صفوة القول ~ تركة النظام البائد.. وأعذار الكسالى..!!
بابكر يحيى
ليس مستغربا أن يكون هناك فشل كبير ورثته هذه الحكومة من النظام السابق؛ فلولا الفشل لما كان هناك مبرراً لأي شيئ؛ ولولا الفشل لما وجد (الخونة) و(العملاء) مبرراً لإنفاذ مخططهم الانقلابي؛ فالفشل هو المبرر الأبرز لأي خطوة؛ وهذا أمر متوارث ومعروف؛ بمعنى أن كل تغيير لا بد أن يسبقه فشل؛ وانسداد في الأفق؛ حتى أن المتابع يظن أن خطابات الانقلابات عبارة عن خطاب واحد؛ يقرأه كل مرة ضابط جيش مختلف؛ برتبة مختلفة؛ في وقت مختلف..!!
لكن (المخزي) و (المقرف) أن يتم استصحاب الفشل كحماية لفشل أكبر وأوسع وأشمل منه كالذي حدث عندنا في السودان؛ والمؤسف أن يستمر مثل هذا الخطاب لمدة عامين دون أدنى انتباه لعامل الموضوعية؛ واحترام عقلانية الإنسان العادي؛ إذا تجاوزنا عوامل الأخلاق والدين..!!
ليس من المنطق في شيئ أن يقدم أنصار حكومة حمدوك الدفع بهذه العبارة (ورثنا تركة ثقيلة من النظام البائد)؛ فهي عبارة لا تعبر عن فشل الحكومة الحالية فحسب؛ إنما تعبر عن حالة الكسل الغريب حتى في إنتاج الأعذار ؛ الكسل حتى في إيجاد المبررات ؛ الكسل حتى في صناعة الأكاذيب والتغبيش ؛ فإذا كان هؤلاء الكسالى لا يجتهدون حتى في صناعة الأعذار ؛ فكيف يجتهدون في البناء والتعمير؟ فهم يعتمدون على هذه العبارة (الجاهزة) و(المعلبة) وببساطة يقدمونها للملتقى ولا يصدقها إلا (غوغائي) جاهل؛ أو حقود أعماه الحقد عن التمييز بين الحق والضلال؛ فانحاز للباطل على حساب الحق ؛ واختار أن يكون حيوانا بعد أن شرفه الله بالعقل وكرمه به!!
أبسط الأشياء توضح ما هي التركة التي ورثها هذا النظام من النظام السابق؟ ولا تحتاج إلى فلسفة وكثرة كلام؛ مع العلم ( ان أي كلام لا يغير واقع حياة الناس يؤخذ من قبيل اللهو وساقط القول ولا فائدة حتى من سماعه)؛ بل إن في سماعه إثما؛ فلا تسمعوا لهؤلاء السفهاء ولا تضيعوا معهم وقتكم السمين؛ فإن كان لهم من قول فليظهر في واقع السوق وحياة الناس؛ وما عدا ذلك هراء؛ صموا منه آذانكم..!!
صفوة القول
المخجل جدا أن كتاب صحفيين كبار ما زالوا يرددون هذه العبارة في الوقت الذي تنتظر منه حكومتهم (الكسيحة) إنتاج عبارات جديدة يوارون بها سوءاتها بدلا من السير مع العوام في عبارات ما عادت مقبولة من أي شخص ولم يعد لها أدنى تقدير ؛ فالذين تخاطبونهم بهذه العبارة كأنهم كانوا (أموات في الثلاثين عاماً الماضية) و(أحياء في عامي الرمادة هذه)؛ أرحموا عقولكم وعقول من يتابعكم وتعالوا إلينا نعينكم على إنتاج (أعذار جديدة)؛ والله المستعان.