لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يعاني الهلال المعاناة التي عشناه مساء الأربعاء امام مريخ الفاشر الذي كان يخطط لوداع الممتاز بعرقلة الهلال وتقديم هدية للمريخ.
مباراة الأربعاء هي الأصعب في مشوار الهلال هذا الموسم بالدوري الممتاز والتي كان فيها الهلال تحت الضغط النفسي
ونسى أن مريخ الفاشر الذي أهدى المريخ لقب 2018 يريد تقديمه هدية أخرى بتقليص الفارق إلى أربع نقاط او ثلاثة.
وقد ساعد المدرب البرتغالي ريكاردو فورميسينهو، مريخ الفاشر كثيراً بالتعديل الذي اجراه على التشكيلة خاصة مشاركة لاعب الوسط حسين النور على حساب عبدالرؤوف يعقوب.
لم يكتف فورميسينهو باشراك حسين النور في الوسط بل وضعه كصانع العاب مما تسبب في اضعاف الوسط لأن حسين كان مرتبكاً في التمرير وظلمه المدرب بالمشاركة في هذه المباراة الصعبة.
بنى ريكاردو حساباته على أن مريخ الفاشر هبط من الممتاز وسيأتي للمباراة بدون روح أو دوافع ولم يتوقع أن يلعب هذا الفريق بكل هذه الدوافع وكأنه يقاتل من أجل التتويج باللقب
بل منذ بداية المباراة سعى مريخ الفاشر إلى توتر الأجواء وشحنها بالاحتجاج على الكرات التي ستعلب بها المباراة مع أن اللائحة معروفة وتقول خمسة كرات من كل فريق.
لكن في الشوط الثاني عاد الهلال الذي نعرفه بعد دخول عبدالرؤوف وياسر وعثمان ميسى وياسر مزمل ومؤيد عابدين فتمت محاصرة مريخ الفاشر في مناطقه.
اهدر لاعبو الهلال فرصاً عديدة مما شكل عليهم ضغطاً كبيراً ولكنهم لم يستسلموا فكان نجم فريق الشباب عصمت عبدالحميد هو المنقذ ويا له من انقاذ.
هذا اللاعب الذي انتظم في معسكر الهلال امسية الثلاثاء بعد ايقاف اباذر ميسي دخل التاريخ من أوسع الأبواب حيث سجل هدف الفوز وكان قريب من التسجيل من أول تسديدة.
اعتقد أن ريكاردو قد اخطأ ولكنه صحح الخطأ والرجوع للحق فضيلة لأن عبدالرؤوف لا يمكن الاستغناء عنه أما عيد مقدم عليه مراجعات حساباته لأن هذا ليس مستواه برغم من الجهد الذي بذله في المباراة.
عاندت الكرة الهلال كثيراً ورفضت معانقة الشباك بجانب التكتل الذي لعب به مريخ الفاشر المباراة وروح لاعبيه القتالية واذا لعب بنفس المستوى الذي لعب به أمس الأول لما هبط هذا الفريق من الدوري الممتاز.
كان من الممكن ـأن يدخل الهلال في حسابات معقدة اذا انتهت المباراة بالتعادل لأن المريخ الذي فاز بصعوبة على هلال الفاشر تنتظره مباراة سهلة أمام مريخ الفاشر.
فكل مباراة يثبت بوغبا أنه أفضل لاعب وسط في السودان ولا أعرف سر ابعاده من قائمة المنتخب الوطني أما عبدالرؤوف فلا يوجد صانع العاب أفضل منه الآن.
أما عثمان ميسى فاتوقع وكما قال المحلل البارع أيمن اليماني أن يكون أساسياً في الموسم المقبل لأن مستواه في تطور مستمر.
بجانب سرعته في نقل الكرة ودقة التمرير وقدرته على الاختراق واتقان العكسيات.
على صلاح عادل أن يقلل من الاحتفاظ بالكرة حتى لا يتعرض للإصابة وعليه ادراك ان الكرة اسرع منه حتى لا يتعرض للإصابة ويفقده الفريق في هذا التوقيت الحساس.
اثبتت مباراة مريخ الفاشر أن كشف فريق شباب الهلال كله مواهب وان الاعتماد على اباذر وحده قرار غير سليم ويكفي أن عصمت عبدالحميد خطف الأضواء من أول مشاركة.
ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله فالواجب يفرض علينا أن نشكر قطب الهلال الشاب محمد عثمان الكوارتي رئيس تنظيم فجر الغد الذي تكفل بصفقة اللاعب عصمت عبدالحميد واهداه لشباب الهلال.
ولا يمكن أن ننسى أن كوارتي قد اهدى الهلال الطرف الأيمن مؤيد عابدين في التسجيلات الرئيسية الماضية.
وهذا دليل على أن الرجل داعم حقيقي للهلال ويستحق الاحترام.
خلاصة القول أن الهلال قطع شوطاً بعيداً في رحلة استعادة لقب الدوري الممتاز
وتبقت له ثلاث مباريات يحتاج منها لأربع نقاط فقط للتتويج.
وفي الختام.. أنه الهلال.. والسلام.