صلاح الدين مركز يكتب: ..الشهيد بيرم.. وعلى درب الرسل مضى وإخوانه..

0

 

 

 

في زمنٍ اشتدت فيه المحن وتكالب فيه البغاة على الوطن، خرج رجال لا تلين لهم قناة، ولا تضعف لهم عزيمة. حملوا أرواحهم على أكفهم ومضوا يذودون عن الأرض والعِرض، ويذبحون أوهام الخوف بسيوف اليقين، مؤمنين أن التضحية هي أعلى مراتب الفداء، وأن الشهادة طريق من طرق الخلود.

كان الشهيد بيرم، ورفاقه الذين عبروا معه إلى دار الخلود، نجوماً في ليل السودان المدلهم، بذلوا أنفسهم رخيصة في سبيل الله والوطن. ما وهنوا، وما ضعفت عزائمهم، وما استكانت قلوبهم أمام آلة الباطل والظلم، بل ثبتوا حتى اللحظة الأخيرة، يقاتلون البغاة وهم يعلمون أن طريقهم هذا هو الطريق ذاته الذي سلكه الرسل والأنبياء من قبل: طريق المعاناة، والحق، والنصر الموعود.

كل إخوانه الذين ارتقوا في تلك المعركة الخالدة، كانوا على ذات العهد: أن لا يُدنَّس تراب الوطن، ولا يُذل شعبه وهم أحياء. قدموا أنفسهم فداءً، وما تراجعوا، وكتبوا بدمائهم الطاهرة سطور العز التي لن تُمحى من ذاكرة الأمة.

ونحن إذ نرثيهم، لا نبكيهم، بل نوصي من بعدهم، من حملوا الراية وساروا على ذات الطريق، أن يثبتوا كما ثبتوا، وألا يضلوا السبيل. فهذه المسيرة لم تبدأ مع بيرم ولن تنتهي عنده. سيظل درب الشهداء مفتوحًا، حتى تتحقق أمانيهم وأمانينا: أن نرى السودان حرًّا، وشعبه عزيزًا مكرمًا، مرفوع الرأس، منصور الكلمة، محفوظ السيادة.

وعد الله لا يخلف، و”العاقبة للمتقين

اترك رد