التمييز العنصري بلونِ البشرة
آلاء بابكر
مرحبا بكِ عزيزتي في ثالث المقالات على هذه الصفحة الخاصة لنا وحدنا ، بالنساء فقط على موقع إسفير الإخباري.
اليوم سنتحدث عن موضوع هام جدا بالنسبة لنا كأفارقة ، بل كسودانيين تمتاز معظم ألوان بشرتُنا بالتدرج ما بين اللون الأسود واللون البني الفاتح ، لكن طالما راودني هذا السوأل : لماذا تنتشر التفرقة العنصرية بيننا وتتفشى؟! هذا المرض اللعين الذي يستعمر عقولنا ويتنقل بكل أريحية من جيل الى آخر كأنه جينات سائدة لا تتنحى أبدا!
التمييز العنصري كفكرة هو من أخطر الأفكار التي تشدنا الى الحضيض ، وتقيدُ آفاقُنا من العُلى والتقدم كباقي مجتمعات العالم الأول ، وهذا لا يعني أنه لا يوجد هذا التمييز في دُول العالم الأول ولكن يوجد إختلاف في طرق الطرح والنقاش وتقبل الآخر بصورة أفضل من ما يوجد في مجتمعنا السوداني بالتحديد. لهذا ما لم نتخلص من هذا التشويش الفكري لن نرتقي أبداً . عندما ننظر الى مجتمعنا السوداني وفي أبسط صورهِ وعلى نطاق الأسر الصغيرة حتى ، وعند إندلاع أول شرارة نقاش أو إختلاف في الرأي مع الآخر ، أول ما يُفكر به الكثيرون منا قوله هو ( هذا الأسود! أو هذا “العب” كلقب شتيمة مبنية على أساس التفرقة العنصرية باللون والإنتماء ) ونحن كلنا سودانييون سود ( وما أجمل لون بشرتُنا ) ، والمؤلم أكثر أن هذه التفرقة ما زالت تمارس على النطاق الداخلي للبلاد ، فماذا يقول العالم عنا وكيف يَحكُم علينا ونحن ما زالنا نمارس أبشع أنواع التمييز العنصري في ما بيننا.
ربما تتساءلون لماذا طرحتُ هذا الموضوع في صفحة نسائية ؟! لأنني أثقُ تماما بأن المرأة هي أساس كل شي ، أنتِ أساس البيت ، أنتِ أساس التربية من داخل البيت ، وأساس زرع الأفكار بداخل الأطفال ، تلك الأفكار التي تنشأ معهم وتُكوِن شخصياتهم المستقبلية ، رؤيتي هي أنه عليكِ أنتِ عزيزتي أن تربي أطفالك على الصحيح وأن تُنشئي هذا الطفل الذي يراكِ أنتِ كقدوة يتمنى ويحلم بأن يصير مثلها . في الختام اقول لكِ ، فلنُنشئ أجيال بأفكار صحيحة ، فلنُبعد السوء من دواخلهم ، ولنحارب سويا التمييز العنصري في مجتمعِنا.