العدالة العرجاء وميزانها المائل 

1

 

بقلم/ محمد آدم عربي

العدالة هي المرتكز الأساسي والقيمة الأعلى في نهضة وتطور أي أمة ‘ولا يمكن تحقق النهضة والتطور في حال غياب قيمة العدل أو إزالة هذه القيمة عن دائرة الأولويات’..

فإذا قدم أي مجتمع إنساني أولويات أخرى غير العدل، فلن يستقر ولن يعبر إلى مرافئ النهضه والازدهار… لذلك جعل الإسلام العدل قيمة أخلاقيه وقانونية ومرجعية في أي عمل على كل الصعد.. وكان قصد المشرع من ذلك أنه لا نهوض في حال غياب قيمة العدل.

( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) [النساء:58].

وقيل العدل أساس الحكم وأني أرى أن شعار العدالة الميزان لهو شعار يؤدي إلى مضي العدالة برمزيته كما قال فيلسوف الصين (كونفوشيوس) (صورة خير من الف كلمة ).

أدخل في صلب الموضوع ونسلط الضوء على ميزان العدالة في السودان اليوم ورغم شعارات الثورة رفعت شعاراً ممتازاً (حرية، سلام وعدالة )، أرى بحق أن هذا الشعار العظيم قد انتهكت أهدافه السامية الرفيعة أتحدث عن العدالة المفقودة.

اعتقال لفترات طويلة دون ان يحقق مع المتهم يمنع عن حقوقه التي كفلها القانون، يمنع من الزيارات، أحياناً الرعاية الصحية وفوق كل ذلك لايقدم لمحاكمة ويعتبر مجرماً، متجاوزين القاعدة الأصولية (المتهم بري حتى تثبت إدانته).

يستهدف الإسلام حماية أعراض الناس، والمحافظة على سمعتهم، وصيانة كرامتهم، ويحظر أشد الحظر إرهاب الناس بل إن من مقاصد الشريعة العليا حفظ النفس التي كرمها الله. (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا).

الظلم والقبلية:
القبلية كما ذكرها القرآن ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)،

هي للتعارف والمحبة والسلام والمصاهرة والمؤازرة، الاعتقالات التي طالت عددا من السياسيين السابقين دون محاكمات أدت إلى ظهور قبائلهم بقوة للمطالبة بإطلاق سراح أولادهم وتكررت الظاهرة هناك في شرقنا الحبيب، حيث خرج عدد كبير مطالبين

 

بإطلاق سراح القيادي بالمؤتمر الوطني إبراهيم محمود وهددوا بالتصعيد، فاستجيب لهم الآن الظاهرة امتدت للمطالبة بإطلاق سراح محمد طاهر ايلا الوالي السابق  والأخبار من بورتسودان مزعجة.

التعايشة يتحركون مطالبين بإطلاق سراح ابنهم وزير المالية السابق علي محمود عبدالرسول وأهلنا الكواهلة بالنيل الأبيض هددوا بأنهم سيقطعون الطريق القومي

إن لم تطلق السلطات سراح أبنائهم د.غندور ود. عبدالرحيم عمر وأخرين. وهكذا اختلال ميزان العدالة سيسوق البلاد إلى فوضى عارمة وتمزق لا يعلم مداه إلا الله.

السيد وزير العدل والسيدة رئيس القضاء إن لم تتحركا بشأن المعتقلين وتقديمهم لمحاكمات عادلة وناجزة، فإنكما ستكونان السبب في خلق فوضى تطال كل السودان وربما نفقده.
اللهم هل بلغت اللهم فأشهد

اترك رد