إمبراطورية المال هل تجلب الأبطال
ضج الوسط الرياضي خلال اليومين الماضين بخبر تعيين مستشار الديوان الملكي السعودي تركي آل الشيخ رئيسا فخريا لنادي الهلال السوداني هكذا فجأة وبدون مقدمات وقبل الغوص في تفاصيل الخبر لابد لنا من وقفة قصيرة مع سيرة الرجل الذاتية المتخمة بالإنجازات وللتعرف عليه أكثر فهو تركي عبدالمحسن عبد اللطيف آل الشيخ مستشار حالي في الديوان الملكي بمرتبة وزير ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه بالمملكة العربية السعودية وشغل مناصب رياضية كثيرة منها رئاسة الأتحاد العربي لكرة القدم ورئاسة مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة ورئاسة اللجنة الأوليمبية السعودية وكذلك الرئيس الفخري نادي التعاون في بريده ورئيس أعضاء الشرف لنادي الوحدة في مكة المكرمة ومالك نادي بيراميدز سابقا والميريا الأسباني حاليا ويمتلك عضوية شرفية في الهلال والتعاون والنصر ، مسيرة حافلة للرجل في مجال الرياضة علي المستوي العربي رغم ظهوره المتأخر ، أبو ناصر كما يحلو له مناداته بهذه الكنية قبل الرئاسة الفخرية لنادي الهلال السوداني وفور تكليفه ظهر في عدة قنوات سودانية وعلي صفحته الشخصية بفيسبوك مبشرا بنهضة كروية كبيرة ستحدث في القلعة الزرقاء ومحدثا عن وإستجلاب أضخم المحترفين وأستقدام أكبر الكوادر التدريبية مع الإهتمام بالمنشات وإنشاء أكاديمية رياضية وكذلك التعاقد مع شركات عالمية للأزياء ورعاية النادي بمبالغ فلكية حيث قال بالنص( أريد أن أجعل الهلال سيد أفريقيا ) وقال أيضا (أنا جاي أشتغل) ، طموحات وأحلام كبيرة لرجل قادر بمفرده علي تغيير الواقع بما يمتلكه من إمكانات فكرية ومادية رهيبة وما يتمتع به من علاقات واسعة وضخمة في الوسط الرياضي العربي والعالمي وتجارب سابقة قوية مع بيراميدز والميريا والتعاون والوحدة والزمالك صادف أمة الهلال المهووسة بسيادة أفريقيا وشعب رياضي يتحمس لكل من يطلق الوعود البراقة وإن لم يفعل ، وبعيدا عن كواليس كيف ولماذا ترغب شخصية بهذا الزخم وهذه النجومية بناء فريق الهلال علي الطريقة عالمية والصرف عليه بأرقام لم تشهدها الملاعب السودانية من قبل وتضاهي أندية الخليج الغنية إلا أن موافقة ال الشيخ بالمنصب وحماسه الكبير لتحقيق النجاح في السودان يعتبر مكسبا كبيرا جدا للهلاليين الباحثين منذ الأزل عن التتويج الأفريقي وإن كان هذا البحث لم يعدو عن كونه مجرد أماني وأحلام تتداول بين المجتمع الأزرق ولم يبذل أي مجلس أتي أو رئيس تولي جهدا مقدرا في سبيل تنزيل هذه الأحلام إلي أرض الواقع وكذا الحال في المريخ وكل الأندية السودانية عموما فهل يعتبر رئيس الأتحاد العربي السابق هو قنطار الشطارة والكرت الرابح للأهله في السنوات القادمة .
منصب الرئيس الفخري أو الشرفي للهلال لا يعتبر الأول لتركي ال الشيخ فمن قبل تولي الرئاسة الفخرية للأهلي المصري والتعاون والوحدة السعودي وإذا تحدثنا عن فترته القصيرة مع الأهلي المصري أواخر عام (2018 ) الذي يعتبر هو من أشد معجبيه لم تخلو من المشاكل ومرت رئاسته بشد وجزب كبيرين وتراشق إعلامي علي وسائل التواصل الإجتماعي بين الرجل وبعض أعضاء مجلس إدارة الأهلي أو لاعبين سابقين بالفريق إنتهت بسحب المنصب منه بقرار من مجلس الأهلي ولم تنتهي القصة بعد وأخر فصولها فتحه لمحضر رسمي ضد النادي الأهلي ومطالبته بأمواله التي دعم بها الفريق في فترة سابقة بما يقارب ال(260) مليون جنية مصري هي قيمة ضم صلاح محسن مهاجم أنبي والتجديد لعبدالله السعيد وأحمد فتحي وعلي النقيض تماما نجد أن علاقته بنادي الزمالك لم تكن من منصة الرئاسة الشرفية التي رفضها وإكتفى ببرتكول تعاون بينه وبين مرتضي منصور رئيس الزمالك أثمر عن دعم مباشر وغير مباشر بقيمة (332) مليون جنية مصري منها تبرعه بصفقة اللاعب التونسي فرجاني ساسي التي كلفت (7) مليون يورو للاعب وناديه السابق النصر السعودي وحمدي النقاز مليون دولار أيضا والمساهمة في تجديد عقد نجم الفريق طارق حامد بما قيمته (15) مليون مصري غير تبرعاته لبناء ملعب جديد والمساهمة في إنطلاقة الزمالك وبعض أشكال الدعم الاخري في الأزياء وتوفير الشركات الراعية .
إنفاق رجال المال والأعمال علي الكرة السودانية لم يكن غريبا وعلي القمة بالتحديد حيث نتذكر صلاح إدريس مع الهلال وأهلي شندي وجمال الوالي والأمين البرير وأخيرا الكاردينال الذين بذلوا ملايين الدولارات ومليارات الجنيهات وأحداثوا طفرة كبيرة في المنشآت وعلي المستوي الفني وحققوا الألقاب المحلية وقطعوا مسافات كبيرة نحو منصات التتويج الإفريقية التي ظلت عصية عليهم طوال فترات توليهم الطويلة لييقي السؤال قائما هل فقط المال والصرف العالي وحده القادر علي جلب البطولات وتكوين فريق بمواصفات عالمية ام أن صرفهم لم يكن كافي وهل هنالك أشياء أخري أكثر أهمية من المال مثل الإدارة الفنية المتخصصة والقادرة علي تحقيق الأهداف والخطط وكذلك توفر الزاد البشري المميز القادر علي تنزيل عمل الإدارات الي نجاحات داخل أرض الملعب .
باص قوون
◾نقلة مرتقبة إن حدثت في الهلال ستلقي آثارها علي الكرة السودانية عموما وعلي المريخ خصوصا من باب الندية الكبيرة والتنافس الشرس بين القطبين في كافة المجالات وما خبر تعيين رجل الأعمال السعودي أحمد طه التازي رئيسا شرفيا لنادي المريخ إلا فصل من قصة ستكتب بقيتها لاحقا .
◾️إرتفاع وانخفاض مستوي الإخوة الأعداء يرتبط بأحوال أحدهم الذي يحض الآخر علي التفوق بتميزة أو يبطئه بتقاعسه مثل التوأم .
◾ظهور السوباط في الهلال وإحداثه للجلبة جعل المريخاب يتحدون حول فريقهم ونجحوا بالفعل في تجاوز مطب التسجيلات الشائك رغم فقدهم أبوعشرين والآن ظهور ال الشيخ قد يكون سببا في خير كبير يعم البيت المريخي علي عكس ما يتوقع الجميع .
◾مشاكل الرئيس الفخري مع الأهلاوية ومطالبته لهم برد كل مليم دفعه للقلعة الحمراء بمحضر رسمي تحتم على الأهله صياغة إطار قانوني للتبرعات التي سيقدمها الرجل تحمي النادي شرور الديون والأزمات المالية مستقبلا فإن إستطاع الأهلي رد (260) مليون جنية مصري أي ما يعادل (16) مليون دولار لن نستطيع رد ربعها مع عملتنا المتهاوية وأنديتنا الفقيرة المعدمة وحتي لا تتحول هذه النعمة الي نغمة .
◾بعض التقارير المصرية تتحدث عن أن تركي هو الكسبان من رئاسته الشرفية للأهلي وليس فريق القرن الذي لم يستفد شيئا من دعم مستشار الديوان الملكي بعد مغادرة عبدالله السعيد وأحمد فتحي وفشل صلاح محسن في حين حاز ال الشيخ علي شهرة وأضواء لم يكن ليجدها في مصر إلا بعد إرتباطه بالأهلي هذه الشعبية التي سيجدها في السودان أهم مكاسب أبو ناصر وعليه أن يمنح الهلال مقابلها عطاءا ودعما مقدرا .
◾أهم ما ينتظر من هذا الإستثمار السعودي هو تطوير البنية التحتية المتهالكة وليس هناك فضيحة أكبر من عدم وجود ملعب مؤهل سوي ملعب الهلال ودوري كامل يلعب علي استادين فقط في سابقة لم ولن تحدث في أي دولة في العالم
◾️رفع عدد المحترفين الي خمسة إن حدث يمكن أن يحسن من مستوي القمة بشرط تميز هؤلاء المحترفين فمعادلة صناعة فرق البطولات تقول أفضل المحليين وأجود المحترفين .
◾️أكبر عقبة ستواجه ال الشيخ وأي مستثمر في الأندية السودانية هو ضعف الكادر المحلي وقلة جودته فهو يفتقد للكثير مقارنة بنظرائهم في القارة من لاعبين وإداريين وغيرهم من شرائح كرة القدم الستة وسيكون أمام خيار الإتكاء علي قيمة المحترفين الذين سيحضرهم في تحقيق النجاح وبعض الإشراقات من جانب المحليين الموهوبين وهم قلة .
◾وصول بيراميدز لنهائي الكونفدرالية والزمالك لنهائي الأبطال خصوصا بعد ظهور سعادة المستشار في عوالم هذه الأندية يجعل إمكانية صعود الهلال منصة التتويج جائزا بعد إقترانه بالشخصية الأكثر تأثيرا في كرة القدم لعام (2017) و(2018 )في مؤتمر دبي الرياضي الدولي وجائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي .
◾هذا اللقب إن تحقق سيعبد الطريق أمام الأندية السودانية لإنجاز مماثل بإعتبار أنه سيمنحنا كتالوج حديث عن كيفية تحقيق الألقاب مثلما تفتح إنجازات الأهلي المصري ومازيمبي الكنغولي والرجاء المغربي الباب أمام أندية بلادها للتألق أفريقيا وما حدث لبيراميدز ونهضة بركان من نهضة مرتكزة علي أطنان من المال وتجربة عمالقة بلادها ليس ببعيد .