هذا أو الحريق

0

 

هاتريك الدوري لم يكن ليغني الشعب الأحمر عن المجد الأفريقي والرضي بالخروج المبكر هذه المرة ، ذلك لأن الآمال الحمراء دائما ما كانت تقصد المنصات والتتويج بالكاسات ولا تشبعها السطوة المحلية وإنما تعتبرها السبيل نحو المشاركة القارية وهذه من شيم الكبار في كل مكان ، العام الحالي كان لابد من العبور وتجاوز خيبات الماضي أو الحريق الشامل الذي سيلتهم كل البيت المريخي إن تكرر مشهد السقوط والإقصاء من الدور التمهيدي ، لم يتغير شيئ سوي إطلاق صرخات التحذير من قبل المحبين مع إشراقة الموسم الجديد حول الإعداد الجيد والإبقاء علي المدرب وعدم إستنساخ نفس واقع المواسم السابقة والذي فرض علي فرقة قوية فنيا الإحتجاب عن تنافس أفريقيا مبكرا بفعل ظروف قاهرة تلبسها ثوب العجز ظل يصنعها مجلس الإدارة بامتياز ، ولتجاوز نكبة البدايات والمضي قدما بدون توجس أو خوف ، لكن مع الخزلان المتكرر من مجلس سوداكال الذي لم ييأس بعد من إعادة أخطائه بالكربون في ملفي الإعداد والتدريب بالتحديد تبقي للصفوة فقط المراهنة علي نجوم الفريق الذين طوعوا الظروف وحققوا الإعجاز في المنافسة المحلية رغم إنعدام أبسط مقومات تتويجهم بالألقاب ، ثلاثة سنوات عجاف تجاوزها أبناء المريخ بعزيمة كبيرة وكأنها لم تكن بإنتصارين رائعين وتعادل مقنع حملهم للدور الأول من الأبطال وجعلهم علي بعد خطوة من دور المجموعات والمشوار مازال .
قد تستغرب من كمية الغضب الموجود في الأسافير نتيجة لتعثر الفريق في إستهلالية مباريات الدوري الممتاز بالتعادل أمام هلال الجبال سلبيا ، سخط علي الأداء والنتيجة وإن كان منطقيا فالغريب هو مطالبة البعض بإقالة الفرنسي قوميز حتي ، يتسم الشعب الرياضي السوداني بالعاطفة المحضة ويتجاهل أو يتناسي عمدا إحكام العقل في سبيل أن يكون منصفا وعادلا في آراءه وأحكامه ، وإلا كيف لك أن تعدم فريق به (12) إضافة جديدة في أكبر عملية تنقلات لاعبين للمريخ في الفترة الأخيرة لمجرد تعادل في منافسة تبقي منها (29) جولة ، عناصر واعدة دخلت الكشف الأحمر تحتاج للتعرف أولا علي أسماء زملائها في فريقها الجديد قبل التأقلم والإنسجام ومن سوء حظها أنها لم تخضع لمعسكر تدريبي خارجي ووجدت مدرب جديد يحتاج هو أيضا لعامل الزمن حتي يتعرف علي حقيقة إمكانياتهم فهو لم يشاهدهم في أهلي شندي وهلال الأبيض والأمل عطبرة وإنما سيعرفهم خلال مسيرتهم مع المريخ مما يضاعف من مستوي الضغوط علي هؤلاء النجوم المطالبين بإثبات الذات مرتين للجمهور المتشوق لرؤيتهم مرة ولمدربهم الذي لا يعرف عنهم شيئا مرة أخري .
هذه العاطفة الهدامة التي لم تراعي إستقدام قوميز قبل عشرة أيام فقط من معركة أوتوهو الكنغولي الأولي ومطالبته بالتأهل ومسح عثرات وشعث ثلاثة مشاركات بائسة ومن ثم الإنطلاق نحو المجموعات وإن لم يفعل ليس بمؤاخذ بحكم المنطق والعقل وقياسا بالظروف التي وضع فيها لكنه أنجز المهمة حتي الآن ، الفرنسي الذي عمل علي شقين طوال فترة الإعداد الشق الأول هو التحضير المستعجل للمعترك الأفريقي وهذا جعل تركيزه ينصب علي قائمة لاعبين مضغوطة أما الشق الثاني هو الإستعداد للموسم بالكامل وهنا بيت القصيد مع حضور المنافسة المحلية سريعا وعدم توفر معسكر كافي ونقصان الجهاز الفني الي يومنا هذا ، أضف إلي ذلك فقدان الفريق لأكثر من (6) لاعبين أساسيين بين الإيقاف والإصابة كلها عوامل لها بالغ الأثر علي شكل الأداء ،
الحنكة الإدارية لم تتجلي في قيد رمضان بخيت والرشيد ضمن الكشف الرسمي وعدم الإكتفاء بالعقودات الموقعة معهم لا سيما وأنهم موقوفين لا محالة لذلك كان ينبغي عدم قيدهم وضم لاعبين يسدوا النقص الناتج عن غيابهم في خط الوسط خصوصا الي حين عودتهم من الإيقاف المتوقع ، أيضا عدم ضم ظهير أيمن والإستغناء عن وليد حسن مؤقتا يوضح لك ضبابية الرؤية الفنية للقائمين علي أمر التسجيلات الماضية فكرنقو أجهده التعب حتي قبل بداية الموسم لمواصلته المشاركة وديا ورسميا .
إصابة التش مع غياب حمو الرشيد القسري وتراجع مستوي ضياء فرض علي الفرنسي ديديه ضرورة الإستعانة بخط وسط جديد يلزمه من الوقت حتي يؤدي بشكل جيد وهذه الحوجة للوقت والإنسجام ظهرت في مباريات أوتوهو والخرطوم الودية وأنيمبا وهلال كادقلي الدورية ، عناصر مميزة يضمها خط الوسط مثل كبك وكردمان والصيني والتاج وضياء لكنها تفتقر للجاهزية الكبيرة والتجانس العالي .

باص قوون

من أسباب شحوب الأحمر فنيا أمام أسود الجبال هو غياب مفاتيح اللعب بعد إصابة التش وغياب بكري الموقوف من قبل الأتحاد و غياب أرنولد بانغا للإصابة وعزام لعدم الجاهزية .
مع تذبذب مستوي السماني أصبح المريخ يحارب في المقدمة بسيف تيري وكريم عبدالرحمن الذي يتحسس البدايات ، مهمة شاقة لأفضل مهاجم في صفوف الزعيم حاليا وسط غابة من سيقان مدافعي الجبال .
من إيجابيات المباراة هي تأكيدها علي القوة الدفاعية الكبيرة التي بات يتمتع بها المريخ هذا الموسم والي الآن في المباريات الودية والرسمية حيث لم تهتز شباكه خلال سبعة مباريات سوي مرتين ، أبعد من ذلك حتي أن الفرق المنافسة أصبحت لا تشكل خطورة تذكر أمام مرمي منجد وهذا عمل فني كبير وشهادة تميز للعناصر الدفاعية بقيادة الفولاذي تمبش .
كذلك قدم ماذن محمدين مستوي جيدا أكد به علي جودته العالية ومنح الجهاز الفني خيار للناحية اليسري التي تبحث عن التميز في ظل توهان كبير يعيشه الدولي بيبو هذه الأيام .
يمكن للنشوة الكبيرة للاعبين بعد إنتصارهم العريض علي أنيمبا أن تحرمهم من الإجادة أمام هلال كادقلي المتحفز أضف الي ذلك إرهاق تلك المباراة المعقدة كلها عوامل ألقت باثرها علي الفريق مع غياب المعد البدني المتخصص ،
للحكم علي ديديه قوميز وتقييم أداءه لابد من الإنتظار حتي الجولة السابعة أو الثامنة من الدوري الممتاز ، أما إذا قاد الزعيم لدور المجموعات وقتها لا يمكن الحديث عن قلة إمكانياته أو ضعف قدراته .

اترك رد