الحمد لله القائل {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}
والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأواب الناطق بالحق والصواب
وبعد:
فإنَّ المحكمة الجنائية هي أداة سياسية لا علاقة لها بالعدالة والمحاكم إلا من باب الإسم فقط وكأنها أقيمت لإذلال الشعوب الفقيرة والمفتقرة ليس لنا معها أدنى علاقة لا من بعيد ولا من قريب طالما أن دستورنا فيه { وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ}
هذه الأيام إرتفعت فيها وتيرة تسليم البشير للمحكمة الجنائية من خلال وسائل الإعلام (المرئية والمسموعة والمقروء) من قبل القحتانيين وبعض الإسلاميين وقد سبقهم إلى هذا القول كبيرهم حسن الترابي ونائبه على الحاج (حبيس كوبر)
لا نكتب من باب العاطفة والمزاج والهوى والتبعية وإنما من باب (أنصر أخاك ظالما أومظلوما) والجنائية ليست هي الجهة التي يترافع إليها المسلمون والمواطنون الشرفاء طالما اننا في بلدة إسمها السودان وفيها قضاة مستقلون لردع الظلمة وإنصاف المظلومين
ومسألة تسليم البشير ترتفع وتنخفض على حسب مجريات السياسة يروج لها النشطاء السياسيون وهذا الرفض يمليه علينا ديننا الحنيف ونخوتنا السودانية ومحاكمنا الداخلية
طبعا بعض الموهومين لا يعرفون إلا لغة التصنيف ومع وضد وهي لغة أسوأ من المحكمة الجنائية
فالكاتب كلما طلعت الشمس تجده كاره لفكر الإخوان وأبناء عمومتهم بني وهبان
والبشير إخواني داعم لفكر الوهابية ومع ذلك نرفض تسليمه للجنائية من باب {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}
والكثيرون من أبناء بلادي يسعون هذا المسعى ويرفضون التسليم ومن بينهم منسوبي الحزب الإتحادي بقيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني دي الرجالة واللا بلاش
وكل الزوايا تشير إلى انَّ تسليم البشير ضرب من الجنون والعبث والفوضى وذلك إذا تحدثنا بلغة الدين او الإخاء والمواطنة او نزاهة القضاء السوداني
نعم نظام البشير من أسوأ الأنظمة ولا يوجد مثله في السوء والرداءة والتخلف والرجعية ونحن مع محاكمته جملة وتفصيلا ولكن داخل البلد ياود البلد (وخليك سوداني)
وليعلم النشطاء السياسيون بأن المسألة لا تتوقف عند البشير في شخصه بل تتعدى إلى غيره (يميني على يساري) طالما أنها أداة سياسية (والفينا مكفينا) ياجماعة الخير والإيمان
نعم تختلف وجهات النظر من إنسان لآخر في التسليم والرفض ولكل واحد قراءته وتقديراته وهذه وجهة نظري التي يمليها علي ديني ووطني مهما اختلفت المشارب والمسميات ولك ان تختار الطريق المناسب الذي يتماشي مع مزاجك وهواك وستدور الدائرة عليك
وهذه رسائلنا:
أولا:
هل السودان عضو أو طرف في المحكمة الجنائية؟ سؤالي للنشطاء السياسيين وإذا كان عضوا أيهما أولى محاكمنا الداخلية أم ذهابنا إلى محاكم الجور والظلم التي تفتقد إلى أدنى مقومات العدالة والنزاهة
ثانيا:
تسليم البشير لوبقي علي الإسلاميين حايتم الصباح قبل المساء وقدأثبتت الأيام بانهم لاحول لهم ولاقوة ،لادفاع شعبي ولاكتائب ظل ولاطلاب يستطيعون مناصرته والدفاع عنه إلا صياح جعفر بانقا وعبدالماجد عبدالحميد وبتاع الجزيرة سلانج
ثالثا:
البشير جعل من الرجرجة والدهماء والمرتزقة والنفعيون أهل شوري للربط والحل وقد تخلو عنه في احلك الظروف (والتسوي بإيدك يغلب اجاويدك) كذبوا عليه في فترة الحكم وعبروا من خلاله والآن يشكو أزمة البعوض في كوبر وللجميع من باب التذكير:
لا تظلمن إذا ماكنت مقتدرًا ** * فالظلم آخره يأتيك بالندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم
ختاما:
إجراء محاكمات عادلة منصفة داخل البلد هو الحل ياناس البل
وإلي لقاء