إسحق أحمد فضل الله يكتب.. و الصورة (3)

0

 

و الأحداث شيء مثل الحصى .

فكل حصاة لا صلة لها بالأخرى … لكن الحصيلة كلها تصبح لها صلة ببعضها إن أنت حملتها في الكيس فهناك الحصيات يصبح لها وزن واحد

و الأحداث مثل ذلك ..

……….

و الميرغني الآن في الإمارات .

و الشرق هو ثقل المراغنة .

و الشرق الآن هو مركز الحدث الذي يهز السودان .

و ( كيس ) الحصى في المسألة الشرقية هو :

الشرق يغلق الطريق إلى الميناء .

و الميناء هو حلقوم السودان .

و الخرطوم تختنق .

و الجيش يعلن أنه لن يتدخل .

و مصر يهمها ألا يقع الشرق تحت أصابع أحد ممن هم في نزاع معها .

فالميناء السوداني أن أصبح في أيدي معينة أصبحت قناة السويس تحت رحمة الأصابع تلك .

و السعودية لا تسمح بـ( يمن) في غربها بعد مأزق اليمن في جنوبها .

و ميناء بورتسودان هو الغرب الكامل للسعودية .

………

و الآن معنى زيارة الميرغني للإمارات يبدأ العمل و رُسل من الميرغني يُحدِّثون زعماء الشرق … سراً .

و قادة الشرق يُحمِّلون رسل الميرغني تحياتهم للميرغني و يسألون الرسل هؤلاء عن

أين كان الميرغني أيام كان الشرق يخبط في ألف مشكلة .

…….

و الأيام القادمة لعلها تشهد حديثاً حول إتفاقية الشرق

و إتفاقية جوبا .

( و ترك ما يجعله في موقف الغضب الكاسح هو ما تحمله الإتفاقيات هذه ) .

و قحت إن هي تراجعت عن إتفاقية جوبا سقطت بين أنياب الحركات المسلَّحة .

و الحركات المسلَّحة تفوز بكل شيء بالإتفاقية هذه

و الحركات المسلَّحة تحتفظ بكل ما أرادت قحت الحصول عليه من الحركات المسلحة .

قالوا … لماذا نسلِّم سلاحنا أو سياساتنا التي كسبنا بها كل شيء .

و إتفاقية الشرق ما تأتي به هو

التجاهل القحتي … و الغضب الشرقي .

و قحت تجد الآن أن التجاهل شيء يشبه تجاهل المخنوق للهواء .

و قحت تبحث الآن عن الحديث .

…….

و لا أحد يحتاج إلى الودع أو السحر ليقرأ ما يجري في سراديب قحت …

و أحاديث البحث عن الحوار مع تِرك و البحث عن الشخصيات التي ترسل للحديث هذا .

و البيوت في الخرطوم تقول إن سخرية تِرك من قيادات قحت ( السنهوري و سلك) تجعل قحت تبحث عن شخصيات لا ترتدي العباءة الحمراء ..

قالوا أرسلوا إبراهيم محمود .

قالوا لا فإبراهيم محمود إن هو نجح أصبح نجاحه نجاحاً للمؤتمر الوطني .

قالوا أرسلوا برطم أو عباس .

( و الترشيح هذا يلتفت إلى أن برطم و عباس كانوا ممن نافسوا مرشَّحي الوطني في آخر إنتخابات ) .

قالوا أرسلوا موسى محمد أحمد .

لكن إقتراحاً لا يخلو من الخبث يقترح إرسال مريم .

و الإقتراح هذا لا بد أن صاحبه كان يستعيد مشهداً معيناً و يسعى لتكراره .

ففي أيام الصادق المهدي لما كان البحث يجري عن خليفة للصادق المهدي و الصادق يجتمع بشيوخ الإنصار في بيته و الإجتماع يطول و فجأة تدخل مريم و تُسمِع الشيوخ هؤلاء ما تُسمِع و الغضب يجعل شيوخ الأنصار يغضبون و يُسمِعون الصادق ما يُسمِعون … ) .

و البحث عمن يُحدِّث تِرك و الفشل في ذلك / آخر ما يقال هو أن مريم سوف تكون هي من يلقى تِرك / .

البحث هذا تجعله الأجواء الآن أكثر صعوبة

و أكثر خطورة .

أكثر خطورة لأن ما يحدث الآن هو أن الجهات في السودان تتمايز و تصبح كيمان .

و أبرز الكيمان هو أن الجيش يُقرِّر ألا يتدخل في شيء .

……..

و الميرغني سوف يرسل نداءً للمراغنة نهار الإثنين .

و الميرغني لعله يريد أن يصبح كوماً من الكيمان

و الإسلاميون يجعلهم موقف غندور الأخير كوماً .

و حزب يعرف الناس أنه يُدرِّب أعضائه على السلاح في دولة عربية .

يجد أنه إن هو إستخدم العنف و جد نفسه المتهم الأول عند الناس .

عندها الحزب هذا / الذي يحرص على ضرب الأمان في المجتمع / يستفيد من حادثة إطلاق عدد كبير من المساجين …. لعلهم هم الذين يصبحون تسعة طويلة الآن

و الحزب هذا يصبح كوماً .

و إحصاء الكيمان الآن يمتد .

و مشهد تِرك على خلفية التقسيم يعني أن المعارضة و لأول مرة تصبح معارضة تتجاوز الصراخ إلى العمل

الصورة إذاً صورة السودان الآن هي

جوال الحصى فوق الظهر الجوال الذي يحول القضايا المتفرقة إلى قضية واحدة .

و جوال الحصى تحمله الآن قحت فوق ظهرها .

حصى ما يُميِّزه هو أنه كله من صناعة قحت ..

اترك رد