حتي تستكمل الاستخبارات العسكرية تحقيقاتها حول دوافع وخبايا وأسرار المحاولة الانقلابية التي أزاحت الستار عنها لجنة التمكين البعثي وأمهلتها القيادة العامة للجيش وقتاً لغزو الأسافير بخبر الانقلاب وتجريم النظام البائد .. قبل أن تستكمل الاستخبارات التحريات وتجمع كافة الخيوط المطلوبة .. حتي ذلك الحين لابد للفريق البرهان قائد الجيش أن يعي ويعلم جيداً أن كبار جنرالات الجيش والقاعدة الصلبة من ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة لديهم ( انشغالاتهم ) الخاصة وقضاياهم الملحة بشأن مؤسستهم العسكرية التي يحبونها أكثر من فلذات أكبادهم ..
الجيش الآن يقاتل وحده في كل الجبهات .. ويتعرض لقصف يومي من داخل الخرطوم تقوده أحزاب ومنظمات وشخصيات لا تنكر ارتباطها بدوائر الاستخبارات العالمية ومنظماتها المشبوهة ..
قائد الجيش البرهان يتحالف مع ثعابين وحيّات الحرية والتغيير التي لا تكف عن الدعوة لإعادة هيكلة الجيش وتقليم أظافره وتوالي طعن القوات المسلحة بسكاكينها الصدئة ورماحها المسمومة ..
بالأمس أزاحت إخبار الانقلاب العسكري ورقة التوت عن عورة قوي الثورة المصنوعة التي اتضح بياناً بالعمل أنها بلا جماهير .. وبلا متاريس .. والشعب الذي أعلن العصيان الصامت علي شتات الحرية والتغيير هو ذاته الشعب الذي لم يتخلف يوماً عن دعم قواته المسلحة في معركتها المقدسة لحماية تراب السودان الأرض .. الوطن .. والعقيدة ..
قبل أن تستكمل استخبارات الجيش تحقيقاتها في واقعة الانقلاب ، يحتاج الفريق البرهان لإعادة قراءة أوراق تحالفه مع بقايا الحرية والتغيير .. هذا أو أن البرهان نفسه ربما يكون ضحية انقلاب قادم من داخل المؤسسة العسكرية نفسها لتنصيب قيادة أكثر قدرة علي مواجهة تحديات الجيش السوداني الذي يواجه حالياً معركة تستهدف وجوده بالأساس .. معركة تقودها ثعابين من داخل الصندوق .. ومن قلب الخرطوم !!