تناقلت الوسائط المختلفة نبأ نقل الفنان الإنسان الدكتور الفنان عبدالقادر سالم رئيس اتحاد المهن الموسيقية لوعكة صحية ألزمته سرير المرض بمستشفي آسيا منذ الأربعاء الماضى، عبد القادر سالم من قبل تم نقله الى المستشفى ام درمان حيث كان يعانى من ألآم فى البطن لوجود ماء فى الرئة ولم تجرى له عملية بل تم إعطاءه بعض الأدوية.
وهنا توقفت لنتأمل ما اعطاهـ الفنان عبدالقادر سالم للساحة الفنية لأكثر من اربعين عامآ أشتهر على مستوى السودان وخارج السودان له من الإنتاج الفني ما يزيد عن أربعين أغنية مسجلة بالإذاعة السودانية كما له عدد من أغنيات مسجلة على طريقة الفيديو كليب، تم تصويرها بكردفان وغيرها، عبدالقادر سالم وعبدالرحمن عبدالله بلوم الغرب والراحل صديق عباس ثلاثى نقل التراث الكردفاني فى الغناء الراقى بلونية تحمل عبق ودعاش كردفان وعندما تغنى مكتول هواك ياكردفان واسير غزال فوق القويز والشاعر النبيل ابن بارا عبدالله الكاظم كان صادقآ شقيش قول ليا مروح قبال صباحنا يبوح.
كذلك تاملت معاناة المبدعين فى بلادى معناة الفنان السوداني أو المبدع السودانى عمومآ عندما يواجه المرض سوءآ كان فنان او ممثل او اعلامى او معلمآ هؤلاء شعلة تحرق نفسها لتضئ للآخرين نتشبع بما كتب الينا من ابداعهم ونتغنى بأجمل الكلمات ذات الأصالة والعراقة التى ظلت منذ سنين طويلاً حاضره ادخرو لنا ثروات محسوسة ترفع العناء وتصبح جزءاً من النشاط اليومى فى مواقف السيارات والقطارات والموانى البعيدة والمطارات تسمع البسامة وبياع الصبر لعبدالقادر سالم او الفراش الحائر لعثمان حسين او يازمن وقف شوية لإبراهيم عوض وغيرها من الاغنيات وهذا المبدع السودانى على الرغم من انه قدم كل ما لديه من إحساس صادق يتفاعل مع المجتمع ويشاركه فى كل مناسباته ويتغنى له إلا انه يترجل مع المرض وحده و فى صمت يزوره المسؤلين لأجل ان يكتب اسمه على خبر فى وسائل الاعلام
وعندما يتوفاهـ الله ينعيه وزير الثقافة والاعلام وتكتفى الاذاعة بسيرته الذاتيه وما قدمه من عمل..
لم يجد من يواسيه اثناء المرض.
السودان بلد يهمل فيه المبدعين وزارة الثقافة ليس لديها ما تقدمه ولم تخصص على مستوى الميزانية العامة نسبة ١٪ لرعاية المبدعين، والناظر لتاريخ الفنان السودانى به كثير من المآسي، رحل مصطفى سيداحمد بالدوحة يعانى من المرض ويحجز جثمانه لعدم سداد الفواتير والراحلة الممثلة فايزة عمسيب تطرد من المنزل لعدم سداد فاتورة إيجار
والإذاعى الفاتح الصباغ واسماعيل طه والاديب ميرغنى البكرى رحلو هكذا
و بلوم الغرب طريح الفراش الابيض بمصر منذ ثلاثة سنوات عندما زاره اشرف الكاردنال تكفل بعلاجه أمام وسائل الاعلام ولم يفى بوعده …
مات صديق عباس بمستشفى الشرطة ببرى بعد ان استنزف كل مالديه حتى باع بيته بام درمان حينها تذكرت غنيته ذائعة الصيت والتى جسدت حاله ياقلبي من حالتك الفوقك الله يصبرك…. وحكاية صديق عباس مع المرض بها كثير من المآسي المؤلمة.
الفيتوري الاديب والشاعر السوداني توفي بالجزئر ولم يمتلك بيت فى السودان كان ابنائه يسكنون داخل بيت بمدرسة بحرى ابراهيم حسين يتساقط دمعه امام كاميرا قناة ام درمان قبل ان يرحل ونردد اغانيه تعيش انت ويدوم خيرك….. لوجارت عليك ايام تعال لعيونه بتشيلك
والشاعر محمد على ابو قطاطى رثه نفسى فى اخر اشعاره بعد أن اعطى وردى أجمل الكلمات ولو انه اكتفى بالمرسال و بالفينا مشهودة لاوفى حقه، وزيدآ ابراهيم ذلك العندليب الاسمر والشاعر محمد الحسن سالم حميد افقر من رحل على ارض السودان وارثه الابداعى لم ينقطع لو توقف بعم عبدالرحيم او ست الدار بت احمد حتى محجوب شريف بفنان الشباب الأول كما يحلو لمعجبيه الراحل محمود عبدالعزيز لم تتدخل الدول الا بعد وصوله مرحلة الموت السريرى على الرغم من انه كان يعانى منذ العام 2008م وجميعهم لهم ظروف متشابهة .
ولا زال الطرازان النور الجيلانى يعانى من المرض حتى فقد صوته الجميل وعبدالكريم الكابلى
وامس الأول نعت وزارة الثقافة والاعلام الفنان ابو عبيدة حسن يرحل فى صمت أشبه برحيل الامين عبدالغفار ابو عبيدة حسن عانة ما عانة من المرض الى ان رحل عن هذه الدنيا وترك لنا اجمل الكلمات والغناء الرصين ومن لايعرف ابو عبيدة حسن سوف اختم بواحدة من اغانيه لعلها ترث حال المبدعين فى بلاد السودان والله مارضيناها ليك
تغمر الدمعات عينيك
رغم كل خصام وجفوه برضو شفقانين عليك
ياوزارة الثقافة والاعلام متمثلة فى الدولة اهتمى بالمبدعين وهم احياء تكريم المبدع هو تكريم للمجتمع ولماذا نكرمهم بعد وفاتهم مالفائدة بعد ذلك واخير شهاد الاديب الطيب صالح بعد رحيله عملنا له مسابقة ومؤسسة باسمه لرعاية المبدعين نتمنى ان تكون هذه الرعاية قبل الرحيل……..
ونواصل