تاركو للطيران..وجه السودان المشرق
✍🏻بقلم / حسن محمد عبدالقادر
سأحكي لكم عن قصة حدثت لي شخصياً في مطار القاهرة ، فما كنت أتوقع أن شركة طيران سودانية تعامل ركبانها بصورة كالذي حدث لي ، وذلك بسبب الصورة السيئة التي رسمت عن شركاتنا السودانية العاملة في مجال الطيران ، والصورة السيئة التي رسمت عن إدارة المؤسسات العملاقة في بلادنا
وصلنا مطار القاهرة حوالي الثانية عشر منتصف الليل، وبينما أهم بمغادرة الطائرة تفاجأت بأن أوراقي الخاصة بفحص ( الكورونا) قد ضاعت ، بحثت عنها في كل مكان ولم أجدها، تلمست (جيوبي) وتفقدت (حقيبتي) وكررت ذلك أكثر من مرة وكانت النتيجة سلبية، وأن الأوراق غير موجودة ؛ وفي الأثناء هب فريق من تاركو لمساعدتي – جاءني مديرهم بالقاهرة يسمى عوض – جاءني وكأنه (عوض) من عندالله ، وبدأ وكأن الأمر يعنيه شخصياً؛ كأنه ملزم بالأمر؛ كأنه بلا مهمة غير شأني – وبدأ في رحلة بحث شاقة ؛ وعرض علي عددا من الخدمات كان من بينها اعادتي للخرطوم، وقبيل ذلك قدم لي حزمة من المساعدات من بينها تكاليف السكن والاعاشة والترحيل في الفترة ما بين عودتي واقامتي القصيرة..!!
ثم وفقنا الله أخيراً للعثور على الورقة ، وجدتها تائهة بين ثنيات أشيائي الكثيرة لكن دهشتي كانت كبيرة بمستوى التفاعل والجمال الذي تعاملت به معي الشركة؛ وما ادهشني أكثر هو الهمة التي يتعامل بها مدير الشركة عوض وطاقمه الإداري ، وأدركت حينها أن الهمة هي ما نفتقده في بلادنا السودان وفي مؤسساتنا العاملة في خدمات الجمهور حيث أن كل الشكاوى من طبيعة التعامل والاهتمام وهذا خلافا لما وجدناه من شركة تاركو للطيران التي كانت منضبطة في المواعيد وفي كل شيئ..!!*
لم يبق أمامي إلا أن أجدد شكري لشركة تاركو للطيران فقد كانت عند حسن ظننا وفتحت على أزهاننا محراب من الأمل ، الأمل في مستقبل مزدهر وجميل في هذه البلاد، وكل ذلك بفعل الإدارة الناجحة التي جعلت من الشركة وجها مشرقا للسودان.