تجمع المهنيين .. أحداث بورتسودان تؤكد ضرورة هيكلة الأمن
الخرطوم” اسفير نيوز
قال تجمع المهنيين السودانيين، ان احداث بورتسودان و”كالوقي” بجنوب كردفان، تؤكد ضرورة اصلاح واعادة هيكلة القطاع الامني بكامله وعلى وجه السرعة وتصفية نفوذ العناصر الموالية للنظام البائد.
واوضح ان الاحداث في الولايتين نتيجة تقاعس، تتحمل مسؤوليته الحكومة الحالية بشقيها المدني والعسكري وبمكوناتها كافة. وتابع: “اوضحت هذه الحوادث، الى جانب ضرورة التصدي لملف الاصلاح الامني، ان السلام الشامل هو الذي يلتف حول اجنداته المتضررون من الحرب والتهميش بكل مكوناتهم، وليس سلام فرق تسد او سلام المحاصصات الذي يغري آخرين بالتمرّد، لذا فان الدعوة الى مؤتمرات السلم الاهلي بالولايات وإلى مؤتمر سلام الخرطوم الذي اقترحناه تصبحان اكثر الحاحًا تحت هذه المهددات”.
واعلنت اللجنة الامنية بولاية البحر الاحمر ان ضحايا التفلتات الامنية بمدينة بورتسودان خلال اليومين الماضيين بلغ 5 قتلى بينهم امرأة و6 اصابات متفاوتة.
وقالت اللجنة في بيان انه في الساعة الثامنة مساء السبت قام شخصان كانا على ظهر دراجة نارية برمي قنبلتين يدويتين (قرنيت) على جمع من المواطنين باحد الاندية بسوق سلبونا مما ادى الى وفاة (٣) رجال وامرأة، واصابة ثلاثة آخرين اصابات متفاوتة تم اسعافهم الى المستشفى، واكد البيان القبض على احد الجناة.
وتزامن الحدث مع اطلاق عبوة يدوية (قرنيت) على فندق البصيري بالسوق الكبير ولم تؤد الى خسائر في الارواح.
وكانت عصابة متفلتة قتلت المواطن صالح همد “جبارقا” (70) عاما يسكن حي 29، ببورتسودان، بعد ان انزلته من حافلة ركاب حينما كان في طريقه من حي الصفا قاصدا السوق، وقتلته امام الركاب ورمته جانبا على الطريق، بحسب شهود عيان تحدثوا لـ (الديمقراطي).
ووجه رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك، خلال اجتماع طارئ ناقش الاوضاع في البحر الاحمر وجنوب كردفان، بمغادرة وفد وزاري فورا الى ولاية البحر الاحمر، يضم كلا من وزير الداخلية والنقل والصحة اضافة لقيادات الاجهزة الامنية المختلفة.
واكد رئيس الوزراء ضرورة فرض اجراءات امنية صارمة على الارض لوقف التفلتات، والقبض على كل من يثبت تورطه في احداث العنف. كما وجه حمدوك الوفد المغادر الى بورتسودان بالدخول في مباحثات مع قيادات الولاية السياسية والامنية والمجتمعية فور وصوله، ومخاطبة القضية بابعادها كافة مع جميع مكونات الولاية.
وطالب ناشطون السلطات الامنية بضرورة الكشف عن هوية الأشخاص المتورطين في القاء القنابل المتفجرة على المواطنين المتجمعين بأحد الأندية ببورتسودان، ومعرفة الجهات التي يتبعون لها.
وقال ناشطون في قضايا شرق السودان ان مواطنين القوا القبض على أحد الأشخاص الذين القوا القنابل اليدوية على نادي “سلبونا” وسط تقاعس الأجهزة الامنية عن القيام بذلك، كما ان مقطع فيديو أظهر مجموعة من المواطنين وهم يقبضون على أحد الجناة فيما عمل البعض على حمايته من التعرض للضرب.
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ(الديمقراطي):” فان ملف الانفلات الامني الحالي يدار بواسطة مسؤولين عسكريين بالتنسيق مع الامير الغائب للاسلاميين علي كرتي، وان المخطط يسابق الوقت قبل وصول التدفقات المالية لمؤسسات التمويل الدولية البنك الدولي وصندوق النقد منتصف اغسطس”.
واضافت: “سيناريو الانقلاب المبني على افتعال الاضطرابات الامنية يقوم على التنسيق بين ثلاثة اطراف رئيسة ترى ان التقدم في عملية التحول الديمقراطي يثير مخاوفها ويتعارض مع مصالحها”.
واوضح البيان ان الاحداث دفعت بعض المواطنين المقيمين بالقرب من الحدث للاحتجاج وقفل الطريق، بينما تحركت قوة مشتركة للمنطقة وتم فتح الطريق وتثبيت ارتكازات بالموقع.
وزاد: “بلغت حصيلة الضحايا (٥) أشخاص بينهم امرأة وعدد ستة مصابين إصابات متفاوتة”. ودعا المواطنين لضبط النفس وأخذ الحيطة والإبلاغ عن أي متفلتين.
إلى ذلك نفذت قوى الثورة ببوتسودان في ولاية البحر الأحمر، وقفة احتجاجية أمام النيابة العامة، طالبت خلالها بمحاسبة لجنة أمن الولاية وتحقيق العدالة والسلام، وشدد المشاركون في الوقفة على ضرورة وقف نزيف الدم في الولاية، وطالبوا النيابة والمؤسسات العدلية بتحمل مسؤوليتها، وسط تحذيرات من تفشي انعدام الأمن وغياب العدالة.
وانتقدت لجان المقاومة في بورتسودان غياب الأجهزة الأمنية وبطء تفاعلها مع الأحداث، معتبرة أنه يعد تورطاً نتيجة لاستمرار البطء مما يؤدى إلى تفاقم الوضع الأمني وتعميق الغبن وتفشي خطاب الكراهية والظلم.
وحملت الحكومة بكل مستوياتها المسؤولية، تجاه ما يحدث في مدينة بورتسودان، مشددة على ضرورة تقديم الجناة بشكل عاجل للعدالة، دون تهاون او قصور وتأخير.
ودعت لجان المقاومة الى ضرورة تماسك النسيج الاجتماعي والثوري في الفترة القادمة لمجابهة مخطط تفكيك الاقليم وإشعال فتيل الحرب، كما ان تماسك النسيج الاجتماعي السبيل الوحيد لتصحيح مسار الثورة وإقتلاع الحقوق الاساسية.
وأضاف البيان: “رهان المجلس العسكري الانقلابي الأخير هو تفكيك النسيج الاجتماعي والثوري، لذا نجدد دعوتنا، لضرورة التماسك وعدم الالتفات الى الشائعات ونبذ خطاب الكراهية والعنصرية، فهي آخر معاقل الدولة العميقة والارزقية” .
وتابع: “عملية تكرار هذه الأحداث بشكل كبير بدون تحرك الدولة واجهزتها، يجعلها متورطة في الفوضى والدماء، ولا يمكن قراءة الاحداث في العام المنصرم، بعيدا عن عملية الالتفاف على عملية التغيير والثورة”.