يوسف عبد المنان: هل تفرض بندقية الحلو ودقلو علمانية فوق أعناق الأغلبية؟
حديث السبت:
كتب/ يوسف عبدالمنان.
15رمضان 1446هج.
هل تفرض بندقية الحلو ودقلو علمانية فوق أعناق الأغلبية؟
يسلبون الشعب حق اختيار دستوره باسم المباديء الأعلى !!
69 كيانا وحركة مسلحة وحزب يرفضون تحالف نيروبي.
من حق ال دقلو التحالف مع من يشاءون من الكيانات السياسية والعسكرية، ورفع الشعارات التي يظنون انها تمثل اشواق الشعب، ولكن لايملك أحدٌ مصادرة حق الأغلبية، في اختيار دستور بلادها، بما تمليه عليها عقيدتها، وإرثها، ولكن الأقلية المسلحة والبندقية الاكثر شراهة في القتل وسفك الدماء، اجتمعت في نيروبي، بتمويل أجنبي وإرادة أحنبية ليقررون نيابةً عن الشعب – المفتري عليه – أن الدولة السودانيه بلا هوية، وبلا عقيدة، ولا حق فيها للاغلبية، أن تدين بدينها وتحتكم لإرثها !!
*وقد استطاع الحلو أن يفرض رؤيته السياسية وعقيدته العلمانيه على جيش ال دقلو وأتباعه، ولكنه لن يستطيع فرضها على أغلبية الشعب السوداني.*
وقد سبق للحلو عند لقاء البرهان أن طرح عليه مشروع الدولة العلمانية التي تعلوا فيها مبادي قالوا تزييفا أنها فوق الدستور !! وجاء البرهان وسعي لتسويق ما اقتنع به من لقاء الحلو، ظناً أن الشعب السوداني يمكنه التنازل عن دينه وعقيدته وشريعة السماء التي تنظم شأن الحياة، من أجل سلام زائف، ولإرضاء نخبة من الأقلية العلمانية، التي ركبت على ظهر أهالي بعض المناطق، وأستغلت مظالم حاقت ببعض الأقاليم، لتعلو على الشعب بمشروعها العلماني!!
السؤال هل رفع النوبة السلاح في وجه الدولة من أجل العلمانيه؟ بالطبع الإجابة لا، ذلك أن النوبه لديهم قضية عادلة، اعترفت بها حكومة السودان في اتفاقه 2005 واعترفت بها من قبل في اتفاقية 97 مع فصيل اللجنة المركزية للحركة الشعبية بقيادة محمد هارون كافي، واعترفت بها في اتفاقية جوبا، التي منحت إقليم جبال النوبة حق الحكم الذاتي الذي يمنح الإقليم خصوصية في القوانين، مثلا يمكن للإقليم إقرار تشريعات لاتحرم ماحرمته التشريعات الاتحاديه، وتحدد مثلا كيفية تطوير اللغات المحلية وتدريسها في المناهج التعليمية، وقانون خاص بشرطة الإقليم، ولكن لاتملك جبال النوبة أن تفرض على أهل السودان علمانية كما يسعى لها عبدالعزيز الحلو، الذي بطبيعة الحال لايمثل الأغلبية المطلقة حتى في إقليم جبال النوبه، ولا يمثل النوبة داخل الحركة الشعبية أغلبية على بقية مكونات شعب النوبه، الذي بعضه مؤمناً بمشروع الحركة، وآخر كافراً بها، وتتباين انتماءات النوبه مابين حركة شعبية ومؤتمر وطني واتحاد ديمقراطي وحركة عدل ومساواة وحزب شيوعي وأنصار سنه، مثل سائر الشعب السوداني، ولم يحصل الحلو يوماً على تفويض من النوبه، للحديث بأسمهم، ولا تفويض من غير إرادة شعبية، *ولا إرادة شعبية من غير انتخابات حرة.*
ومعلوم لدي الكافة أن النخبة السياسية العلمانية، هي التي قفزت على ظهر الحركة الشعبية، وامتطتها، لتحقيق مشروعها السياسي الذي يتناقض جوهرياً مع مشروع الأغلبية من الشعب، ولكن الحلو بعقيدته العلمانية المتطرفة، وال دقلو بمشروعهم الذي تختلط في داخله متناقضات شتى، مابين البحث عن أرض لمن لا أرض لهم، وعن وطن لمن هم (بدون) وطن، من عربان أفريقيا الغربية، ومابين مشروع أمريكي خليجي مناهض لكل ماهو له علاقة بعقيدة الشعوب المسلمة. *لذلك ماجرى في نيروبي مجرد اتفاق لهضم حقوق الاغلبية وفرض العلمانية بقوة السلاح.*
مايعرف بالمبادئ فوق الدستورية، هي افتراء صريح على كل ماهو متعارف عليه في دساتير الدول الغربية والعربية والافريقية والآسيوية.
والدستور يتم إعداده وإقراره من خلال المؤسسات المنتخبة، لا من أهواء ورغبات، حركات وعصابات مليشيا، تحمل السلاح. وأي إعلان سياسي مثل الذي وقعته المليشيا في نيروبي مع كل طالب سلطة، وبائع نفسه، لا قيمة له في واقع الأمر، ولكن من حق كل القوى الداعية لدولة علمانيه أن تحشد قدراتها وتكتب مشروع دستورها الذي تعتقد بأن يمثل اشواقها وتطلعاتها، ولاضير أن يجتمع في هذا التحالف الحلو وال د قلو وحزب الأمة بقيادة برمه ناصر والجمهوريين والملحدين والشيوعيين والشعوبيين وكل متردية ونطيحة، وما أكل السبع، وما أُهل لغير الله، وان تدفع لهم الإمارات المال السياسي الحرام، وان تدعمهم زعانف منشقة من أحزاب معروفة بإرثها، ومن الداعمين سلفيين علمانيين !! وقعوا على اتفاق نيروبي، ممن يتلقون رغد العيش، والمن والسلوي من السعودية.
ويخوض هذا التحالف مران ديمقراطي، حقيقي في مواجهة كل من يؤمن بوحدانية الله ودعاة شريعة الاسلام، والساعيين للإصلاح في الأرض، وكل التيار الوطني والإسلامي العريض. ويحتكم الطرفان للشعب السوداني ليختار مابين الإسلام كنظام حياة و مابين العلمانيه، على أن يرتضي الطرفان بإختيارات الشعب. ولكن ان يفرض الحلو زوراً وبهتاناً مبادئ يصفها بأنها فوق الدستور!! وأيم الله إنها لفرية عظيمة، لا يقبلها أهلنا النوبة ومن معهم من الإثنيات في جنوب كردفان، وإنها تغبيشاً لوعي الجماهير ..وهيهات ..
*إن الإسلام في السودان ينتصر بقوة وإرادة الشعب لا بسلطة الدولة.* وقد كان لحمدوك تجربته في توطين علمانيه بقوة الدولة، حينما شرع في شن الحرب على كل ماهو إسلامي، حتي بلغ به الحال ان تم تعيين امرأة من الغابرين في منصب مستشار (النوع) اي مشرفةً على قوم لوط الجدد، اسم الدلع لهم (مثليين) فما كان الله إلا أن خسف بسلطة حمدوك إلى الأبد. وحينما تشرع دولة ما في الحرب على دين الإسلام، فإن رب السماوات السبع قادر على أن يرسل عليها طيرا ابابيل، ترميهم بحجارة من سجيل تجعلهم كعصفٍ ماكول.
من مفارقات مشروع الحرب الجديدة التي ينتظر أن تصبح جبال النوبة مسرحا لها، أن الهاربين من معارك ام روابة والرهد من بقايا فلول الدعم السريع التي يقودها الضابط السابق في الجيش اللواء مهدي الأمين كبه كانوا يهتفون( الله الله اكبر)
(اسبيا لي وي يياي) عبدالعزيز الحلو ويياي فكيف تجمع شعارات الله ولله الحمد والله ناصرنا ولا ناصر لهم مع شعارات تمجيد الحركة الشعبية وقائدها الحلو، وكيف يجتمع الحلو الذي سحلو ال دقلو عشيرته سحلا، ودفنونهم أحياء في الجنينه، وهو يقبل أياديهم الملطخة بدماء أهله وعشيرته !! فما السبب؟ هل هو الدولار أم الدرهم الإماراتي؟ وهل مااعلنه رمضان حسن نمر الذي كان قريبا جدا من الحلو حتى حينما اختار الحلو في حكومة الشراكة حكومته جاء برمضان حسن نمر وزيرا وللامانة ترك رمضان بصمته وكان يمثل العفة والنزاهة، وتحسر الموظفون من بعده على غيابه، ورمضان حسن نمر وقادة آخرين في الحركة الشعبية، يرفضون مبدأ التحالف مع الجنجويد مهما كانت المبررات لاختلاف الثقافات والمنهج والأخلاق، والحركة الشعبية قبل تحالفها مع ال دقلو ماكانت تنهب اموال المواطنين ولا تغتصب النساء، ولا من بين صفوفها همباته ولصوص، ولم تستهدف الحركة من قبل المدنيين بالتدوين المدفعي على مدن الدلنج وكادقلي والابيض ولقاوة وتلودي، ولكن اول معركة مابعد التحالف كان قصف كادقلي وقتل أربعين من المدنيين في يوم واحد وحينها قال القائد كوكو تيه الأحيمر الآن سقط مشروع يوسف كوه مكي وبدأ مشرع الحلو !!
كل المؤشرات تقول ان التحالف العلماني الذي تخلق في نيروبي لن يكتب له النجاح ولو دفعت فيه الإمارات من دم قلبها مادفعت، لأن التناقضات التي في جوفه كفيلة بالقضاء عليه، وحزب الأمة الذي يتصدر مشهد التحالف الآن بأت على شفا انقسام كبير يخرج على أثره رموز وقيادات كبيرة، ويتركون لفضل الله برمة ماتبقى من الحزب الذي تحالف بعض قياداته مع الملشيا، منذ ماقبل الطلقة الأولى، وظلت عناصر حزب الأمة تمتهن (القوادة) للجنجويد وهي مهنة وضيعة لاتليق برجال أحرار مثل ابراهيم الأمين والفريق صديق محمد إسماعيل وإسماعيل كتر والعقيد موسى مهدي ولا تشبه عبدالرحمن الغالي ولكنها تليق بالبرمة ناصر ومن شايعه من شلة العلمانيين في حزب ظل يرفع شعارات الصحوة الإسلامية حتى دفنت تلك الشعارات مع الإمام الصادق المهدي !!
في بورتسودان رفضت تسع وستون حركة كانت مسلحة وحزب ماوقع في نيروبي وقال عبد الرحمن اردول أن هذه الخطوة لها مابعدها واردول كقيادي مثقف وشاب طموح له تجربة في إدارة الشركة السودانيه للمعادن يختلف الناس حولها أو يتفقون ولكن تبقى شخصية اردول واحدة من قيادات تحالف التيار الديمقراطي في السودان التي لها قيمة مضافة وقدرات في التعبير، ويسندها قاعدة شبابية كبيرة واردول والأحزاب والحركات التي بلغ حددها سبعين الا حركة واحدة، ترفض مبدأ مصادرة حقوق الشعب بقوة السلاح، وهناك آلاف من المجاهدين القادرين على الدفاع عن هوية الأغلبية، وحينما ترفع قوى علمانيه السلاح في وجه الآخرين باسم العلمانيه المحمية بالسلاح ذلك يعني (أيدلوجية الحرب) وهنا يصبح لاخيار أمام التيار الوطني الإسلامي غير الدفاع عن هويته ودينه وعقيدته.
ولكن ال دقلو والحلو من ورائهم لايقرأون وان قرأ بعضهم لايفهمون أن مشروع كتائب البراء بن مالك املته ضرورات تحرير الأرض اما ضرورات الدفاع عن الشريعة الاسلاميه وعقيدة الأغلبية وهوية الشعب فتلك حرب أخرى نسأل الله أن يجنب بلادنا تبعاتها ويهدي الحلو وال دقلو سواء السبيل.
يوسف عبد المنان
الكرامة 15 مارس 2025م