-١-
مَجموعةٌ شبابيّةٌ بمدينة المناقل، ضمن أنشطتها الرمضانيّة، أقامت ندوةً تحت عنوان: (أزمات كرة القدم بالمدينة.. الأسباب والمُعالجات).
اختارت اللجنة المُنظّمة، رؤساء الأندية مُتحدِّثين رئيسيين في الندوة.
الأستاذ عادل إبراهيم حمد، بسخريته المُحبّبة وطرافته اللاذعة، نصح المجموعة الشبابية للاحتفاظ بعنوان الندوة كما هو.
على أن يقوم مُقدِّم الندوة بالوقوف على خشبة المسرح، مُمسكاً بالمايكروفون، ليقول للحضور: على الآتية أسماؤهم الصُّعُود للمسرح:
– الأزمة الأولى فلان رئيس النادي (صاد).
– الأزمة الثانية فلان الآخر رئيس نادي (س) .
– الأزمة الثالثة علان رئيس نادي (ج).
عادل كان يرى أنّ من تمّ اختيارهم للحديث عن أزمات كرة القدم في مدينتنا هُم مصدر الأزمات وصُنّاع التدهُور وحراسه.
-٢-
تذكّرت تلك الطرفة المناقلية، أثناء قراءتي لبعض الأسماء التي تمّ اختيارها للجنة مُبادرة رئيس الوزراء.
كتبت على صفحتي بـ”الفيسبوك”:
مع وجود كل هذا العدد من المُستشارين الرسميين والمُتطوِّعين:
لا أعرف سبباً واحداً يجعل رئيس الوزراء يضع هيبة منصبه في كُلِّ مرّة، في موضع الحرج والازدراء؟!!!
تَمّ اختيار بعض أعضاء لجنة مُبادرة حمدوك دُون إخطارهم، وأخذ مُوافقتهم، فتعدّدت الاستقالات وفتح باباً عريضاً للمُزايدات.
أزمة المُبادرة في الأساس أنّها أرسلت رسائل فضفاضة، دُون عَناوين بريد..!
علّق أحد الأصدقاء على البوست :
(أعضاء اللجنة التي تمّ اختيارها لو اتّفقوا فيما بينهم لحلّت مشاكل السودان)..!
-٣-
مع مُضي كل هذا الوقت، منذ طرحها إلى اليوم، لا تزال المُبادرة غامضة وفضفاضة، تقول الشيء ونقيضه، تُؤشِّر شمالاً وتنعطف يميناً.
بالنظر إلى قائمة أعضاء اللجنة المختارة، لا تجد مُؤشِّراً أو ناظماً مُشتركاً يُقرِّب للأذهان ما يُمكن أن تصل إليه، أو ما هُو مُرادٌ منها:
– هل المُراد لهذه اللجنة، بكل طيفها وتنوُّعها، أن تقوم بالترويج للمُبادرة أو تحويلها لبرنامج عمل؟
– أم هل المُراد من هذه اللجنة إجراء حوار داخلي للوصول إلى رؤية وطنية مُشتركة؟!
– هل قرارات وتوصيات هذه اللجنة مُلزمة لكل المُؤسّسات الانتقالية؟!
– هل هذا اللجنة – كما وصفها – دكتور إبراهيم الأمين القيادي البارز بحزب الأمة الغرض منها: تصفية قوى إعلان الحُرية والتّغيير كحاضنة للثورة وإقامة حاضنة جديدة؟!
-٤-
وضح بعد الاستقالات والاعتذارات التي أعقبت قرار تكوين اللجنة :
مشروع المُبادرة سَيتَحَوّل لبُؤرة خلاف واستقطاب جديد، بدلاً من أن يصبح مُرتكز حُلول جذريّة ومُعالجات وطنيّة..!
-٥-
في كُلِّ يوم يثبت بالتّجارب العمليّة، وجود قُصُورٍ مُريعٍ في تعامُل رئيس الوزراء مع الأزمات السِّياسيَّة.
ربما مصدر ذلك الخَلل أنّ دكتور عبد الله حمدوك جديد عهد بالحقل السِّياسي، تتكالب على أُذنه كثيرٌ من الألسن.
وضح جلياً أنّ زاد دكتور عبد الله حمدوك من التجارب والخبرات والمَعَارِف الاجتماعيّة، لا يُمكنه من تجاوز تعقيدات الواقع السُّوداني عبر عبور آمن وبتحقيق انتصارٍ ساحقٍ على الأزمات.
-٦-
وَعيُنا بالأزمات يجب أن يسبق سعينا لحلِّها. وقديماً كان يُردِّدُ المُعلِّمون تلك الحكمة المدرسية البارعة: (فهم السؤال نصف الإجابة).
وفي عُرف الأطباء: التشخيص الخطأ يُؤدِّي لقطع نصف المشوار إلى العالم الآخر!
ومن مقولات اينشتاين الحكيمة: (إذا كان لديَّ ساعةٌ لحل مُشكلة، سأقضي 55 دقيقة للتفكير في المُشكلة، و5 دقائق للتفكير في حلِّها)..!