اسفير نيوز” الراكوبة
تحقيق :محاسن أحمد عبدالله
تأثير الازمة الاقتصادية علي المواطن البسيط إتضحت آثارها السالبة في حياته الشخصية وسلوكه مع الغير وكانت سبب في التدهور المريع الذي نشاهده في كثير من الأسر التي خرجت عن طوع العادات والتقاليد والقيم السمحة التي كان يتمتع بها الأغلبية بسبب التفكك وإختراق الأفعال المشينة لتلك العادات السمحة.
ضغوط معيشية
غلا أن الواقع كان يفرض شيئا آخر وهو يحمل معولا لهدم تلك القيم الجميلة وقلع الغرس الطيب وذلك بعد أن أسهمت الأزمة الاقتصادية في تفشي العطالة والجريمة وتفكيك كثير من الأسر ، بل ذهب بعضهم لاكثر من ذلك بأن يركلوا أبناءهم بسبب الضغوط الاقتصادية والمعيشية دون ان يرمش لهم جفن.
من خلال هذا التحقيق القينا الضوء علي نماذج مختلفة من قصص واقعية بجانب إستصحابنا لافادات من أطباء علم النفس والاجتماع لمعرفة أبعاد تلك الظاهرة وكيفية المعالجة
تنازل نهائي
أشعلت قصة الفتاة (ع) الأسافير عندما تنازلت عنها أسرتها بسبب الضغوط المعيشية الصعبة التي جعلت والدها يطلق أمها لتذهب الفتاة مع والدتها إلا انها هي الأخري واجهت ظروف صعبة جعلتها تتنازل عن ابنتها ليرفضها كذلك والدها لتذهب إلى الشارع قبل أن تتكفل بها إحدى الأسر بعد محاولات عدة مع أسرتها لاعادتها إلى والداها اللذان رفضا احتوائها وتنازلا عنها نهائيا.
عجز وعطالة
نموذج آخر لتوأم بلغا من العمر تسع سنوات تنازل عنهما والدهم بعد وفاة والدتهم لإحدى الاسر الثرية بأمدرمان بعد أن عجز عن رعايتهما نسبة لانه عاطل عن العمل لايستطيع رعايتهم وبسبب مرضه وتقدمه في السن ، فيما طالب الأسرة بمبلغ مالي لاعانتهم مقبل الايام ، من جانبها سمحت له الأسرة بزيارته لأبناءه متي ما رغب في ذلك.
فقر ومرض
ركلت إحدى الأسر التي تقطن بمنطقة دار السلام الجبل ثلاثة من أبناءها الي الشارع بعد مكوث والدهم في السجن بالحكم المؤبد ومعاناة والدتهم مع المرض الشديد مع عدم وجود دخل يعينهم علي المعاش اليومي لتقوم الام بركلهم الي الشارع وسط دهشة الجميع لتتلقفهم احدي الاسر التي اعلنت تبنيهم وعلاج والدتهم التي فضلت البقاء لوحدها لعدم وجود اي معارف لها في الخرطوم ، فيما عبر الاطفال عن فرحتهم ليختفوا عن الاعين نهائيا وبعد مرور وقت قصير قررت والدتهم العودة الي جنوب السودان الا انها لقيت حتفها في الطريق بسبب المرض كذلك توفي والدهم بعد خروجه من السجن مباشرة.
خلافات أسرية
حول الموضوع علق الباحث الاجتماعي أمير عبدالباقي 🙁 تفكك الأسر وركلها لأطفالها ليس بالامر الجديد فقد ظل يتكرر منذ سنوات طويلة بسبب الفقر الذي يؤدي للحوجة والجوع والمرض واختيار طرق ملتوية واكثر الذين تأثروا هم النازحين بسبب الحروب بعد أن فقدوا اهلهم وضاقت بهم سبل العيش والمشردين الذين لا راعي لهم مثل اولاد الشوارع الذين يتناسلون ويركلون اطفالهم للشارع، وأضاف بان المجتمع يعاني من ضغط اقتصادي شديد جعل البعض منهم لايحتمل ليختار الطريق الاسهل والخطأ بجانب الخلافات الزوجية التي تجعل الاطفال ضحية للطلاق برفض الطرفان رعايتهم ليحتضننهم الشارع.
ضغط نفسي
من جانبها علقت الطبيبة النفسية فريال ناصر :(مايحدث من ركل من بعض الاسر لأطفالها في الشارع هو نتيجة لعوامل كثيرة من بينها الضغط النفسي والحوجة والسلوكيات التي يكتسبها الشخص من المجتمع الذي يعيش فيه بجانب الخوف من الغد المجهول ، كلها عوامل تجعل الشخص القلق نفسيا والغير منضبط سلوكيا وإيمانه ضعيف يخطو هذه الخطوة التي ستحسب عليه بمرور الزمن ومن يفعل ذلك يعتبر شخص غير سوي ولايصلح للتربية والرعاية.)