متابعات-اسفير نيوز
“لم نكن نعلم إن كنا سنعيش لليوم التالي أم لا”.. بهذه الكلمات المؤلمة وصف أحد الأسرى المحررين معاناته داخل سجون مليشيا الجنجويد، بعد أن تم تحريره ضمن 530 أسيرًا ومعتقلًا على يد القوات المسلحة السودانية عقب استعادة منطقة جبل أولياء جنوب الخرطوم.
تحكي قصص هؤلاء الأسرى تفاصيل مرعبة عن التعذيب، والجوع، والإهمال الطبي، حيث تعرضوا لأسوأ أشكال المعاملة غير الإنسانية. 350 منهم كانوا من القوات النظامية، فيما البقية من المدنيين الذين تم احتجازهم تعسفيًا. وقد توفي أربعة أسرى نتيجة التدهور الصحي الناجم عن الظروف القاسية داخل المعتقلات.
يقول العقيد ناصر الأمين بشير، قائد عمليات الفرقة 18 بالنيل الأبيض، إن القوات المسلحة أعدت مركزًا طبيًا متكاملًا في مدينة كوستي لاستقبال المحررين، حيث سيتم تقديم الرعاية الطبية والغذائية والنفسية لهم بعد شهور طويلة من المعاناة والحرمان. كما تم تشكيل لجنة طبية متخصصة لمتابعة حالاتهم الصحية وإعادة تأهيلهم نفسيًا، خاصة وأن الكثير منهم يعانون من صدمات نفسية حادة بسبب ظروف احتجازهم.
ووفقًا لشهادات بعض الناجين، فإن المليشيا كانت تتعمد إذلال المعتقلين وتجويعهم، وحرمانهم من أدنى مقومات الحياة، مما أدى إلى إصابة العديد منهم بأمراض مزمنة وضعف عام في الجسد.
إن تحرير هؤلاء الأسرى يمثل انتصارًا إنسانيًا بجانب كونه انتصارًا عسكريًا، لكنه في ذات الوقت يكشف عن حجم الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا، مما يستوجب موقفًا حازمًا من المجتمع الدولي لمحاسبة الجناة ومنع تكرار مثل هذه الفظائع.
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.