاثيوبيين قال ان بني شنقول حبشية، وهو ما لم يتجرأ احد من قبله على قوله طوال تولى حقب الانظمة السودانية، رغم ان الاثيوبيين انفسهم يعلمون ان بني شنقول سودانية! وعندما جاء مليس زيناوي تم وضع حجر الاساس لسد النهضة بعد ضمانات عمر البشير لهم، فحتى الصحافيون الاثيوبيين كانوا متوجسين من التصرف، فقال لى احدهم كيف يتم بناء سد بهذا الحجم في بلاد غير مضمونة تبعيتها؟ ومن جانبا نحن لن نترك بلادنا وسنأخد مياهنا، ونريد ان يدفع لنا الاثيوبيون ما أخذوه منا من اموال بحجة الضرائب لانهم دخلوا للتنقيب عن الذهب بحسب اتفاقهم مع المستعمر وليس من اجل ان تفرض علينا الضرائب، فما اخذوه منا من موارد بطريقة غير شرعية عليهم اعادته وسنطالب بذلك في محكمة العدل الدولية، اما بناؤهم السد فهذا شيء يخصهم ونحن لم نطلبه.
* هل أوصلتم قضيتكم إلى الأمم المتحدة؟
ــ سوف نفعل ما نستطيع عمله على حسب مقدراتنا وظروفنا، وفي الشهور الماضية خرجت مظاهرات في الخرطوم باسم مواطني بني شنقول، وقدمنا عريضة للسفارة البريطانية والأمم المتحدة والسفارة الامريكية، والايام حبلى بالتحركات الاخرى، لكن يظل عدم التعليم هو العائق الاساسي، لان اغلب مواطني بني شنقول على نفس المستوى من التعليم، وحتى من دخل في السودان يخاف ان يقال له حبشي رغم انه واضح الملامح السودانية، فهذا استفزاز، والسودان حتى الآن لم يقدم الى بني شنقول اي دعم لا طبياً ولا تنموياً ولا باي شكل، فنحن نعمل بجهودنا، وباذن الله ستكلل جهودنا بالنجاح.
* يحتضن اقليم بني شنقول سد النهضة.. هل وافقتم على انشاء السد؟
ــ عندما تكون لك قيمة تُسأل عن رأيك وموافقتك، ولكن عندما وضع ملس زيناوي حجر الاساس لم يضعه من اجل الاثيوبيين، لكن من اجل اقليم التقراي الذي يسمى (قريت اباي ري فبلك)، ورسم له خريطة آنذاك من التقراي وتضم بني شنقول وتصل جنوبا الى قامبيلا، ومن ثم يخطط ليأخذ مناطق حتى يصل البحر الاحمر ويكون ميناء عصب جزءاً من اقليم التقراي، فكان هذا هو هدفهم، وجميعهم يريدون اراضي بني شنقول لأنهم يعرفون قيمتها (للاسف عدا السودانيين لا يعرفون)، وان لم تعد بني شنقول الى السودان فإنها لن تنجو لان سد النهضة يعتبر خطراً داهماً، وحال انهياره سوف يأخذ جثث الشعب السوداني حتى البحر الابيض المتوسط، ويأتي الاثيوبيون ويتوسعون في السودان، ويزرعون كل شبر في اراضي السودان ليأكل شعبهم الكبير منها ويسيطرون على نهر النيل، لذلك يريدون ان تكون بني شنقول اثيوبية والفشقة اثيوبية وكل السودان، لذلك يجب ان يتحرك القادة السودانيون اليوم قبل الغد لتحرير (بني شنقول) كما حرروا (الفشقة).

 

 

 

Exit mobile version