صفوة القول شكرا حميدتي ؛ فقد أحسنت (قولا)
بابكر يحي
*سبق أن أشرت في مقال سابق إلى أن الجنرال حميدتي ظل يقول كلاما جيدا ومناسبا ومعقولا ؛ لكنه ومع ذلك لا يفعل شيئاً ؛ وهذا مأخوذ عليه ؛ لأنه ليس مراقبا عاديا؛ إنما هو موجود داخل (أضيق دائرة للفعل) ؛ كما أن أوضاع البلاد لا تحتمل المجاملات ؛ فضلاً عن أن الحكومة الراهنة لا تحظى بالشرعية الكاملة التي تجعلها تتحكم وتفعل ما تشاء؛ فهي جاءت (بشرعية الشارع) ؛ وقد فارقتها الآن وبالتالي هي (بلا شرعية) ..!!*
*ورغما عن هذه الملاحظة الجوهرية والمهمة إلا أن حميدتي يشكر على خطاب الصراحة والوضوح الذي قدمه للرأي العام بالأمس فقد قال (للناس حسنا) ؛ وما نتمناه فقط هو أن يتبع (القول) (الفعل) ؛ حتى لا يكون حديثه كسابقه؛ فقد وعد من قبل تيار نصرة الشريعة وعموم أهل السودان بحماية (دينهم) ومناهج تعليم أبناءهم ؛ وهاهو القراي ونصرالدين عبدالباري وبقية (جوغة اليسار) قد فعلوا بالدين ما لم يفعله التتار والمغول ببلاد المسلمين..!!*
*حميدتي أشار إلى تمكين الحزب الشيوعي و(استهباله) على الشعب السوداني ؛ وأشار إلى حجم الفشل الكبير والتناحر القائم الآن بين مكونات الحرية والتغيير ، وطالبهم بحكومة (مدنية) صرفة ؛ وهو يعلم أن المدنية لا تأتي إلا عبر صندوق الانتخابات ؛ وهذه الإشارة وحدها من جعلتني أقول (شكراً حميدتي)..!!*
*رحم الله الإمام الصادق المهدي فوحده من كان يذكر كلمة انتخابات ؛ وحده من كان يواجه (جوغة اليسار) ؛ وحده من كان يحدثهم عن الديمقراطية ؛ بينما كانوا وما زالوا يعدون العدة لفترة انتقالية عمرها ثلاثين عاما ؛ هكذا يحلمون..!!*
*المطلوب من الجنرال حميدتي أن يعلن موقفه من اللجنة الاقتصادية المكونة برئاسته ؛ ويعلن للرأي العام (براءته) منها ؛ ويبين أنه جاء (مساندا) وليس (رئيساً) ؛ (معاونا) وليس (مسؤولاً) ؛ فالمسؤولية الاقتصادية تقع على عاتق الحكومة التنفيذية برءاسة عبدالله حمدوك ؛ حمدوك الذي (مكن) للفشل و(ترس) مسار الانتقالية (بكوادر اليسار) الذين أعاقوا أي إصلاح ؛ وحولوا حياة الشعب السوداني إلى جحيم..!!*
*وعلى الجنرال حميدتي أيضاً أن يثبت موقفه من لجنة وجدي َومناع وفاء لوعده السابق مع الموظفين؛ فقد فعلت هذه اللجنة ما لم يسبقه إليها أحد ؛ وحشدت (البدع) ؛ وجمعت بداخلها السلطات الثلاثة، (سلطة التشريع ، وسلطة القضاء، وسلطة التنفيذ) وفصلوا الآلاف من الخبراء والعلماء ؛ فعلى حميدتي أن يعلن موقفه الآن ويتبرأ من حماية هؤلاء..!!*
صفوة القول
*وحتى لا نقول فات الأوان ؛ ينبغي أن يعتذر حميدتي ومن معه من العسكر عن خطئهم الكبير في توقيعهم على وثيقة معابة شكلا ومضمونا ؛ ويعتذروا للشعب السوداني عن تسليم أمرهم لأحزاب فقيرة البنية والتكوين ؛ ضعيفة التخلق ؛ منحرفة في أفكارها ؛ مشلولة في حركتها ؛ كسيحة في كل شيئ ؛ حينما ارتضوا بهم شركاء على حساب الوطن وأمنه واستقراره ومعاشه وسيادته ؛ فإن فعل حميدتي ومن معه ذلك صاروا (أبطالا) وإن لم يفعلوا سيعيشون في كنف شركاء خونة ؛ وسيجدون من الشعب السوداني دعوات السخط والجحيم؛ وتنتظرهم لعنات الآخرة لا محال؛ وأخيراً – (شكراً حميدتي ؛ أحسنت قولا) ؛ والله المستعان.*