التحالف بين اردول وشركات التعدين تحالف للمصلحة المتبادلة، لا أستبعد فعلا أن يكون قد أرسل لهم رسالة مباشرة أو غير مباشرة يطلب دعمه سياسيا ودعم حلفائه، كما ظهر في الأيام الفائتة. وهي نسخة مكررة من تحالف تاجر السيخ ابن الشيخ مع السلطة، وتحالف بن داؤود مع السلطة ومع دولة خليجية، وسيطرة هذا الأخير على نشاطات اقتصادية عديدة. مالذي يمنع اذن هذا الشاب الجديد الطموح من أن يكون مباشرا في طلب الدعم، خصوصا وأنه من ذلك النوع (الطبعو شين)، وهي صفة من كانت انتهازيته مباشرة فجة لا يجتهد على إخفائها.
من ناحية أخرى هذه الشركات جميع ملاكها معروفين، أسر كبيرة ثرية تستثمر في مورد عام هو الذهب والكرتة. بالتالي فالفساد ليس في فلان أو علان، الفساد في النظام والطريقة وهو فساد حتمي الظهور في التراخيص والرسوم والرشاوي وغيرها. وما ظهر في الأيام الفائتة من قصة الانتهازي الطموح، هو جزء بسيط يتعلق بوهم ما يسمى المسؤولية المجتمعية، وهي جزء بسيط جدا من ربح يصرف في شيء تكسب الشركة من ورائه سمعة وتراخيص جديدة.
كذلك ما ظهر يكشف لنا أن مجرد وجود شركة مساهمة بمهام إدارية، تشرف على هذا المورد بنفس علاقات الإنتاج هو إهدار لمال الشعب وثرواته. على الدولة أن تحتكر ملكية كرتة الذهب وتقوم بالإنتاج، وهذا شيء لن يؤثر على الرأسمال الخاص لمن يعملون اليوم في هذا القطاع، فجميعهم أثرياء من الأساس ويمكنهم العمل في مجالات أخرى وستتفاجأ حين نعلم أنهم أساسا يعملون منذ البداية في مجالات الزراعة والتصدير والخدمات وغيرها. هذا جشع رأسمالي لا مبرر له ويجب أن تتدخل الدولة لتقنين الإستفادة العامة من هذا المورد ووقتها سيكون لتفعيل القوانين معنى وفائدة.
هذا الموقف مبرر بمفهوم القومية الاقتصادية في نسختها الرأسمالية والتجارية، ومبرر كذلك بدولة للرعاية، وبالطبع مبرر بمفهوم الطريق نحو الإشتراكية. وجميع المسميات هنا غير مهمة فالمهم هو كشف فساد الطريقة ككل التي تهيء المجال لظهور شخصيات من نوعية الانتهازي الطموح.