من أقدار السودان أن يجاور دول كثرت فيها النزاعات والحروب والأوضاع السياسية المتقلبة التي تظهر كل حين ، مثل جنوب السودان ، اثيوبيا، أرتيريا، تشاد هذه الدول تعد من الدول الفقيرة وتعرضت لعدد من المشاكل السياسية وانقلابات عديدة وصراعات هنا وهناك ولازالت بعض هذه الدول تشكو من ذلك ، السودان قدره…. أنه دائما عندما تحدث حروب في تلك الدول يلجأ إليه الفارون من ويلات هذه الحروب ويدخلوا هذه البلاد لاجئين ، الآن السودان يحتضن لاجئين ، أكثر من 70 ألف لاجيء من اثيوبيا وآلاف مؤلفة من دولة جنوب السودان ، عدد كبير من المنظمات الأجنبية التي تعمل في إيواء اللاجئين دخلت السودان ولم تستفيد منها الدولة كل ما يأتي من مال خارجي لهذه المنظمات معظمه يصرف كصرف إداري والمتبقي منه يذهب لصالح اللاجئين لا تستفيد الدولة منه شيئا ….
نهر ستيت ذلك النهر العظيم كان في هذا الموسم وهو موسم فيضانه يأتي ويحمل بالأشجار التي يقتلعها من ضفافه أو تأتي بها الخيران والأدوية التي تأتي من بعيد وتصب فيه وهذا منظر تعود عليه السكان فيمسكون بهذه الاشجار يستفيدون منها، إلا أن الحال في هذا الموسم تغير فبدلا من يمسكوا بالأشجار صاروا ينتشلون الجثامين المنفوخة من علي النهر والتي وصلت العشرات أتت من أثيوبيا ، المناطق التي تقع علي شاطي نهر ستييت وبالذات المناطق القريبة من ودالحليو تشهد هذا المشهد بصورة دائمة، الجثامين التي تم انتشالها كلها من موتي…. هي من قبيلة التغراي التي تخوض حربا ضروسا ضد الجيش الفيدرالي هناك…..
الجثث التي يبلغ عنها المواطنون تسلم للشرطة ويتم دفنها ، وزارة الخارجية استدعت السفير الاثيوبي وابلغته بالأمر، السؤال من هؤلاء الذين طفت جثمامينهم واحتضنها نهر ستيت هل هم أبرياء؟ أم هم جنود من التغراي؟ تم تصفيتهم والقاءهم فيه أم هي مجزرة ارتكبها الجيش الفيدرالي هناك؟ ، لم نسمع أي إشارة لهذا الموضوع من الحكومة الأثيوبية ولا المنظمات التي تعمل هناك ولا حتي منظمات حقوق الإنسان الدولية لا أدر لماذا هذا الصمت المريب ؟
أثيوبيا الآن تشهد أعنف حرب أهلية قامت ونزاع حدودي مع السودان منذ ظهورها كدولة ذات سيادة ، بدأت هذه بتمرد في إقليم التقراي علي حكومة أبي أحمد وانتشر النزاع الآن من قبل عدة جبهات من الارومو وجبهة تحرير بني شنقول وعدد من الحركات المسلحة تقاتل ضد الحكومة هناك ، الحكومة الإثيوبية تفرض تعتيما اعلاميا كثيفا علي هذه النزاعات وتفرض قيودا صارمة علي الإنترنت الذي تم قطعه عدة مرات ، معارضون لأبي أحمد في دول خارجية يصفون مايحدث بالإبادة الجماعية لبعض الاثنيات هناك ويتحدثون عن معارضين بالداخل الآن هم في السجون ويتحدثون عن كبت الحريات بل ويصفون أبي أحمد بدكتاتور القرن الافريقي …
من يدفع ثمن الحرب التي تدور الآن في اثيوبيا ليس الأمم المتحدة وليس الاتحاد الأفريقي وليس الدول الاوربية وليس حتي مصر ،الذي يدفع الفاتورة هي الحكومة السودانية التي تحتضن هؤلاء اللاجئين والذين يأتون بأمراض عدة وياتون بجرائم لا تشبه السودانين ومنهم من يتسلل من المعسكرات ويتم تهريبه إلي الخرطوم ومنهم من يسافرون إلي الخارج عبر السودان بطريقة غير شرعية ، والمصيبة الكبري أن الذين يأتوا لاجئين يبقون داخل الأراضي السودانية خالدين فيها ! حتي وإن انتهي النزاع لا يرجعون إلي بلادهم مرة أخري ، فمتي تنتهي النزاعات والحروب في الدول المجاورة لكي يرتاح هذا الوطن ( نحن الفينا مكفينا)!.