كتب: عمار آدم
الحمد لله وصلت مجموعة أخرى من أبطال الفاشر الذين انسحبوا لإعادة التموضع وعلينا أن نروي جزءًا يسيراً فقط من البطولات التاريخية والشجاعة التي سطروها هناك… هذا جزء قليل ومختصر حتي نكمل لكم في مقال قادم بالتفاصيل… لحظة الانسحاب كانت أعظم لحظة صمود عرفتها الذاكرة العسكرية
على مدى أكثر من عام ونصف..وفي ظل حصار كامل من دون غذاء أو دواء أو إمدادات…قاتلوا ببسالة وصمود تاريخي ودرسوا مرتزقة ابوظبي فنون القتال… كبد أبطال الفاشر المليشيا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد اهم قادتهم قتل في الفاشر..دفاعًا عن وطنهم وعن المدنيين الأبرياء…وفي تلك الليلة المشؤومة بعد فشل الاجتماع الأمريكي في واشنطن ..نفذت الإمارات خطة السيطرة الأخيرة على المدينة بعد أكثر من عام ونصف من محاولات السيطرة ب آلاف المرتزقة والمسيرات ومئات الهجمات..لكنها فشلت أمام صمود أبطالنا
تدخلت الإمارات بطائراتها المقاتلة لدعم مرتزقتها..وشوشت الاتصالات..وضربت المواقع الاستراتيجية وانسحبت تمهيداً للمرتزقة … لكن أبطالنا صمدوا حتى آخر لحظة..وهم يحملون شرف وطنهم على أكتافهم
عند فقدان الاتصال وتكثيف الهجمات الجوية والمدفعية..قررت قيادة العمليات الانسحاب في اللحظة الأخيرة…محاولين إخراج أكبر عدد ممكن من المدنيين من المدينة…لم ينجُ الجميع بسبب صعوبة التواصل والقصف المكثف.. في اخر لحظة في عدم توفر اتصالات القوات انسحبت في ثلاث مجموعات كل مجموعة تضحي بنفسها وتشغل العدو في محورها لإفساح الطريق للمدنيين وإخوانهم
قاتلوا بكل ما لديهم من أسلحة وعتاد أثناء الانسحاب..ضد آلاف المرتزقة ومسيرات كثيفة..كل سماء المدينة كانت مسيرات وطلقات لا تتوقف…حتى نفدت ذخيرتهم..قدموا أرواحهم فداءً للوطن… شهداء وبطولات لا تُنسى…من تمكن منهم نجا إلى جبال “وانا” ومن لم ينجُ استشهد وسط الحصار البري والجوي العنيف وحول السواتر التربية قامت المليشيا ببنائها لحصار المدنيين من الغذاء والدواء
أبطالنا قاتلوا بشرف وعزة حتى النهاية لفتح ممرات آمنة للمدنيين ..رغم قلة العدد وندرة الذخائر..وهم يكتبون أروع صفحات البطولة في تاريخ الوطن
هذا مجرد جزء بسيط من ملحمة الفاشر… قريباً سنكشف التفاصيل الكاملة لبسالتهم وشجاعتهم ، التي ستُدرس في كليات العسكرية…وسيشهد بها خبراء العالم في الاستراتيجيات العسكرية
لا سلم الله الإمارات