المغيرات.. سلاح المسيرات الإلكتروني الذي قلب الموازين في معركة الكرامة!

0

 

 

عبد المحمود نور الدائم

 

في عالم الحروب الحديثة، لم تعد القوة تُقاس فقط بعدد الجنود والدبابات، بل أصبحت التكنولوجيا مدفوعة بعزيمة أصحاب الحق هي الفاصل الحقيقي بين النصر والهزيمة، ومن وسط هذا المشهد العسكري المتغير في معركة الكرامة برزت منظومة المغيرات كواحدة من أقوى أدوات ومنظومات القتال الحديثة، حيث فرضت نفسها كـقوة ضاربة في الحرب الإلكترونية، قادرة على تحويل مسار المعارك وحسمها من الجو قبل أن تبدأ على الأرض.

 

ما جرى في معركة سوبا اليوم لم يكن مجرد مواجهة تقليدية، بل كان عرضًا عسكريًا للتفوق التكنولوجي، الذي أحدثته منظومة المغيرات وشبابها الميامين لقد استطاعت المغيرات، عبر طائراتها المسيرة، إلحاق خسائر فادحة في صفوف مليشيا الدعم السريع المتمردة، حيث تم تدمير عدد كبير من آلياتها بالكامل،بجانب تشتيت مُشاتها إلى قطعان هائمة تخاف من ظلها وتفرق من صداها، في مشهد أكد أن المسيرات الصغيرة التي تجوب السماء في صمت وخفة وبمهارة مشغليها أصبحت أداة حقيقية للحسم العسكري.

 

 

كما أن الدور الذي تلعبه المغيرات لا يقتصر على القتال المباشر وتدمير الآليات والتحصينات بل يتعداه إلى الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية،فالمغيرات أصبحت تعد على العدو أنفاسه وتراقب كعين الصقر تحركاته وتكتشف مخازنه ووسائل إمداده وبيوت قادته الآمنة.

 

 

وفي معارك تحرير الجزيرة وشرق النيل، لعبت المنظومة دورًا محوريًا في رصد تحركات القوات المتمردة، وتحديد مواقعها بدقة، وتوجيه الضربات الجوية التي أربكت العدو وقطعت خطوط إمداده،بالرغم من أن قوات التمرد كانت تعتمد على كثافة الغطاء النباتي في الجزيرة وشرق النيل لإخفاء وتمويه عتادها العسكري إلا أنها وجدت نفسها في مواجهة المغيرات التي ما فتئ شبابها يمطرون العدو بوابل من سجيل.

 

وما لاحظته أيضا أن المنظومة لم تستخدم سوى القذائف التي يتم إلقاءها من الجو والتي تعتمد بصورة كبيرة على مهارة قائد المسيرة ودقة حساباته في إصابة الهدف،وبالرغم من ذلك فإن ضربات كانت بفضل الله موفقة ومؤثرة ومدمرة وقد دبت الرعب في قلوب عناصر المليشيا

 

 

 

وما يلفت الانتباه أكثر هو الخطاب الحاسم الذي صدر عن المنظومة يوم الجمعة، حين أعلنت في بيان واضح:
“الأرض تحت أقدام أعدائنا ستكون بركانًا ملتهبًا، والسماء ستتحول إلى أسراب من طير أبابيل.”

 

إنها رسالة تحمل في طياتها تصميمًا على الحسم، وإصرارًا على النصر، وتعكس تحولًا جوهريًا في عقيدة القتال، حيث لم يعد الاعتماد على القوة التقليدية وحدها كافيًا، بل أصبح التفوق التقني هو كلمة السر.

 

 

إن ما تقدمه المغيرات اليوم ليس مجرد دعم عسكري، بل هو نقلة نوعية في مفهوم الحروب الإلكترونية. فحين تمتلك قواتٌ ما القدرة على رصد الأعداء من الجو، وتوجيه الضربات بدقة، وإحباط خطط الخصم قبل تنفيذها، فإنها بلا شك تضع نفسها في موقع المنتصر منذ البداية.
وفي ظل هذا التطور المذهل، يبقى السؤال الأهم: هل نشهد بداية مرحلة جديدة في الحروب؟ يبدو أن الإجابة قد وصلت على شكل طائرات مسيرة تحلق في سماء المعركة، حاملةً معها مصير الحرب.. وحسم النصر!

اترك رد