كشفت صحيفة “لا سيلا” الكولومبية عن وجود نحو 300 عسكري كولومبي متقاعد يقاتلون في السودان إلى جانب قوات الدعم السريع، التي تخوض حربًا ضد الجيش السوداني منذ عام 2023.
وبحسب التقرير، تم استقدام هؤلاء المرتزقة عبر شبكة تجنيد دولية يقودها العقيد الكولومبي المتقاعد ألفارو كيجانو، بالتعاون مع شركة أمنية إماراتية تدعى “GSSG”. وتم إيهامهم بأنهم سيعملون في تأمين منشآت نفطية في الشرق الأوسط أو إفريقيا، لكنهم وجدوا أنفسهم وسط معارك شرسة في السودان، لا سيما في مدينة الفاشر، إحدى أكثر جبهات الحرب دموية.
تفاصيل عمليات التجنيد
وبحسب شهادة أحد المرتزقة العائدين، والذي أُطلق عليه اسم مستعار “هيكتور” حفاظًا على سلامته، فإن الرحلة بدأت بتجمعهم في أبوظبي، ثم نقلوا إلى بنغازي في ليبيا، حيث تم مصادرة جوازات سفرهم قبل أن يتم تهريبهم عبر الصحراء إلى السودان عن طريق تشاد. وأفاد “هيكتور” بأنهم تعرضوا لكمين مسلح خلال عبورهم، ما أدى إلى وقوع خسائر وإصابات.
وبمجرد وصولهم إلى السودان، تم دمج المرتزقة في العمليات العسكرية لقوات الدعم السريع، حيث خاضوا معارك عنيفة باستخدام الطائرات المسيَّرة وقاذفات RPG والصواريخ. وأكد المصدر أن بعض زملائه قتلوا خلال المواجهات، مشيرًا إلى أن جثثهم لم تُعاد إلى كولومبيا.
طريق الهروب والانسحاب
مع تصاعد وتيرة الحرب وارتفاع الخسائر، بدأ عدد من المرتزقة في البحث عن طريقة للهروب. وبحسب “هيكتور”، فإن حوالي 80 مرتزقًا كولومبيًا تمكنوا من العودة إلى بلادهم بعد رحلة معقدة شملت المرور عبر نيالا في دارفور، حيث تم نقلهم إلى الصومال، ومنها إلى كولومبيا عبر الإمارات.
وأشار التقرير إلى أن عمليات التجنيد لا تزال مستمرة، لكن عبر مسار مختلف، حيث باتت الرحلة تبدأ من مدريد إلى إثيوبيا، ثم إلى بوصاصو في الصومال، ومن هناك إلى تشاد، وصولًا إلى السودان.
دور الإمارات في العملية
ووفقًا لشهادات المرتزقة العائدين، فإن الإمارات لعبت دورًا رئيسيًا في عمليات التجنيد، من خلال الشركة الأمنية “GSSG”، كما تم تسجيل دخول المرتزقة وخروجهم عبر الأراضي الإماراتية، مما يثير تساؤلات حول مدى تورطها في هذا الملف.
.
خاتمة
يعد هذا الكشف أول تأكيد موثق عن وجود مرتزقة كولومبيين في الحرب السودانية، ويعكس كيف أصبحت الصراعات المسلحة في إفريقيا ساحة لتدخل قوى أجنبية عبر شركات أمنية خاصة، ما يزيد من تعقيد المشهد ويطرح تساؤلات حول مستقبل الصراع في السودان.