اسفير نيوز __ وكالات
بعد ردود الفعل الواسعة التي صاحبت تعيين الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الشيخ محمد العيسى، خطيبا ليوم عرفة في مناسك الحج، استمر الجدل في وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن ألقى بخطبته المنتظرة.
وإلى جانب الحديث عن شعائر الحج وسننه، والحديث عن التقوى وطاعة الله، أفرد العيسى في خطبته قسطا للحديث عن موقف الإسلام من القيم الإنسانية المشتركة “بين الناس كافة”.
وأضاف “إن من قيم الإسلام البعد عن كل ما يؤدي إلى التنافر والبغضاء والفرقة وأن يسود تعاملاتنا التواد والتراحم”.
وقال العيسى إن “الوحدة والأخوة والتعاون تمثل السياج الآمن في حفظ كيان الأمة وتماسكه، وحسن التعامل مع الآخرين”، بحسب نص الخطبة التي نشرتها وكالة الأنباء السعودية (واس).
وفي معرض حديثه عن أخلاق المسلم، تحدث عن كيفية مواجهة “الجهل والسفه”، قائلا: “احذر أن يأخذوك إلى سجال المهاترة وتبعاتها”.
وتحدث العيسى عن أن المسلم “لا يلتفت لجاهل أو لمغرض”.. وأن الرد على الجاهلين “يسهم في إعلاء ذكرهم، ونجاح مشروعهم، وهو ما يسعدون به”.
وفصل العيسى الحديث عن أن الإسلام يحمل الخير لـ”الإنسانية جمعاء”، وأن أهل العلم لهم دورهم في “التصدي للمفاهيم الخاطئة والمغلوطة” عن هذا الدين.
ضجة من ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، لم تهدأ منذ أعلنت “إمارة مكة المكرمة”، على تويتر، قبل ثلاثة أيام، صدور موافقة ملكية على تكليف الشيخ محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، بإلقاء “خطبة يوم عرفة” لهذا العام في السعودية.
ويقول المحلل السياسي، مبارك آل عاتي، إن الخطبة جاءت “متوازنة واضحة في معانيها وأهدافها وصياغاتها ومفرداتها … وتهدف لتوضيح سماحة الإسلام وأنه رسالة لتحقيق الخير لكافة البشرية”.
وجاء الجدل السابق على تكليف العيسى بسبب الوسطية التي ينتهجها رجل الدين المعروف بانفتاحه على مختلف الأديان والمذاهب.
وفي عام 2020، شارك العيسى نفسه بالصلاة على ضحايا المحرقة اليهودية في معسكر أوشفتز في بولندا، واصفا ذلك بـ”واجب مقدس وشرف عظيم”.
ويقول معارضو العيسى إنه يروّج للتطبيع مع إسرائيل، في حين يرى آخرون أن الرجل يمثل “صوت التحديث” وقيم “التسامح والتنوير” و”الإسلام الوسطي”.
واستمرت ردود الفعل في مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيدين ومنتقدين للخطبة، وقال منتقدون إن الخطبة كانت “قصيرة” وليست مثل الخطب السابقة التي كانت تلقى في يوم عرفة عادة.
في المقابل، يقول آل عاتي إن “الخطبة أسقطت مخاوف من خالف الشيخ (العيسى) خصوصا وأنه تحلى بالحكمة في تناول المواضيع التي تهم المسلمين في هذا اليوم العظيم وابتعد كثيرا في طرحه عن المخاوف التي يعتقد معارضوه أنه سيطرحها”.
التطرف الفكري هو وقود العمل الإرهابي. الذين يحاربون الأفكار المعتدلة؛ مستعدون دائما لفرض رؤاهم بالقوة!
وحظت الخطبة بتأييد كتاب ومحللين سعوديين، إذ علق الكاتب السعودي، أمجد المنيف، في تغريدة على تويتر، إن “التطرف الفكري هو وقود العمل الإرهابي. الذين يحاربون الأفكار المعتدلة؛ مستعدون دائما لفرض رؤاهم بالقوة!”.
من جهته، قال الكاتب، ماهر البواردي، في تغريدة إن “خطبة عرفة محورها الإنسان المسلم ومضامينها قيم الإنسان المسلم.. وثوابتها التذكير بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.. الإسلام بحقيقته الجميلة تجلى في الخطبة”.
وقال العيسى في خطبته “حسن الخلق في (الوصف العام) قيمة مشتركة بين الناس كافة، يقدّرها المسلم وغيره؛ إذ هي سلوك رشيد في القول والعمل”.
وأضاف: “لذا سما التشريع الإسلامي بإنسانيته التي لا تزدوج معاييرها، ولا تتبدل مبادئها فأحب الخير للجميع وألف قلوبهم”.
#خطبه_عرفه محورها الإنسان المسلم ومضامينها قيم الإنسان المسلم.. وثوابتها التذكير بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.. الإسلام بحقيقته الجميلة تجلى في الخطبة.. اللهم لك الحمد 🤲🏻
ويرى آل عاتي، في حديثه لموقع “الحرة”، أن الخطبة “جاءت مواكبة لأهداف القيادة السعودية في إظهار سماحة الإسلام وتعاضد المسلمين وتآخيهم ونبذ العنصرية والمذهبية والتطرف وكل ما يدعو للاختلاف مع الآخر”.
وأردف قائلا إن “القيادة عندما اختارته، كانت تعلم منهجه وفكره القائم على الحوار ونبذ التطرف والدعوة للتآخي مع كل البشرية وهي نقطة مهمة تحتاجها الإنسانية في مثل هذه الأيام التي تشهد مزيدا من الحروب والأزمات”.
وأشار إلى أن المعارضين لاختيار الشيخ العيسى “هم أساسا معارضون للمملكة” والتطور الذي تعيشه السعودية خلال السنوات الماضية على اعتبار أنهم يملكون “أيديولوجيات معارضة” لكافة السياسات السعودية، بحسب تعبيره.