• من أسرار الأشهر الأخيرة لسنوات الإنقاذ الوطني النقاش والخلاف المحتدم الذي دبّ بين الفريق صلاح قوش مدير جهاز الأمن ومولانا عمر أحمد محمد النائب العام لجمهورية السودان .. خلاف خرجت كثير من تفاصيله إلي العلن ومنها رفض مولانا النائب العام نقل تقارير جهاز الأمن حول حملة ( القطط السمان) وتحويلها إلي النيابة ثم المحاكم ..
• النائب العام حينها كان يري من وجهة نظر قانونية أن تقارير الجهاز ومعلوماته وحدها غير كافية لتجريم من شملتهم قائمة المطلوب القبض عليهم ومصادرة أموالهم .. أما الفريق قوش فيري أن الإجراءات العدلية بطيئة وغير كافية لسرعة الحسم ولم يكن مقتنعاً بمقولة إن تخطئ في العدالة خير من أن تخطئ في الظلم .. ويحتفظ أرشيف الصحافة السودانية التي وثّقت للحظات الإنقاذ الأخيرة بأقوال قوش وشكاويه المستمرة من بطء المسار القانوني وحجته في ذلك أنه طويل ومعقد وغير حاسم !!
• الذي حدث أن الفريق قوش بدأ حملته علي القطط السمان بتأسيس مقر لنيابة الفساد والتي احتلت موقعاً مميزاً بشارع الجامعة وعلي مقربة من مجلس الوزراء وتم فتح نوافذ استعلامات للجمهور لتقديم مالديهم من شكاوي ومظالم ..
• تم التحفظ علي مئات المطلوبين من رجال المال والأعمال .. وجرت خلف جدران الحبس والاعتقال تسويات سرية تم بموجبها(قلع) أموال وأصول من المعتقلين الذين فضّل بعضهم الخروج من عنق الزجاجة بأفضل الخيارات السيئة أن يتنازلوا من أموالٍ لهم وعقارات وممتلكات مقابل إطلاق سراحهم ليستأنفوا رحلة أعمالهم من جديد ..
• في تلك الأيام لم تتوقف حملات الانتقاد والتحفظ علي طريقة حملات واعتقالات وقلع لجنة قوش .. وحدث خلاف صامت بين رئيس الجمهورية والقائمين علي أمر اللجنة تم بموجبه تهدئة سعار حملة الاعتقالات التي توقفت تماماً قبل أن يطوي قوش لافتة مقر اللجنة ويغلق مكاتبها .. لكن الذي تبقي منها هو التقارير والمعلومات التي حصلت عليها لجنة التفكيك البعثي الجديدة وقامت بشن حملتها الضارية علي من أسمتهم بالفاسدين من الكيزان ورجال مالهم وأعمالهم .. والمدهش حقاً أن لجنة المهرجين الجديدة تجاهلت عمداً أسماء بارزة من القطط السمان الذين لم يكونوا (كيزان) في انتمائهم وولائهم التنظيمي .. لكنهم كانوا أكثر الذين اغتنوا من عهد الإنقاذ وحققوا ثروات طائلة تستحق التحقيق والتوقيف بشأنها .. لكن عين وأذن صلاح مناع وصاحبه وجدي لاتري ورم الثروة التي أطلت برأسها طيلة سنوات الإنقاذ ..
• بهذه الخلفية المعلومة لكل من عايش كواليس الأيام الأخيرة لعهد الإنقاذ يدرك أن صلاح قوش هو الأب الروحي للجنة التمكين الجديدة لأنه ترك لها ملفات جاهزة وكاملة ومعلومات تفصيلية لكل أوكار الفساد حسب رؤيته ومعلوماته .. بل إن الفريق صلاح قوش تفوّق علي المهرجين الثمانية لأن الذين أعدوا تلك التقارير كانوا ولايزالون علي درجة عالية من الاحترافية والمهنية ويستندون علي قاعدة أخلاقية حيث لم يشهروا بالمعتقلين ولم ينشروا أسرار أموالهم ولا حركة حساباتهم المصرفية .. ولم يقوموا بابتزازهم ولا مساومتهم كما يحدث الآن من منسوبي لجنة التمكين البعثي الجديدة التي ثبت بياناً بالعمل أنها تضم داخل مكاتبها الخاصة أشخاصاً تم القبض عليهم وإيداعهم حراسات التمكين نفسها بعد أن كشفت وسائل التواصل الاجتماعي وقبلها تقارير أجهزة الأمن والشرطة حقيقة وأسرار فسادهم الذي تجاوز حدود الممكن والمعقول !!
• ليس سراً أن الفريق صلاح قوش كان قد بدأ حملة تفكيك حزب المؤتمر الوطني بإنشاء إدارة خاصة داخل جهاز الأمن الوطني سماها( دائرة المؤتمر الوطني ) وأوكل أمرها لضباط محترفين .. لم تكن مهمة الإدارة تحضير تقارير عن نشاط الوطني كغيره من الأحزاب وحسب .. بل تمددت مهام تلك الإدارة لتشمل التقرير بشأن شاغلي الوظائف الدستورية والتنفيذية من قيادات الوطني .. ورويداً رويداً تمددت مهام الدائرة للتدخل في خلافات الحزب بشأن ترشيح الرئيس وتلك قصة تطول في غير هذا المقام والمناسب منها في مقام المقارنة مع لجنة التفكيك البعثي الحالية أن الفريق قوش استطاع استمالة بعض قيادات أمانة شباب حزب المؤتمر الوطني حينها للعمل معه في حملته غير المعلنة للإطاحة بالرئيس وحزبه المؤتمر الوطني ..
• لم يقتصر الأمر علي هذا وحسب .. كان الفريق قوش في تلك الأيام حريصاً علي شن هجوم لاذع ومباشر علي حزب المؤتمر الوطني واتهام قياداته بالتقصير والجبن في مواجهة الأحداث التي بدت متصاعدة بوتيرة تؤكد وجود أصابع تحرك الريموت كنترول وتشعل (لساتك) العربات وتحشد جموع الغاضبين علي عهد الإنقاذ قبل أن تفتح لها بوابات القيادة العامة علي مصراعيها .. بل وكل المداخل التي تقود إليها والعمل علي تمويل الاعتصام والمساعدة في تأجيج مطالبه لاحقاً !!
• أقول هذا بمناسبة تعالي الأصوات و(الحركات) والبيانات ونشرات الإنتربول المزيفة التي تطالب بتسليم قوش لحكومة السودان .. وهي (حركات) تقف وراءها لجنة التمكين البعثي لتغطي سوءاتها وفضائحها التي أزكمت الأنوف .. وهي حالة تلجأ إليها لجنة الأرجوزات كلما اشتد عليها خطاب الضمائر الحية التي ترفض ممارسات لجنة البهلوانات واستعراضها الخائب والذي تجسّد في حوار صحفي سيندم عليه وجدي صالح قريباً .. وأعني حديثه لصحيفة السوداني الغراء وفيه قال الكوميدي وجدي إنهم لايخافون صلاح قوش والذي لن يكون بمأمن من لجنة التفكيك !!
• الكوميدي وجدي قال إنهم ليسوا ملائكة وذلك في سياق دفاعه الحزين عن شياطين الابتزاز داخل لجنته المعطوبة مؤكداً أنهم سيعملون علي اجتثاث الشياطين وسيدفعهم للصراخ أكثر !!
• نقول لوجدي البهلوان إن حملة إجتثات الوطني قد فات أوانها لسبب بسيط وجوهري وهي أن التيار الوطني والإسلامي أكثر ذكاءاً وأقوي في آلياته لمواجهة شياطين الإنس أمثالكم .. ترك لكم الكيزان مؤسسات قوية ودولة متماسكة شرعتم عملياً في تفكيكها صامولة صامولة وغرقتكم في أول متر وانتم تحفرون إلي أسفل !!
• ستصرخون طويلاً يا وجدي .. وستستمرون في الكذب والخداع .. ليتكم تتركون صلاح قوش في حاله .. وليتكم تقدمون له الشكر والتقدير لأنه بدأ قبلكم حملة التفكيك بمنهجية تتفوق علي طريقتكم وهرجلتكم الحالية بسنوات ضوئية .. وسبقكم إليها بذكاء يحسده عليه أذكي رجال المخابرات في العالم !!
• ركزوا علي مدارة فضائح لجنتكم يا وجدي .. واتركوا المطالبة بالقبض علي قوش الذي تستضيفه مصر بموافقة حكومتي القاهرة .. والخرطوم .. وأنتم تعلمون !!