يحي العمدة
يكتب الدكتاتورية الحزبية والدكتاتورية العسكري
الديكتاتورية تعني القهر والتسلط والاستفراد بصناعة القرار وعدم الاعتراف بالآخر
لا فرق إن مورست ببزة عسكرية أو جلباب مدني فالنتيجة واحدة
قادة الأحزاب السودانية بلا استثناء يتشدقون بالديموقراطية قولا ولا يطبقونها فعلا فكيف يعقل أن يظل رئيس الحزب على سدة الحزب مدى الحياة يساريا كان أو يمينيا وما يحيرني انهم يرفضون حكم العسكر وينقدونهم بلاذع النقد وهم على شاكلتهم
المتتبع لنشأة وتكوين تجمع الحرية والتغيير والاصطفاف الحزبي يلحظ بوضوح غياب المشروع الوطني الجامع والتمترس حول المصالح الشخصية والحزبية الضيقة والتي أدت إلى قطع حبال الوصل الواهنة التي ربطت بين المكونات الحزبية المتناقضة والمتقاطعة فكرا وايدلوجيا فما الذي يجمع بين حزب طائفي مرجعياتة العقدية دينية وينادي بتحكيم شرع الله وحزب علماني ينادي بعلمانية الدولة وفصل الدين عن الدولة
وما الذي يجمع بيننا كشعب متعدد الأعراق والثقافات مع البعثيين الذين تبني قواعد فكرتهم العفلقية على مفهوم ( أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) وما الذي يربط تاور ووجدي صالح بالعروبة
ولا ادري أسباب تقسيم جموع القلة إلى بعث سوري وعراقي وسوداني واشتراكي وماذا نفعل بالمجموعات غير العربية من مكونات السودان كالنوبيون والهوسا والبجة الخ
لم اتفاجا بانفراط عقد المجموعة في الحرية والتغيير والذي تفجرت ينابيع خلافاتة منذ وقت مبكر وأبرزها خلافات الحزب الشيوعي مع حزب الأمة وخروج أهم كتلتين من التجمع كتلة المهنيين وكتلة المقاومة من صناع الثورة حينما وجدوا أنفسهم خارج دائرة المحاصصة الحزبية.
فالاحزاب لم تتعلم من تجارب الماضي وراهنت على ضعف الذاكرة وكان رهانا خاسرا
سنواصل في الحلقة القادمة وسنشير إلى خروج الجبهة الثورية ونكوص المجلس المركزي وتراجعه عن العهود والمواثيق