السودان في وجه العاصفة: شعبٌ صامد وتآمر إقليمي تقوده الإمارات

0

 

تقرير _صلاح الدين مركز

 

 

يقف السودان اليوم على مفترق طرق تاريخي، وسط حرب مدمرة فرضتها قوى داخلية مدعومة إقليميًا، وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة، التي لم يعد دورها في تأجيج النزاع خفيًا، بل موثقًا بأدلة استخباراتية وتقارير إعلامية وأممية. هذا التدخل الإماراتي لم يقتصر على دعم مباشر لمليشيات الدعم السريع، بل امتد ليطال نزاهة المنظومة الدولية نفسها، عبر التأثير على التقارير والتوصيات الصادرة عن خبراء ومنظمات يفترض أن تكون مستقلة.

 

 

 

دعم إماراتي موثّق للمليشيات في السودان
لم تعد الاتهامات الموجهة للإمارات مجرد حديث سياسي، بل أصبحت مدعومة بأدلة دامغة،

 

شحنات أسلحة عبر تشاد:
في تحقيق موسّع نشرته واشنطن بوست (أكتوبر 2024)، كُشف عن تهريب طائرات مسيّرة وصواريخ إلى مليشيا الدعم السريع، بغطاء لوجستي إماراتي، عبر الحدود التشادية نقلت الي دارفور وصلت قاعدة الزرق التي انشاءتها مليشيا الدعم السريع لاغراض الامداد وانطلاق قبيل نجاح القوات المسلحة في تدميرها .

وثائق وجوازات سفر إماراتية:

 

تقرير الغارديان (يوليو 2024) كشف عن العثور على جوازات سفر إماراتية ومقتل عناصر استخبارات إماراتية في مواقع تابعة لمليشيا الدعم السريع داخل الخرطوم، ما يؤكد تورطًا مباشرًا في العمليات العسكرية.

انتهاك حظر الأسلحة:

 

تقارير أممية رسمية اتهمت الإمارات بخرق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بحظر تصدير السلاح إلى السودان، في سلوك عدائي يقوض السلام في المنطقة وتاجيج النزاعات عبر المليشيات للسيطرة علي الموارد .

 

 

التأثير على نزاهة المؤسسات الدولية
تزامن التدخل العسكري الإماراتي مع نشاط دبلوماسي خفي هدفه طمس الحقائق أو تخفيف حدتها في التقارير الدولية. وقد استخدمت الإمارات عدة أدوات لهذا الغرض

 

 

تمويل المنظمات الدولية:
كأحد أكبر الممولين، استخدمت الإمارات نفوذها المالي للضغط على لجان الخبراء وتأخير نشر تقارير ميدانية تدين تدخلها في السودان.

 

 

التحكم في مراكز أبحاث ومعلومات:
بتمويلها لمراكز تفكير في الغرب، أعادت الإمارات تشكيل السردية الإعلامية الدولية لتظهر كـ”فاعل إنساني” في حين كانت تدعم مليشيات تنفذ جرائم بحق المدنيين.

الاختراق الأمني والرقمي
استخدمت أنظمة تجسس مثل “بيغاسوس” لاستهداف صحفيين وخبراء دوليين يعملون على الملف السوداني، في محاولة للترهيب أو تعطيل التسريبات.

 

 

 

صمت دولي… ومجلس أمن مشلول

 

 

 

رغم الأدلة، اكتفى المجتمع الدولي بردود باهتة. مجلس الأمن لم يتخذ أي إجراء حاسم، فيما استُخدمت مطارات إماراتية، بحسب بعض التقارير، لنقل “مساعدات إنسانية” كانت غطاءً لشحنات عسكرية.
وفي خطوة غير مسبوقة، أعلنت الحكومة السودانية في مايو 2025 قطع علاقاتها مع الإمارات، متهمة إياها بدعم علني لمليشيا مسلحة ترتكب جرائم حرب.

 

 

 

الأثر الكارثي على السودان

النتائج الإنسانية والأمنية كانت كارثية:
مقتل آلاف المدنيين جراء القصف.
نزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخليًا وخارجيًا.

 

 

تدمير شامل للبنية التحتية في الخرطوم وامتداد القتال إلى دارفور وكردفان والشرق.

 

 

 

وفي محاولة للعدالة، رفعت السودان دعوى أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها الإمارات بالتواطؤ في الإبادة، لكن المحكمة رفضت النظر فيها بدعوى “عدم الاختصاص”، في ما اعتُبر صفعة قانونية كبرى.

 

 

صمود شعب وخيانة دولية

 

وسط هذا التآمر الدولي والصمت الأممي، يبقى الشعب السوداني صامدًا ومتمسكًا بسيادته وحقه في تقرير مصيره. لم يخضع السودان، ولذلك يُستهدف. لم يرضخ لإملاءات الهيمنة، ولذلك يُعاقب.

 

 

 

ما يحدث في السودان اليوم ليس مجرد نزاع داخلي، بل نتيجة تحالف إقليمي غير أخلاقي وتواطؤ دولي مخزٍ

 

 

السودان اليوم يدفع ثمن حريته… والعالم مطالب بأن يختار: إمّا أن ينتصر للحق، أو يبقى

اترك رد