د ماجدة مصطفى صادق
رئيس قسم الاقتصاد جامعة السودان العالمية
ثارت في الآونة الأخيرة عبر وسائط التواصل الاجتماعى وعبر بعض المنصات الإعلامية ضجة لايستهان بها فيما يتعلق بتغيير المناهج وحول مدير المناهج دكتور القراى.
وتناول الموضوع الكثيرون بهشاشة غريبة وسطحية لا ترقى للمستويات العلمية والاتجاه العالمي والدراسات والبحوث الحديثة حول الاتجاهات الحديثة لوضع المناهج الدراسية في مراحل التعليم قبل الجامعي، فلم أجد في مقال أو تعليق مايشير إلى أن جائحة كوفيد ١٩ وفترة الإغلاق أدت إلى تغيير الطرق والأساليب التي ينظر بها إلى عملية التعلم ووضع المناهج الآن.
أصبحت المناهج الآن تعتمد على استشراف المستقبل والتنبؤء لفترات قصيرة، ولهذا فإن اعتماد المناهج على تاريخ العلوم والمناهج طويلة الأمد ما عادت هي الطريقة المثلى للتعلم.
والسؤال هو هل قامت اللجنة المنوط بها تغيير المناهج بقيادة مديرها د. القراي باستخدام أي برنامج من برامج تحليل أنظمة التحليل مثل (PASEC) على عينة من التلاميذ لاستكشاف التأخر في المهارات الأساسية الناتجة عن المقررات السابقة وهل قاموا بدراسة النماذج العالمية الجيدة في وضع المقررات واستكشاف الطرق المبتكرة لسد فجوات التعلم عن طالب المرحلة قبل الجامعية وهل وضعوا في أذهانهم الاسترشاد من تلك التجارب بدلا من تكرار نفس الأخطاء السابقة في المنهج القديم.
ألم يتعلم واضعو المناهج الدروس من الماضي ألم يعرفوا أنهم يتعاملون مع جيل جديد بمتطلبات جديدة فما عادت ركاكة اللغة وهشاشة المحتوى ولا التوغل في تاريخ العلوم هي أساس التعلم الآن.
العالم الآن كله يتحدث عن أنماط جديدة في التعلم
يدور الحديث في العالم الآن بعد كوفيد ١٩ حول اتجاهات جديدة وحديثة جدا في مجالات التعليم مثل التعلم الاجتماعي العاطفي والمواطنة الرقمية – و ساعة العبقرية والتعلم الصغير والتعلم المدمج والتعلم عبر الألعاب الالكترونية والمناهج التي تهتم بالرياضيات والعلوم والتقنيات والفنون أكثر من غيرها من المواد الأخرى والتعلم التجريبي وغيرها من الطرق الحديثة في التعلم.
إن الأهم الآن تقدير مصلحة التلاميذ وتقديمها على المصالح الشخصية والتركيز على بناء بنية تحتية تكنلوجية والعمل على تحديث وتحسين المناهج عبر إعداد استراتيجية التخفيف من اضطراب التعليم الذي حدث من ترة الإغلاق الطويلة وابتعاد التلاميذ عن مدارسهم وفقدان التواصل مع البيئة التعليمية، فكان الأولى بوزارة التعليم العام الشروع في تدريب المعلمين وبناء قدراتهم على استخدام التكنلوجيا وتطبيقات التعلم المختلفة والاستعداد لإطلاق التعلم الذكي عبر تحديث مناهج تعلم عن بعد أو الكترونية تتناسب مع الكوارث وفترات الإغلاق بسبب الأمراض أو ارتفاع تكلفة التعليم وصعوبة الوصول للمدارس.
السؤال الأهم الآن هل اهتمت المناهج الموضوعة الآن والتي تم تحديثها باستشراف المستقبل والتنبؤء بمستقبل الوظائف، حيث إن جائحة كورونا أدت إلى تسريع الاتجاهات فيما يتعلق بتحولات سوق العمل مستقبلا ولاسيما أن أغلب اقتصاديات الدول الآن تتحول وبسرعة واضحة نحو اقتصاديات المعرفة، وبهذا تصبح المهارات الرقمية في مقدمة المهارات التى يجب أن يتعلمها التلميذ والتي يجب أن تهتم بها المناهج الآن، بالإضافة إلى المهارات السلوكية، الاجتماعية والعاطفية والمعرفية