تعليقا على كتابة عزيزنا المحامي محمد حسن عربي الوالى السابق لشمال دارفور.
Mohammed Hassan Arabi
اخترت لك هذه الصفة لأنها اخر المناصب التي تقلدتها بعد استقالتك من الناطق الرسمي باسم حزبك المؤتمر السوداني (السنابل) كما يحلو لبعضنا المسمى، لاخاطبك او قل لأشاركك النقاش في بوستك عن دعوتك لنا لمشاركتكم التشكيل الجديد لمجلسكم المركزي(خت خط تجاه الجديد هذا) لانه سوف يتبادر الي ذهن القارئ أين القديم ؟ ولماذا قبر؟ خلوني اجيب ليكم فالحرية والتغيير بمؤسساتها التي خاضت الثورة مع الشعب بمواكبها وتوحيد موقف الثورة والعمل الدبلوماسي ووقعت على الوثيقة الدستورية مع (المكون العسكري) ليست هي الحرية والتغيير التي تحكم اليوم، لامجلس مركزي ولا تنسيقية ولا غيرها من الاجسام، فقد اصبحت محتكرة من قبل قوى معينة تعد على اصابع اليد الواحدة (مجموعة الأربعة) فهي الآمرة والناهية في شأنها وبالتالي شأن البلد بحكم انها الحاضنة السياسية للحكومة والقوى المحركة لها.
ظلت هذه القوى تحتكر المسميات في الوزارة والولاة وكبار موظفي الدولة في الخدمة المدنية والسلك الدبلوماسي وغيرها، في ظل عدم تقدم ملموس لإنهاء المرحلة الانتقالية والتحضير للانتخابات وتحول البلد للديمقراطية والحكومة المنتخبة من الشعب، فلم يتم شي تجاه قوانين وإجراءات التحول الديمقراطي من قانون أحزاب وقانون إنتخابات وقانون وتشكيل مفوضية الانتخابات والإحصاء السكاني وتوزيع الدوائر وتحديث السجل الانتخابي وغيرها، وهذا هو التحصين الحقيقي ضد الانقلابات وسيطرة النخبة السياسية للحكم، فلو قمتم بهذا لكنت اول المصطفين سندا ومشاركا لأنها ستكون هي الحاضنة التي توصلنا الي الديمقراطية والانتقال الذي نريد.
دعني اقول لك أنني لا أرى فرقا بين الانقلاب الذي يقوده صفوة ضباط مؤدلجين او محزبين (وهو ديدن الانقلابات في السودان) للإستيلاء على مفاصل البلد وبين سيطرة صفوة مدنية ايضا تسعى لاختطاف القرار السياسي وكذلك الاستيلاء على الحكومة وفوق ذلك تسعى لتمديد المرحلة الانتقالية، او قل تقيم الانتخابات وفق مواعيدها وبعد ضمان انها تحقق 99.9% من الأصوات.
يا عزيزي عربي نحن خضنا نضال طويل وموروث منذ فترة طويلة ضد التهميش وضد الالحاق وضد التجاهل والتبخيس والتخوين، فلا هي كتائب الاسفير المنشورة والمسعورة تخيفنا ولا هي قضيتنا تقبل المساومة، نحن لا نريد اخذ اكثر من حقوقنا وتصدينا لآلة النظام القمعية رغم بشاعتها، فلن نسمح بعد هذا بتكوين مركز جديد سيكلفنا الكثير مثل الإنقاذ لتفكيكه، فالمراكز الذي تحاولون صناعتها اليوم اذا استهنا بها ستصبح عصية بالغد لتفكيكها، ولو علم من تجاهلوا قضية الجنوب لحظة الاستقلال انها ستكلف بلادنا ما كلفتنا لما استعجلوا او قللوا من شأنها، وما أصعب اللحظات الا وقت التأسيس، فالاساس يحدد شكل البناء، ومن مضوا فوقها بالخطأ والتجاهل كانوا كمن دفن النار بالعويش.
الطريق الي الامام بايدينا ويمكننا أن نؤسس به لوطن جديد يقبل فيه الآخرين بان يكونوا آخرين حتى ولو صنفت مواقفهم بأنها(فاسدة وطنيا)، وهو ما أعتبره إرهاب سياسي يؤمن صاحب من أطلقه بالحقيقة المطلقة ودونه الباطل والفساد، فالقبول ببعض ووضع خارطة طريق لقيادة ما تبقى من الفترة الانتقالية هي الأفضل ليس بطريقتكم (عزومة مركبية في قضايا وطنية) كهذه.
بالمناسبة أدعوك لحضور مراسم التوقيع على وثيقة التوافق الوطني غدا لإعادة الحرية والتغيير لمنصة التأسيس دون إقصاء أو تهميش لقوى الثورة، فلا تخوفونا بالانقلاب لاننا ضده وحاربنا عقود حكومة انقلاب، ولا تخوفونا بالعساكر لانهم موجودين ضمن خارطة الانتقال بمواثيقها ( الوثيقة الدستورية واتفاقية سلام جوبا ) ولا تخوفونا بالفلول فوثيقتنا واضحة المعالم والاطراف فاحكموا عليها بمنطوقها لا بتصوراتكم .
وتحياتي يا أبوكنان…
مبارك أردول