بكري المدني يكتب.. معركة زات الصور

0

الطريق الثالث –

بكري المدني معركة ذات الصور – !

ما أن انتشر فيديو للسيد والى ولاية القضارف وهو يخاطب محفلا اجتماعيا في حضرة قيادات المؤتمر الوطنى (المحلول) إلا واشتعلت الأسافير بما يمكن ان يطلق عليه معركة ذات الصور فلقد تم -مثلا-تدوير صور قديمة للرئيس السابق عمر البشير مع قادة المجلس السيادي الحالي من المكون العسكري مصافحا فى الأولى الفريق أول عبدالفتاح البرهان وفي الثانية الفريق شمس الدين كباشي وفي الثالثة مكرما من الفريق اول محمد حمدان دقلو (حميدتي)اضافة الى صورة للبشير وهو يكرم الإمام الراحل السيد الصادق المهدي ودواليك استمر القصف بالصور التى تجمع البروف ابراهيم غندور والأستاذ ياسر عرمان من جهة وحمدوك من جهة أخرى وصور للراحل الشيخ حسن الترابي مع السادة محمد إبراهيم نقد و محمد ضياء الدين و ابراهيم الشيخ وآخرين ولا يزال القصف مستمرا وكل من وجد صورة على ملفاته قذف بها للفضاء العريض كمن يلقى حجرا على بركة ماء وهو يجلس منتظرا تناسل الدوائر وهي تكبر أمام عينيه ! الهدف الواضح لنشر هذه الصور وما سوف تأتي مع الأيام إثبات وجود علاقة بعض رموز الحاضر بالنظام السابق في محاولة لحرق الحاضر مثلما تم حرق الماضي سياسيا وإعلاميا! الشاهد فى الأمر ان كان الظهور وحده فى مناسبة عامة او خاصة مع اي رمز من رموز النظام السابق بل ان كان وجود علاقة فعلا تربط رموز اليوم برموز الأمس كافيا للإدانة فإن على الجميع ان يرحل او يطرد بكارت الثورة الأحمر ! ثلاثون عام كانت كافية ويزيد لأن تجمع بين هؤلاء وأؤلئك هنا أو هناك بل كانت كافية أيضا لخلق علاقات خاصة و عامة فالجميع كانوا شركاء وبدرجات مختلفة فى العمل العام طوال السنوات الماضية وكذلك ما يتبع العمل العام من علائق خاصة! ثم على من نكذب -؟! وهل يحتاج الأمر للبحث عن صور في الأرشيف؟وهل تحتاج العلاقة بين قيادات اليوم بالنظام السابق الى إثبات ؟! من منهم اليوم لم يكن ناشطا أمس اومشاركا بل وشريكا بدرجة من الدرجات ؟! من من قيادات اليوم لم يلتق قيادات من النظام السابق داخل او خارج إطار الصورة؟ ! دعونا نتواضع على الحقائق مهما كانت مريرة على البعض وصادمة فالغالبية من رموز اليوم قد التقت برموز النظام السابق في مناسبة من المناسبات والغالبية جمعتها بالنظام السابق علاقات عامة او خاصة وربطت بينهم مصالح قائمة وان سقط النظام! الأمر برأي لا يحتاج الى تبرير اللهم الا أن كانت تلك العلاقات كافية للإدانة دون ان يكون صاحب الصورة قد ارتكب فعلا متجاوز للقانون بدلا عن البحث في أرشيف الصور في مسعى واضح للتجريم فإن من الأفضل في رأي التسليم بحقيقة تلك العلاقات وطبيعيتها خاصة او عامة ما لم يكن الجامع فيها فعل متجاوز للقانون لقد قضت الثورة وحكمت بعدم مشاركة اي من كان جزءا من النظام السابق في سلطة اليوم الإنتقالية وكان من المفترض ان يحصر هذا المنع على المواقع الدستورية ولكن حقائقا على الأرض جعلت من هذا مستحيلا خاصة بالنسبة لمن يشاركون اليوم في مواقع متقدمة ممثلين للقوات النظامية او الحركات المسلحة الحقائق التى فرضت مشاركة البعض يجب ان تجد العذر للآخرين إذ لا يصح الاحتفاء بصورة وفضح صاحبها بجرم العلاقة بالنظام السابق ما لم يكن قد ارتكب وفقا لتلك العلاقة جرما مشهودا هي ليست دعوة للمصالحة في الحاضر فقط بقدر ما انها دعوة للمصالحة مع الماضي أيضا ان تم رفض و(رفد)من ظهر على صورة او فيديو فإن عملية تشليع كاملة ستطال بيان الحكم القائم تبدأ من السقف وتنتهي بالعتب! مصالحة مع تاريخ الجميع إذا وقبولهم بما هم عليه من ماضي او رفض الكل والبحث عن بدايات جديدة وهذه درب طويلة وغير مأمونة المحطات ولا معلومة النهايات

اترك رد