¤ جلس القيادي بـ (قحت الميثاق) مبارك اردول متوسطآ رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وعضو السيادي محمد حمدان (حميدتي).. وذلك في سراق عزاء المغفور لها باذن الله والدته.
¤ غطى الحزن وجه اردول بالكامل .. وهو يجلس بينهما مساء أمس .. كان البرهان بذات هدوئه المريب وقليل الكلام .. بينما بدأ حميدتي حريصآ وفريق تأمينه باتباع الاحترازات الصحية.
¤ قدم حميدتي ورجاله يرتدون الكمامات – كانوا اكثر عددآ ممن هم حول البرهان رغم انه يسكن على مقربه من منزل اردول وفي أكثر احياء البلاد امانآ.. بدأ الحرص عليه – ربما لدرجة الهوس- وقد تفرغ أحد حراسه لمنحه منديلآ معقمآ كلما صافحه أحد المعزين .
¤ شغلت قرارات اللجنة الاقتصادية التي يترأسها حميدتي الراي العام اليومين الماضيين.. وكنت اعتقدت ان اللجنة دخلت في حالة (غتغتة ودسديس) .. أو امطرت عليها السماء (حصو) وماتت.
¤ اعتقادي الذي خاب جاء من باب انه كان مامولآ من وزير المالية جبريل ابراهيم بسط سيطرته على كل ملفات وزارته .. بعد ان تنصل سلفه وكذلك رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك عن مسؤولياتهما .. واكتفى حمدوك بان يكون نائبآ لحميدتي في اللجنة.
¤ لكن أس الموضوع ان اللجنة الاقتصادية وبعد طول غياب .. خرجت بقرارات مربكة وستخلف اثارآ كارثية.. مثل القرار الرابع .. الخاص بإنشاء محكمة خاصة بالاقتصاد .. لمحاكمة مخرّبي الاقتصاد مثل المتلاعبين بالدولار، وتهريب الذهب.. وهذا يعني ترهل اداري .. وبالتالي زيادة صرف.
¤ وكذلك قرارها القاضي ـ بتفعيل القوة المشتركة لمكافحة التهريب.. وكان في السابق مسنودآ للشرطة وتعاونها قوات العمليات بجهاز المخابرات .. والان تقاسمهم الدعم السريع المهام .. مما يتطلب تدريبها بطريقة خاصة .. وهذا بند صرف جديد .. خلافآ لحالة الارتباك التي تحدث نسبة الى حاجة العمل الى احترافية.
¤ اللافت في قرارات لجنة حميدتي انها (يادوب) قررت الاستعانة بخبرات اتحاد أصحاب العمل والغرف والتجارية في أعمالها .. ويفهم من ذلك ان عملها طيلة الفترة الماضية كان لايستصحب أصحاب المصلحة.
¤ اللجنة بدأت تتجاوز دورها في التخطيط والاشراف .. الى التنفيذ وهذا سيعيق عمل المؤسسات .. مثل قرار مراجعة منشور بنك السودان الخاص بحصائل الصادر.. مع ان محافظ المركزي عضوآ باللجنة.
¤ اما عشوائية عمل اللجنة تجلى فيما يتعلق باعلانها استكمال قيام بورصة الذهب .. والتي دشن حميدتي عملها في حفل اقيم في يوليو 2020 .. حتى انه يومها قال كلامآ غريبآ .. انه (تعرض لتهديدات بالتصفية من ما اسماها مافيا الذهب).
¤ قد لا يعلم حميدتي أن وزير المالية د. جبريل ابراهيم اصدر قرارآ في اغسطس 2021 بتأسيس بورصة للذهب.. الا اذا كانت البورصة التي احتفل بها حميدتي قبل نحو ثلاثة أعوام خاصة بالدعم السريع.
¤ كذلك من القرارات الغريبة للجنة .. (مراجعة أداء الوزارات عبر بيوت خبرة متخصصة).. وهو بكل حال لا يحتاج لتعليق.
¤ لكن الذي يستحق وقفة .. ـ هو قرار (تفعيل الاتفاقية التجارية بين السودان ومصر) .. ويبدو وكأن المقصود من اجتماع اللجنة هذا القرار دون غيرة .. خاصة وان حميدتي وفي طريق عودته من موسكو.. التقى مدير المخابرات المصرية بالقاهرة.
¤ ومهما يكن من أمر لو أولى حميدتي اللجنة قليل جدآ من حرصه الشديد – وفوق المعدل- لتعقيم يديه .. عقب كل مصافحة .. لاحدثت اللجنة تحولآ اقتصاديآ هائلآ .. ولكنها لجنة غير معقمة .. اصابت قراراتها المواطن بجائحة الغلاء .. وضيق في (الجيوب المالية) لا الانفية .. وعسر في ترشيد المصروفات.. بل ادخلت اقتصاد البلاد العناية المكثفة.
