في بلادي سياسيا وإجتماعيا تعددت وسائل المركبات والحمد الله ، كوشيب ركب لاهاي إير ، البشير ومن معه ركبوا التاتشرات إلي كوبر ، حمدوك وزمرته ركبوا الانفنيتي والاوباما ، ومن القونات من ركبن الباترول والهامر من نقاط حفلة واحدة !، وولاة ركبوا التونسية ، والشعب يركب علي متن الكركابة ويقاد إلي جهة غير معلومة ، وهنالك من ذهبوا مغاضبين من هذا الوضع السياسي المزري ولوحوا بأن يركبوا (البوكلن) ! ، دنيا بلادي… هي كما وصفها إبراهيم عوض (دنيا غريبة دنيا ) !….
الزعيم القبلي ترك واحد من هؤلاء الذين منذ أن حلت هذه الحكومة ظل معارضا لها ، ذات مرة تأبط سيفه وخرج مبارزا لها ولم يجد من يبارزه ، ومرة اشتط غضبا وخرج ومعه أنصاره رافضا إتفاقية جوبا ورافضا بقوة ما جاء فيها من مسار الشرق ، وآخر ظهور له كان في دار حزب الامة عندما عقد مؤتمرا صحفيا وأعلن عن وصوله إلي طريق مسدود مع هذه الحكومة التي لم تستجب لمطالبه بعد أن اوفدت الحكومة الوفد ( الثلاثي) إليه في منتجع اركويت ولعل هذه الزيارة في نظر ترك ( بندق في بحر) ! لأنها لم تثمر عن نتيجة ، ترك لوح بالتصعيد مرة ثالثة فعلها قبل ذلك مرتين قفل معبر العقبة وتسبب في شل حركة الوارد والصادر ورفع القفل بمحض إرادته وأمهل الحكومة فترة من الزمان للحل ولم تفعل له مايقر فؤاده ويستطيع به صبرا !
سبق أن كتبت مقال في صحيفة الإنتباهة أن هذا الرجل زعيم قبلي في شرق السودان له اتباع تملأ أصقاع الشرق إن أشار إليهم بأصبع واحد أتوا للتو زرافاتا ووحدانا ، الرجل من الصعب جدا تهميشه ومن الصعب جدا عدم الإهتمام به ، رفض ترك من قبل والي كسلا الذي عينه حمدوك وصعد واستجاب حمدوك له وعزل الوالي في بادرة تاريخية غريبة لم تحدث من قبل في تاريخ السياسة السودانية إلا في هذا العهد والي يعين ويؤدي القسم ولم يستطيع أن يجلس علي كرسيه في أمانة حكومته ويجر قلما علي منضدة الوالي ! ، ترك في الفترة الاخيرة حيد بعض القبائل التي خارج قبيلته وأصبحت معه في هذا الصراع مع الحكومة في شرق السودان وشماله …
من الملاحظ أن الأزمات التي تحدث في هذه البلاد لم تسطيع الحكومة معالجتها بصورة نهائية فعندما تحدث أزمة تعالج بالمسكنات فقط وتظل كما هي ، أزمة الشرق أزمة واضحة وما تم فيها من مطالب يجب أن توضع في طاولة الحكومة بجدية ويجب تفنيدها مطلبا مطلبا وتعديلها بالشكل الذي يرضي الأطراف المتنازعة ، إتفاقية جوبا ليست قرآنا منزلا ،،بل وثيقة وضعت بفعل بشر يمكن أن يخطاؤا أو يصيبوا فلماذا هذا التماهي ولماذا هذا التجاهل؟ ،أزمة الشرق لها عامين ونصف ولم نر لها حلا حتي لحظة كتابة هذه السطور…
لوفعلها ترك مرة ثالثة سوف تصبح هي….. الثالثة الأخري….. التي سوف تضر بالبلاد بلا شك فقفل الطريق القومي من الشرق حتي الخرطوم يشل حركة الوارد والصادر والشلل له نتائج سالبة علي مسيرة الاقتصاد القومي الذي توالت عليها الصفعات واللكمات والركض إلي الخلف بسرعة متناهية ولم يفلح الثلاثي البدوي وهبة وجبريل في عمل (دقار له) ليقف ويركض إلي الأمام ، فيا حكومة تعاملوا مع ملف الشرق بجدية ولا تجعلوا ترك يفعلها مرة ثالثة ، فالشرق إن أتي….. والغرب إن أتي يحدث الترنح السياسي وأتمني لهذا الوطن ألا يترنح ! .