البورت .. قنابل القرنيت تحصد ارواح الأبرياء
تقرير__اسفير نيوز__وكالات
يبدو ان لعنة الحرب لن تعد تفارق السودان للابد فبعد أن وضعت الحرب اوزارها في دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة هاهو شرق السودان يشتعل في احداث متسارعة بدأت في كسلا ثم انتقلت للثغر الحبيب في بورتسودان التي توشحت ليلة أمس بثوب اسود، بعد أن شهدت عمليات ارهابية متفرقة بدأت بنادي وانتهت بفندق، 46 شخصا ما بين قتيل وجريج كانوا ضحية لهجمات يريد اصحابها ان يجروا المدينة الهادئة الى بحر من الدماء والفوضى التى يصعب التعامل معها.
استغلال التوتر القبلي
اتهم مصدر أمني في السودان مجموعات متطرفة بمحاولة استغلال التوتر القبلي الحالي شرقي البلاد، ضمن مخطط أوسع لإشاعة الفوضى في البلاد.
وكان المصدر الأمني يتحدث عن الاشتباكات القبلية في مدينة بورتسودان، حيث سقط 42 قتيلا وجريحا حتى الآن.
وقال إن هذه المجموعات المتطرفة التي لم يذكر مزيدا من التفاصيل عنها، كانت تتلقى دعما من نظام حكم الرئيس السابق، عمر البشير.
وفي محاولة لنزع فتيل الاقتتال القبلي، كثفت السلطات السودانية من الانتشار الأمني خارج المنطقة الجنوبية لبورتسودان التي شهدت اندلاع التوتر بين مجموعتين قبليتين
وقال شاهد عيان إن هنالك انتشار كثيف للقوات الأمنية في المنطقة التي شهدت عملية تفجير ناد رياضي، مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 4 آخرين.
مجموعات متطرفة
واتهم الناشط المجتمعي، محمد أوشيك، جماعات متطرفة مدعومة من دول لها مصالح في الميناء لم تتحقق تقف وراء الهجوم الأخير الذي استهدف النادي الرياضي.
وأشار أوشيك لموقع “سكاي نيوز عربية” إلى أن تلك المجموعات تريد استغلال الخلافات القبلية الحالية وهشاشة النسيج الاجتماعي لزعزعة الأمن في كافة مناطق المدينة.
وأوضح “المنطقة الشرقية الاستهدفها الانفجار الأخير ليست لها علاقة بالصراع القبلي الدائر في جتوب المدينة وهي منطقة معظم سكانها من شمال ووسط السودان في حين تعيش في المنطقة الجنوبية مجموعات قبلية متصارعة تاريخيا”.
وفي السياق ذاته، اعتبر بيان صادر عن لجنة أطباء السودان المركزية أن ما يحدث فتنة قبلية تشكل مظهرا لأزمة سياسية يقف وراءها عناصر النظام السابق. ودعت اللجنة القوات النظامية للقيام بواجبهم في حفظ الأمن وأرواح المواطنين.
وورثت الحكومة الانتقالية التي تسلمت السلطة في أعقاب الإطاحة بنظام البشير في أبريل 2019، مشكلات تاريخية، ومنها النزاعات القبلية التي أججها النظام السابق وتأزمت أكثر نتاج هجرات بشرية كبيرة في الداخل السوداني نتج عنها صراع حول الأراضي.
أحداث متلاحقة
اهتزت مدينة بورتسودان، التي تعد الميناء الرئيسي للسودان، مساء السبت، على وقع هجوم بعبوة ناسفة استهدف ناد رياضي سبقته باقل من ساعة محاولة لتفجير فندق بوسط المدينة يقيم فيه أجانب وسودانيون، حيث قام مسلحون يقودون دراجة نارية بوضع عبوة قرانيت داخل الفندق لكن العبوة لم تنفجر.
ومنذ الأربعاء، تشهد المدينة أحداثا دموية بلغت حصيلة ضحاياها حتى الآن 38 قتيلا وجريحا؛ مما أثار مخاوف كبيرة في المدينة الواقعة على شاطئ البحر الأحمر، وتعتبر المنفذ الرئيسي لصادرات وواردات البلاد.
وقال مصدر امني لموقع “سكاي نيوز عربية” إن الوضع متوتر للغاية؛ مشيرا إلى وجود مجموعات مسلحة خارجة عن القانون في مناطق حيوية من المدينة.
احتقان قبلي وسياسي
وثمة مخاوف من تداعيات أمنية واجتماعية كبيرة بسبب حالة الاحتقان الاثني التي تعيشها المدينة.
وفي تصعيد خطير أعلنت إحدى المحموعات القبلية الأسبوع الماضي إغلاق الطريق الرابط بين ميناء بورتسودان والمدن السودانية الأخرى، مما أحدث ارتباكا في حركة البضائع؛ لكن السلطات تمكنت من فتح الطريق مجددا.
وتحتج مجموعة قبائل “البجا” على ما أسمته “تجاوزات” في حقها من مجموعات أخرى تتهمها بالتغول على ملف مسار شرق السودان في مفاوضات السلام السودانية الموقعة في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان في أكتوبر الماضي.
وانتقدت قيادات قبلية طريقة التعامل مع قضايا الشرق في مفاوضات السلام؛ وقالت إن ملف الشرق اختطف من قبل أشخاص لا يمثلون المنطقة؛ لكن الموقعين على الاتفاق نيابة عن مسار الشرق يقولون إن المجموعات الرافضة لا تستند لمنطق محدد في رفضها للاتفاق الذي منح أهل الشرق 14بالمئة من الخدمه المدنية وأيضا 30 بالمئة من الثورة المعدنيه والبتروليه لمدة 7 سنوات.
ويرى الرافضون أن ممثلي مسار الشرق الموقعين على اتفاق جوبا غير مخولين وغير مؤهلين لتمثيل الشرق الذي يشكل “سودانا مصغرا” من حيث التركيبة السكانية حيث تعيش فيه مكونات من معظم قبائل السودان إلى جانب البجا المكون الأكبر لسكان المنطقة.