في ندوة مستقبل أبيي ومخاطر تجاهلها
جمعة أرو: قضية أبيي مصيرية ولا تندرج ضمن صلاحيات الحكومة الإنتقالية والصراعات أنهكت السودان وأدت لانفصال الجنوب.
تحذيرات من انفجار قضية أبيي مجددًا بسبب التباطؤ السياسي
بورتسودان:محمد مصطفى.
حذّر القيادي في قوى الحراك الوطني، وزير الداخلية الأسبق في حكومة الرئيس المخلوع البشير، بشارة جمعة أرو، الحكومة الانتقالية من مغبة اتخاذ قرار بشأن أبيي، مشيرًا إلى أن ذلك ليس من اختصاصاتها ولا من صلاحياتها، نظرًا لمحدودية قراراتها. وأكد أن قضية أبيي مصيرية وترتبط بالأرض والمصالح المشتركة، وأن اتخاذ القرار بشأنها يتطلب حكومة ذات شرعية حتى يمكن إجراء الاستفتاء.
جاء ذلك خلال مخاطبته ندوة سياسية نظمها المجلس الأعلى لتنسيق شؤون دينكا نقوك، بدار الشرطة في بورتسودان أمس، حيث شدد على ضرورة طرح أفكار جادة بمجرد أن تضع الحرب أوزارها وتُشكّل حكومة تمتلك آليات للنقاش، من أجل اتخاذ قرار مناسب. ودق ناقوس الخطر من التباطؤ في هذا الملف، محذرًا من أن عدم التعقل قد يؤدي إلى انفجار قضية أبيي من جديد، معربًا عن أمله في أن تكون أبيي جسرًا للتواصل لا ساحة للصراع.
وأكد جمعة أرو أن البلاد أنهكتها الصراعات والحروب، مما أدى إلى إقعاد الوطن وانفصال الجنوب. وأشار إلى أن الحزب يمتلك رؤية لحل مشكلة دارفور وقضية أبيي، موضحًا أنه كان من الممكن إجراء استفتاء بشأن أبيي، لكن ذلك لم يحدث، مما أدى إلى تعقيد القضية وتحولها إلى إشكالية أكبر. وبدلًا من الاستفتاء، تحولت القضية إلى صراع بين متمردين والحكومة، ثم إلى نزاع سياسي بين طرفين.
ورأى أن الخلافات تفاقمت دون النظر في طبيعة الصراع المتجدد، وأن أبيي تمضي من مشكلة إلى قضية ثم إلى أزمة. وأضاف: “حاولنا الاحتكام إلى الدول طمعًا في ودّ المتداخلين الخارجيين، فتحولت القضية إلى أزمة متعمقة بين طرفين، ثم إلى صراع بين قبيلتين، من صراع جيوسياسي إلى صراع استراتيجي”.
من جهته، رهن رئيس منظمة رابطة الشعوب، عمر نمر، تحقيق السلام الحقيقي في أبيي بإجراء صلح بين الدينكا والمسيرية، وتوحيد صفوفهم مع القبائل الأخرى. وقطع بأن أي مبادرة تطلقها الحكومة بشأن السلام لن تنجح ما لم يكن هناك دور فاعل للإدارات الأهلية والقيادات المجتمعية، معتبرًا أن هذا هو الحل الجذري الذي تحتاجه المنطقة بشدة في الوقت الراهن.
وأوضح نمر أن أبيي تعاني من الإهمال منذ عام 2019 وحتى اندلاع الحرب، مما انعكس سلبًا على المنطقة، حيث انشغل الجميع بالحرب وتُركت قضية أبيي جانبًا. ودعا إلى أهمية اندماج مجتمع أبيي في السودان، مؤكدًا أن الحيوية الموجودة في المنطقة نابعة من مجتمعات أبيي نفسها، مطالبًا الساعين إلى السلام بالتعاون أولًا مع المجتمع المحلي قبل أي خطوة، مشددًا على ضرورة أن تنطلق المبادرات من داخل المجتمع، وأن تظل أبيي سودانية.