معارضة الجنوب تعزل ريك مشار من رئاستها ومن جناحها العسكري

0

اسفير نيوز” وكالات

في خطوة مفاجئة أعلنت “الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة قبل ايام عزلها نائب رئيس جنوب السودان، رياك مشار، من رئاستها ومن ذراعها العسكرية.

مؤكدة أنه لم يعد يمثّل مصالحها.. الامر الذي وصفه انصار مشار بـ(الانقلاب الفاشل)..و ادى الى اندلاع اشتباكات بين القوات العسكرية داخله الحركة، فما هي عواقب الانقلاب داخلها؟ و ما تأثيره على السودان؟.

انقلاب فاشل

بيان العزل مهر بتوقيع القيادي العسكري سيمون غاتويش دويل، الذي عُيِّن رئيساً بالوكالة، وجاء في ختام اجتماع عقده قادة الحركة وذراعها العسكرية على مدى ثلاثة أيام.
وبعد يومين من ذلك القرار اندلعت معارك، بين فصائل متناحرة داخل الذراع العسكرية للحركة الشعبية لتحرير السودان، وقال الناطق أن جنوداً بقيادة جنرال منافس في الحزب شنوا هجوماً على رجال مشار الذين صدوا المعتدين.
المحلل السياسي مصطفى سرى يقول في حديثه لـ(السوداني)، أن الانقسام الذي حدث داخل الحركة الشعبية في المعارضة وعزل رياك مشار، ليس امرا جديدا في الواقع السياسي في جنوب السودان ، كما انه تكرر داخل حركة مشار اكثر من مرة، موضحًا أن المثير حالياً أن هذا الانقسام يأتي في وقت مفصلي في تنفيذ اتفاقية السلام التي تواجه عثرات كبيرة، ابرزها اتفاق الترتيبات الامنية.
ويرى سرى أن الذين قادوا الانقسام من قادة قوات مشار هم ممن يمسكون بتفاصيل الجيش، معتبرًا أن جنوب السودان سيواجه مشاكل صعبة على اوضاعه الصعبة، مشيرًا الى التحديات الاقتصادية التي تتمثل في التضخم وتدني العملة المحلية امام العملات الصعبة، وتراجع عائدات النفط في الاقتصاد الكل، الى جانب الصرف على الجيش والقوات المختلفة وهي قوات ضخمة.
واضاف أن عواقب ما يحدث داخل كبيرة الحركة وفي البلاد من الاقتتال بين الاطراف المنقسمة والتي ستعيد جنوب السودان مرة اخرى كما حدث قبل ثمانية اعوام، وآثار ذلك على المواطن من نزوح ولجوء ونقص في الغذاء وغيره .
و اشار سرى الى أن الانقسام داخل حركة الشعبية في المعارضة وعزل مشار الذي هو النائب الأول للرئيس، سيكون السؤال كيف سيتعامل الرئيس سلفا كير مع نائبه الاول؟ خاصة أن قائد الانقسام سايمون قرويج كان قبل تمرده من المقربين الى الرئيس سلفا كير، موضحًا أن اغلب الظن أن الحركة الشعبية الحاكمة ستنتظر ما ستؤول إليه الاوضاع داخل حركة مشار، ومن بعد ستتخذ طريقة التعامل.
منوهًا الى الطرف المنتصر سيكون هو الخاسر في التعامل مع الحكومة ، ومن المؤكد ايضا أن سياسة تقسيم المقسم وفرق تسد جربتها الحركة الشعبية لتحرير السودان قبل استقلال جنوب السودان .
تأثير ذلك على السودان؟
الخارجية السودانية اعربت عن قلقها العميق حيال الاشتباكات التي وقعت بالقرب من الحدود مع جنوب السودان، مما جعل وزيرتها مريم الصادق تجري اتصالات برصفائها في هيئة ايقاد لبحث تطورات الأزمة بين فصائل الحركة الشعبية في المعارضة بجنوب السودان.
وشملت المشاورات بحسب بيان اصدرته الوزارة امس الاول، كلا من وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف ووزيرة خارجية كينيا راهيل أومامو ووزير خارجية الصومال محمد عبد الرزاق وباتريشيا خميسة واني وزيرة خارجية جمهورية جنوب السودان بجانب أودنقو جيجي وزير خارجية أوغندا، والسكرتير التنفيذي للإيقاد د.وركنة قبيهو، وبحسب ذات البيان توافق الوزراء على ضرورة التحرك العاجل مع كافة أصحاب المصلحة للوقف الفوري لإطلاق النار، والتمهيد لحل سلمي للخلافات عن طريق الحوار، مشددين على محورية اتفاقية السلام المنشطة لاستدامة السلام في جنوب السودان وضرورة التزام كافة الأطراف بها وتسريع تنفيذ البنود التي لم تنفذ، وأكدت الوزيرة السودانية خطورة هذه التطورات خاصة بعد اندلاع اشتباكات عسكرية بين هذه الفصائل، وضرورة احتوائها بصورة فورية.
في ذلك يذهب المحلل السياسي مصطفى سرى في حديثه لـ(السوداني)، الى أن تأثير ذلك على السودان كبيرة، من تدفق السلاح واللاجئين، منوهًا في ذات الوقت ان انقسام حركة مشار وعزله يعد امرا داخليا دن اي تدخل من السودان يستوجب أن يكون وسيطا على الاقل تهيئة المناخ لحوار داخلي والزام حكومة سلفا كير بعدم التدخل لأي طرف.
و يرى سرى أن الزام حكومة سلفا كير بعدم التدخل لأي طرف يعود الى أن الخرطوم هي التي تشرف على اتفاقية السلام بين سلفا ومشار الى جانب تنفيذ الترتيبات الامنية، وتابع : لكن لا اعتقد أن ما يحدث داخل حركة مشار سيكون له تاثير في اتفاقية سلام جنوب السودان بين حركات الكفاح المسلح السودانية، لجهة أن الوسيط في عملية السلام هي حكومة الرئيس سلفا كير.
واكد أن تداعيات الانقسام على المنطقة سيكون اثره كبيرا ، ودور السودان كبير ليس لموقعه فحسب بل انه يرأس منظمة الايقاد التي توسطت وتشرف على اتفاقية السلام في جنوب السودان، ويمكنه التحرك باتجاهين، مشيرًا الى أن ذلك يتطلب تدخلا عاجلا لوقف الاقتتال ومن ثم دعوة الاطراف لطاولة التفاوض ومعالجة الازمة الداخلي.
واوضح سرى أن الوضع الاقليمي والتوتر بين السودان واثيوبيا له اثره على ما يحدث في جنوب السودان، لان الدولتين لديهما حدود مع دولة الجنوب، وسهولة الحركة في الحدود بين الدول الثلاث، مما قد يسهل عملية نقل الاسلحة وإيجاد مزيد من التوتر والسيولة الامنية على طول الحدود ..

اترك رد