أمدرمان: حاوره/ فريق اسفير نيوز الإخباري
تمضي الأحداث في المشهد السياسي السوداني بنحو متسارع وسط تجاذبات وتباينات حادة بين المكونات السياسية، فبعد ميلاد عسير خرج التشكيل الوزاري الجديد، والبلاد مشتعلة من أطرافها وسط مخاوف واسعة من انهيار وشيك للأوضاع الأمنية والاقتصادية بالبلاد، لكن شركاء الفترة الانتقالية في الوقت بدل الضائع توافقوا أخيرا على تشكيل وزاري يراهنون عليه لطي ملفات الأزمات المشتعلة.
(إسفير نيوز) جلس إلى النائب الأول لرئيس حزب الأمة القومي الفريق صديق إسماعيل ليقلب معه الراهن السياسي ومستقبل العلاقات بين المكون العسكري والمدني خلال المرحلة الانتقالية، فقدم إجابات صريحة لم يكتفِ فيها بتقديم الإيضاحات الخاصة بمواقف حزبه فقط، بل حرر روشتة يمكن أن تساهم بقدر كبير في معالجة الاختلالات بالبلاد.
بداية هل تعكس الولادة العسيرة للتشكيل الوزاري حجم التباينات داخل الحرية والتغيير؟
في الحقيقة نعم صاحب تشكيل هذه الحكومة تعثر كبير جداً وأخذ فترة من المشاورات وهذا يدل على أن هناك رغبة أكيدة في التجويد من أجل تحسين المولود الذي يتطلع إليه الشارع السوداني.
هناك أصوات كانت تستعجل التشكيل الوزاري.. كيف تنظر لتلك المطالبات؟
في تقديري كان يمكن أن نستعجل التشكيل الوزاري بالصورة التي كان يتحدث بها أحد قادة الحرية والتغيير بأننا سننشئها غداً وسنعلنها بعد 24 ساعة، لكن رئيس الوزراء ومجلس الشركاء بذلوا جهداً كبيراً لتحقيق أعلى درجة من التوافق بين مكونات الساحة السياسية وهم شركاء في بناء هذه الحكومة.
لماذا التأخير والمواطن مع شمس كل يوم يتطلع لحكومة تحاصر أزماته المتلاحقة؟
مثلما أسلفت الرغبة الآكيدة في تقديم عناصر جديدة تستطيع أن تضطلع بدورها وقبل ذلك كان لابد أن نتفق على برنامج وطني واحد. من العيوب التي صاحبت الفترة الانتقالية في المرحلة السابقة تشكيل حكومة بلا برنامج موحد، وكانت هناك تقاطعات كبيرة بين مكونات أو أعضاء مجلس الوزراء، كل لديه نظرته ومنطلقه السياسي وطموحاته وتطلعاته الشخصية والتنظيمية، لذلك في هذه المرحلة الناس توافقوا على الاتفاق على برنامج معين.
ماهي ملامح هذا البرنامج؟
حزب الأمة القومي تقدم برؤية تحدث أولويات تكون هي أساس البرنامج المرحلي، توافقت رؤية الحزب مع رؤية رئيس الوزراء الفاعل الأساسي في قيادة المرحلة الانتقالية، هذه الرؤية تنادي بضرورة تحقيق السلام الشامل لأن الحزب يعتقد أن السلام الذي تحقق مازالت به بعض الثقوب وهناك بعض المحطات لم يصلها قطار السلام ليصبح سلاما شاملا.
ماهي المشاريع الأخرى التي شملتها رؤيتكم؟
ونعتقد أن أولى مهام الحكومة الجديدة إكمال هذا الملف والعمل على إنزاله على أرض الواقع ليكون سلاما عادلا يرضى عنه جميع أهل السودان وهذا لن يتحقق إلا من خلال العمل الجماعي المكثف والإرادة الحقيقية ووحدة داخلية لتحقيق المقاصد.
مسألة الأوضاع الاقتصادية خاصة فيما يتعلق بالمعيشة والحياة التي أصبحت لاتطاق كل الموجودين في السودان يعانون من هذه المسألة وانعكساتها على الوضع الأمني في البلاد.
الآن التنازع في كثير من الأطراف قائم على الموارد تقريبا والصراع لتقاطع سبل كسب العيش وهذا ألقى بظلال سالبة على على الأمن، ثانياً الارتفاع الجنوني للأسعار نتيجة تدهور قيمة العملة السودانية وتراجعها المخيف، هذه المسائل تتطلب بالضرورة أن تكون هناك خارطة لرسم مسيرة الاقتصاد السوداني حتى يخرج من هذه الدائرة الضيقة التي أدخل فيها وهي معاناة نتيجة لسياسات امتدت لأكثر من 30 سنة وزادت عليها السنة والنصف من عمر الفترة الانتقالية.
ثالثاً رأينا أن تكون واحدة من القضايا المهمة جدا العلاقات الخارجية وهي مكملة جدا للمشروع الاقتصادي الذي نتطلع إليه وإذا لم تكن هناك علاقات خارجية قائمة على معاني العدالة والشراكة الحقيقية واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤون الآخرين والاتفاق على حماية المصالح المشتركة وصناعة مصالح تحقق للشعب السوداني الكثير من آماله لا يتحقق التحول الاقتصادي.
حينما قدم مشروعه للفترة الانتقالية تطابقت رؤيته مع ما قدمه الحزب وأعتقد أننا الآن دخلنا الحكومة بمشروع متفق عليه وعلى كل الذين يعملون في هذه الحكومة أن يتدافعوا لإنجاز هذه المهام، نتوقع أننا وضعنا الحكومة في المسار الصحيح.
المرحلة الماضية شهدت تباينات وتقاطعات عديدة بين المكونات كيف تقيم المرحلة السابقة؟
نعم واضح كان هناك تنازع كبير بين المكونات والحرية والتغيير هي التي تسببت في العطب الذي أصاب الحكومة خلال الفترة السابقة لأنها قامت على اختيار غير موفق واختيار قائم على الشُللية المحاصصة الضيقة جدا والنتيجة انهيار الحكومة السابقة وضياع عام ونصف من عمر الشعب السوداني.