البرهان والسيسي.. الوقوف في وجه العاصفة
تقرير: إسفير نيوز
وصل إلى السودان، اليوم السبت، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في زيارة هي الأولى له منذ سقوط نظام حكم الرئيس عمر البشير،في زيارة إستمرت لساعات دخل من خلالها في مباحثات مع قيادات الدولة السودانية، مسار العلاقات الثنائية، وقضية سد النهضة، وعددا من القضايا التي تهم البلدين، ودخل فور وصوله مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في مباحثات مشتركة ناقشا من خلالها عدة ملفات، ابرزها سد النهضة ومشاكل الحدود مع الجارة اثيوبيا وموقف الدولتين منها.
وفي جلسة التباحث جدد البرهان ترحيبه بالرئيس عبدالفتاح السيسي، وقال أن لقائه بالسيسي يأتي في إطار زيارة الثاني للسودان والتي تؤكد التعاون والتنسيق بين البلدين وقيادات البلدين
وقال ان زيارة السيسي للسودان تأتي في وقت تمر فيه الدولة بمرحلة انتقال وتواجه كثير من المصاعب وانتقال يحتاج إلي تضافر الجهود ووقفة الأشقاء والأصدقاء، مضيفا أن هذه الزيارة تعتبر دعم وسند حقيقي لثورة وشعب السودان لأنها تصب في خانة تقوية روابط الاخوة بين الدولتين التي ستنعكس علي مجريات الانتقال، وقال البرهان ناقشنا كل الملفات التي تدعم التعاون المشترك ووصلنا إلي رؤى موحدة تخدم تقدم وتطور وبناء الشعبين وتسهم في استقرار الدولتين.
الخرطوم والقاهرة بحسب مراقبين يربطهما مصير مشترك لمواجهة إثيوبيا المتعنتة في مواقفها بشأن ملف سد النهضة، وزيارة السيسي للسودان اليوم تجعل خطوط بلاده تتشابك بقوة مع الموقف السوداني.
وفي إطار زيارته للسودان إلتقى السيسي بالنائب الاول لرئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق اول محمد حمدان دقلو، وبحث دقلو مع السيسي عدة ملفات وقضايا تهم شعبي البلدين وتخدم المصالح المشتركة بين الخرطوم والقاهرة.
وسبق إن قالت الرئاسة المصرية، في تصريح لها السبت، إن السيسي سيبحث في السودان العلاقات العسكرية والأمنية والاقتصادية وقضية سد النهضة والأمن في البحر الاحمر وتطورات الأوضاع على الحدود السودانية، وقالت وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي، في وقت سابق، إن الزيارة ستناقش العلاقات الثنائية بين القاهرة والخرطوم وسبل تطويرها، والملفات المشتركة والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك
وتأتي زيارة السيسي للسودان في ظل حراك دبلوماسي وعسكري كبير بين البلدين، سبقتها زيارة لوزيرة خارجية السودان التقت من خلالها السيسي ونظيرها المصري سامح شكري في القاهرة الثلاثاء الماضي، وخلال استقباله مريم الصادق المهدي في القاهرة، أكد السيسي موقف مصر الثابت من حتمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم فيما يخص ملء وتشغيل سد النهضة، بما يراعي عدم الإضرار بدولتي المصب، مصر والسودان.
وأعلن السيسي دعم بلاده للسودان، مشددا على أن أمنه واستقراره جزء لا يتجزأ من أمن مصر واستقرارها، وقال إن للقاهرة نهج استراتيجي لدعم كافة جوانب العلاقات الثنائية مع الخرطوم من أجل التعاون والبناء والتنمية، وذلك “ترسيخا للشراكة والعلاقات بين الشعبي
وكانت القاهرة والخرطوم قد وقعتا في الثاني من مارس الجاري اتفاقيات عسكرية خلال زيارة قام بها رئيس الأركان المصري إلى السودان، وتم التوقيع على الاتفاقية في الخرطوم، بحضور قائدي جيشي البلدين، اللذين أكدا أن البلدين يواجهان تهديدات مشتركة، وقال رئيس الأركان السوداني، الفريق محمد عثمان الحسين، إن الاتفاقية تهدف لتحقيق الأمن القومي لكل من السودان ومصر.
ومن جانبه، أكد رئيس الأركان المصري الفريق محمد فريد، أن مستوى التعاون العسكري مع السودان، وصل إلى مستوى غير مسبوق، وأكد فريد استعداد القاهرة، لتلبية كافة طلبات الخرطوم في المجالات العسكرية، موضحا أن السودان ومصر، يواجهان تحديات مشتركة.
مواقف متشابكة ومتشابكة جمعت الرئيسين السوداني والمصري على طاولة حوار كانت خرطوم اللاءات الثلاث مقرا لها وربما ظهرت لاءات جديدة ترفض ملء السد من جانب واحد بجانب استنكار التجاوزات الإثيوبية على حدود السودان، أديس أبابا تنظر لقمة الخرطوم بعين الاعتبار خاصة وأنها تحلم بخطب ود السودان وكسبه إلى صفها في لعبة يتهيأ الثلاثي لكسب نتيجتها وبفوز مريح.
البرهان والسيسي في الخرطوم وطائرة الرئيس الاثيوبي ابي أحمد يرافقه اسياسي أفورقي تحط رحالها في جوبا معلنة عن تحالف جديد ربما ضد موقف الخرطوم والقاهرة، رغم أن جوبا وأسمرا غير معنيتين بملف سد النهضة.