شيطان الخلافات يوتر الأجواء ببين الخرطوم وأديس
إسفير نيوز _ تقرير: قاسم فرحنا
هل هي لعنة قيام سد النهضة المتنازع بشأنه بين ثلاثي الحوض(السودان، مصر، وأثيوبيا) أم أن هنالك أياد خارجية تريد زرع الفتنة بين شعبي البلدين، حيث ظلت العلاقة بين الخرطوم وأديس إلى عهدنا هذا محل حب وإحترام وتبادل في كافة المناحي للدرجة التي ربما إنعدمت معها الفوارق، السودان ظل شقيقا لإثيوبيا لعشرات السنين، ولكن مؤخرا توترت الأجواء لدرجة بعيدة وكادت أن تندلع الحرب لولا تعامل السودان بحكمة خاصة حينما سيطرت مليشيات الشفتة المدعومة على بعض المواقع السودانية داخل الحدود السودانية وبالمقابل قام الجيش السوداني بإسترداها الأمر الذي وصفه سفير أديس بالخرطوم بالاحتلال، السودان يوضح أنه استرد أراضيه وأنه لا تفريط في أي شبر من البلاد.
الخرطوم لا تضمر لجارتها أي سوء وقبل فترة صرح رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بأن السودان لن يدخل مع أديس في حرب وأن القضايا الخلافية ستحل مكتبيا ودبلوماسيا، وهناك نفى وإستبعد أبي أحمد وجود أي إتجاه للدخول فيي تعرجات عسكرية مع الجار السودان، وأسهم من قبل في نزع فتيل التوتر بين العسكر والمدنيين بعد سقوط الإنقاذ ووضع كرة الوفاق بين الطرفين في الخرطوم وظلت مواقف بلاده متقاربة من موقف السودان خاصة فيما يتعلق بأزمة سد النهضة، فجأة ودون مقدمات غطت سماء البلدين غيمة سوداء إقتربت من أن تمطر بارودا لولا حكمة تعامل بها سلطات السودان مع التجاوزات الإثيوبية على الحدود، اليوم تتهم إثيوبيا السودان بالعمالة لدولة طرف ثالث وكأنها تخشى من أن تقول السودان يلعب لصالح مصر في قضية سد النهضة.
خرطوم اللاءات الثلاث تستنكر ما تفوهت به خارجية إثيوبيا التي خرجت اليوم في ثوب مغاير لما ظلت ترتديه في محراب علاقتها مع الخرطوم، ثوب كالح السواد تريد به تحريك الرمال تحت الأقدام، لاستفزاز جارتها المسالمة ربما لحرب ضروس، وزارة الخارجية في السودان
تستنكرالتصريحات التي أدلت بها الخارجية الإثيوبية أساءت فيها للسودان ووصفته فيها بالعميل لدولة خارجية، وتقول أنّ إساءة وزارة الخارجية الإثيوبية للسودان واتّهامه بالعمالة لأطرافٍ أخرى هي إهانة بليغة ولا تغتفر وإنكار مطلق للحقائق، فيما تؤكد إنّ السودان لا يمكنّ أنّ يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام فيه وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود، وتطالب إثيوبيا بالكف عن ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق، ورغم توتر الأجواء ألا أن الخرطوم تدعو نظريتها أديس لإعمال المصلحة العليا للشعب الإثيوبي الشقيق واستخلاص سياستها الخارجية من التوظيف غير المسؤول الذي تتعرّض له حاليا، ما يؤكد رغبتها الكبيرة في أن لا يشوب علاقة الدولتين أي سوء.
وفي بيانها الصادر اليوم تشير الخارجية السودانية إلى أنّ مسألة الحدود السودانية الإثيوبية لا يمكنها أنّ تكون أساسًا للعدوانية التي تتصرّف بها إثيوبيا، وتضيف أن هذه الحدود قد خُطِّطت ووُضِّعت عليها العلامات منذ العام 1903، بناءً على اتفاقية 1902 بين بريطانيا التي كانت تشارك فى حكم السودان وبين الامبراطور منليك الثانى، والذي تم تخطيط الحدود بطلب وبتفويض موثق منه، وتزيد، ظلت إثيوبيا منذ العام 1902مروراً بالأعوام 1903 و1907 و1955 إلى 1981 وما بعدها إلى الأعوام 2011 و 2013 تؤكّد التزامها باتّفاقية الأساس فى هذا الأمر، وطالبت إثيوبيا بالمضي إلى الخيارات القانونية المتاحة إقليميًا ودوليًا بدلاً من تهديد الأمن الإقليمي والدولي بالاضطراب.
الأمر أصبح مرتبطا بسيادة الدولة وسلامة ووحدة أراضيها وربما حملت الأيام القادمة تطورات لا يرغبها شعبي البلدين، حيث أعلنت الخرطوم عبر خارجيتها بأنّه لا تنازل عن سيادة السودان على الأرض التي تناقض إثيوبيا نفسها وتدعي تبعيتها لها، ويشدد أنّه لن يتنازل عن بسط سلطانه عليها وأضافت كلّ فئات الشعب السوداني وقيادته عسكريين ومدنيين موّحدة في موقفها ودعمها الكامل لبسط سيطرة السودان وسيادته على كامل أراضيه وفق الحدود المعترف بها والتي تسندها الاتفاقيات والمواثيق الدولية،
وتتابع الخارجية، ما لم تستطيع وزارة الخارجية الإثيوبية أن تنكره هو الطرف الثالث الذى دخلت قواته مع القوات الأثيوبية المعتدية الى الأرض السودانية، ومنذ فترة، تشهد حدود البلدين توترات لافتة، حيث أعلنت الخرطوم، في ديسمبر الماضي، سيطرة الجيش السوداني على كامل أراضي بلاده في منطقة “الفشقة” الحدودية مع إثيوبيا.