ماذا يعني إلتحام جيش المدرعات بالقيادة العامة بحسابات معركة الكرامة.
(سؤال وجواب)
كيف تنظر لالتقاء جيش المدرعات مع القيادة؟
هو تحول استراتيجي ودراماتيكي في سير معركة الكرامة بالخرطوم، ويتيح انفتاح أكبر للقوات ويساعد على تطهير كل المناطق حول القيادة العامة بما ذلك شرق وجنوب وغرب وشمال مطار الخرطوم، ويمتد ذلك حتى كبري المنشية وشرق النيل.
ماذا تعني الخطوة وما اهميتها عسكريا ؟
كلمة السر هي “التطويق” وهو تكتيك حربي غاية في الدقة ويطبقه الجيش السوداني من منظور جديد بحسب الفكر العسكري السوداني المتطور حيث يتم استخدام خطة التطويق لفصل قوات التمرد الموجودة في وسط الخرطوم وتقطيعها إلى ما يعرف ب”الجزر المنعزلة” عن بعضها مع فرض حالة “حصار عسكري” على هذه الجزر بقصد خنق الشريان اللوجستي وقطع الإمداد البشري والمادي (وقود_ذخائر_وسائل حركة_إتصال إلخ) وهذا التكتيك يؤدي بالمليشيا إلى التعرض لإستهلاك مجهودها الحربي فيما يُعرف بحالة “الإستنزاف” نتيجة للتدمير الممنهج عبر اسلحة الجيش الأخرى من المدفعيات والطيران بالتزامن مع عمليات يومية مكثفة من قوات العمل الخاص، وبمرور الوقت سيحدث إنقطاع كامل للأمداد عن المليشيا المعزولة في هذه الجزر، ومثال لذلك قواتهم المحاصرة الان داخل القصر الجمهوري والتي ليس أمامها إلا الإستسلام أو الموت الزؤام، وقد شاهد السودانيون حالة الإنهيار التي دفعت بعض أفرادهم لمحاولة الفرار من القصر الجمهوري ولكن يتم إصطيادهم بفعل الكمائن المنصوبة وفق خطة التطويق.
تقييمكم لما تبقي من المليشيا وجيوبها التي لا زالت بالخرطوم وما تأثيرها ؟
هذه الخطوة تفتح الطريق بين سلاح المدرعات والقيادة العامة وبقية وحدات العاصمة مما يعني أن المرحلة القادمة ستشهد معارك نوعية جديدة نتيجة للعمل المشترك والمتزامن بين المشاة والدبابات علي مستوي المفارز او المجموعات “التشكيلات الصغيرة” مثل السرايا والكتائب، أو المتحركات الكبيرة على مستوى الألوية فما فوق، او حتى على مستوى المهمات المحدودة بتعاون الدبابات مع المشاه في مواقف معينة كالإستطلاع (reconnaissance) وحماية الدبابات للمشاة، أو تنفيذ عمليات كبيرة ما يسمي بمهمات قوة رد الفعل الاحتياطي reserve) reaction force missions) وهو ما يعني الهجوم علي اشياء متفرقة وتقديم الدعم لقوات المشاه المهاجمة بالنيران المباشرة والغير مباشرة من الدبابات، ومن الممكن ان تكون القيادة الكلية في يد قوات المشاة أو القوات المدرعة، فمثل هذه العمليات والتي يجيدها الجيش السوداني وله تجارب وخبرات كبيرة سيكون لها مردود ونتائج عظيمة ومبهرة تؤدي إلى ربط القتال بالدبابات مع كل المحاور وتنظيف جيوب التمرد وفي نفس الوقت تمنع هذه الخطوة تحركات المليشيا وتفقدها حرية المناورة وهذا يعني أن كل الطرق أصبحت سالكة لقواتنا لنظافة العاصمة وإعلانها خالية من التمرد في مقبل الأيام بإذن الله.
من خلال الملامح الحالية متي ستعلن الخرطوم خالية من التمرد ؟
الخطط العسكرية والقتالية لا يتم اعلان النهايات ولكن نطمئن ونبشر الشعب السوداني أن النصر في الخرطوم بات وشيكاً.
عميد م/ ابراهيم عقيل مادبو