الطاهر ساتي يكتب.. قاعدة الدعم ..!! ____________
:: ( الحكومة المقبلة لن تكون حزبية، وذلك من أجل توسيع قاعدة دعمها، وخلق قاعدة واسعة، تشمل حتى الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل و المؤتمر الشعبي، والموقعين على اتفاقيات سابقة في الشرق ودارفور)، عضو مجلس السيادة السابق محمد الفكي سليمان، متحدثاً – للشرق الأوسط – عن رؤيته للمرحلة القادمة .. نعم، لا تندهش، فالمتحدث – عن توسيع القاعدة وحكومة الكفاءات المستقلة – ليس البرهان، ولا حميدتي، ولا أردول، ولا الكباشي، بل هو محمد الفكي شخصياً..!!
:: ثم أن المتحدث – في ذات النص – عن توسيع قاعدة الدعم للحكومة، أي الحاضنة السياسية، بحيث تشمل الاتحادي الأصل و المؤتمر الشعبي، ليس إبراهيم جابر، ولا علي الحاج، ولا بحر أبوقردة، و لا أحمد بلال، بل هو محمد الفكي شخصياً..فالحمد لله على عودة الوعي، وسبحان مغُيّر الأراء من رأي إلى رأي آخر.. ولكن هناك فرق بين المؤتمر الوطني و المؤتمر الشعبي ، بحيث يقبل الفكي بأحدهما شريكاَ في الحاضنة السياسية المسماة بقاعدة الدعم و يرفض الآخر.؟.. ربما ..!!
:: وعما يحدث خلف الكواليس في بيوت السفراء، بعيداً عن عيون الجماهير، يقول محمد الفكي : ( التفاوض المباشر مرفوض من الشارع والحرية و التغيير، لذلك تجري اللقاءات الحالية عبر تبادل الأوراق المكتوبة، وبشهود دوليين ومحاضر مضبوطة)..تأملوا، ليس هناك تفاوض بينهم و العسكر، بل يتبادلون الأوراق المكتوبة .. وما لم تكن الأوراق المكتوبة – التي يتبادلونها – خطابات غرام، فهذا نوع من التفاوض المباشر، ولا ينقصه غير البث المباشر ..!!
:: المهم .. مرحباً بالوعي الرافض للمحاصصات في المرحلة الانتقالية.. وليعود العسكر إلى الثكنات و الاحزاب الى الانتخابات، على الأطراف الاتفاق على حكومة مستقلة، من السيادي وحتى المحليات، لتبني مؤسسات غير متحزبة.. وليس فقط في القطاع السياسي، بل يجب تفكيك كل الاحتكار، بما في القطاع الاقتصادي أيضاً، و ذلك تقوية الاقتصاد الحر و المنافسة الشريفة، بلا محسوبية أو (محاصصات حزبية)، كما قال البرهان سابقاً و الفكي حالياً..!!
:: وما يجب أن تبدأ به الحكومة المستقلة هو صياغة (دستور انتقالي) عبر مجلس تشريعي يجمع كل الأحزاب قاعدة الدعم، بما فيها المؤتمر الشعبي و الاتحادي الأصل، كما يطالب الفكي .. و لكن السؤال، ما هي الآلية لتشكيل حكومة الكفاءات؟.. فالإجابة حسب النص الخبري : ( قلل – الفكي – من مخاوف الأطراف وقال إنها ستنتهي بالإعلان الدستوري، واختيار حكومة كفاءات وطنية يختارها شعب السودان) .. وهذه الاجابة بحاجة إلى توضيحات.. !!
:: بمعنى، من هم شعب السودان؟..هل هم فقط سادة المجلس المركزي للحرية والتغيير؟ أم زعماء أحزاب قاعدة الدعم، بما فيها الاتحادي الأصل و المؤتمر الشعبي؟.. على كل، الوعي الرافض للمحاصصات بعد ستة أشهر لن يعجز عن إيجاد آلية لتشكيل حكومة مستقلة .. ولحين إيجاد الآلية، علينا البحث عن الفروقات بين شًركاء النظام المخلوع .. لو لم تكن هناك فروقات لما طالب الفكي بأن يكون ذاك شريكاً في الحاضنة السياسية و ( هذا ممنوع )..!!