الطاهر ساتي يكتب.. التربية و التعليم ..!! ________________

0

:: التهانئ لصغارنا الذين نجحوا في إمتحانات شهادة الأساس ، و الدعوات الطيبات لمن لم يحالفهم النجاح بعدم اليأس، ثم التفوق في فرصة الامتحان البديل .. بالخرطوم، بلغت نسبة النجاح ( 80.6%)، أي بزيادة قليلة عن نسبة نجاح العام الفائت (79.8%).. و كان عاماً دراسياً مُرهقاً للتمليذ و أسرته و مدرسته، بذل فيه الجميع من الجهد رغم متاريس السياسة والاقتصاد..!!

 

:: و أحسنت وزارة التربية بالخرطوم عملاً باتاحة فرصة الامتحان البديل – 21 أغسطس – لمن لم يحالفهم النجاح، وبالتأكيد هي فرصة تشمل تلميذ كل ولايات السودان، وليس الخرطوم فقط ..وقد ذكر مدير عام التعليم المكلف بالخرطوم، قريب الله محمد أحمد، بعدم السماح للغائبين بالجلوس لامتحان البديل، وعددهم (4632 تلميذ)، ولم يوضح سبب هذا الحرمان ..!!

 

:: فالبلاد بحاجة إلى تقزيم نسبة الفاقد التعليمي، وعدم السمح لمن غابوا – عن تلك الامتحانات – بالجلوس للامتحان البديل يعني زيادة نسبة التسرب و الفاقد التعليمي .. وربما فيهم من غاب لمرض أو أي عذر آخر، فلماذا لاتجد لهم الوزارة أعذار الغياب ثم تستوعبهم، بحيثوا يلتحقوا بقطار التعليم؟..هؤلاء أطفال، و يجب التعامل معهم باللين و الحكمة و ليس بهذه القسوة ..!!

 

:: ومع اتاحة فرصة الامتحان البديل، فقد أحسنت وزارة التعليم أيضاً بحجب أسماء المدارس .. وليتها لم تعلن حتى أسماء التلاميذ، ولكن العافية درجات، و نجد لهم العذر، فالسادة من جيل كانوا يُخرجون التلاميذ من فصولهم – نص النهار – إلى ساحة الطابور، ليوزعوا لهم النتائج بصوت عال : ( الأول فلان الفلاني)، ( الأخير زيد العبيد)، ولا يبالوا بالآثار السالبة لهذا النهج المتخلف..!!

 

:: وبالمناسبة، باليايان، من الصف الأول أساس وحتى نهاية المرحلة المتوسطة، لا يُوجد ما يُسمى بالنجاح والرسوب ولا تصنيفات الأول و(الطيش).. فالهدف في مرحلتي الأساس والمتوسطة هناك ليس تلقين التلميذ المواد – بغرض الحفظ و التسميع – كما يفعل الببغاء، بل التربية وبناء الشخصية واكتشاف الموهبة واكتساب المعرفة هي أهداف هذه المرحلة التعليمية..!!

 

:: وفي المدارس اليابانية، يدرس تلميذ الصف الأول أساس، بجانب المواد المدرسية، مادة أساسية اسمها (الطريق إلى الأخلاق)، ليتعلم ثقافة التعامل مع الآخر بوعي ومسؤولية..ومع الكتب والدفاتر والأقلام، يحرص التلميذ على أن تكون فرشاة أسنانه في حقيبته، ليستعملها عقب إفطاره وبهذا يكون قد تعلم الحفاظ على صحة وسلامة أسنانه، أي( مادة النظافة)..!!

 

:: علماً بأن الأساتذة هناك يسبقون تلاميذهم الى مائدة الافطار، ليتأكدوا من سلامة ونظافة طعام تلاميذهم، وهذه مادة يمكن تسميتها القدوة والتضحية ..ومع عمال النظافة، يشارك المدير و الأساتذة والتلاميذ في نظافة مدرستهم لمدة ربع ساعة يومياً، ومن هنا يتعلم التلميذ التواضع ثم الحرص على نظافة مدرسته ..!!

 

:: بالتعليم المثالي يكتسب الشعب الياباني وعياً يسمى عامل النظافة ( مهندس الصحة)..وبالتعليم المثالي لا يستخدم الهاتف السيار في الأماكن العامة.. و ..و.. ليس بالمحاذير والعقاب، بل يمتنع – عما كل قبيح – بالفطرة السوية التي شكلتها التربية والتعليم في طفولته.. ما لم يصبح النهج مثالياً، بحيث تحل التربية والتعليم محل ( الكلفتة و التلقين)، فلا تتوقع للبلد حالاً غير هذا الحال .. !!

 

اترك رد