أسماء كثيرة غادرت قطار الثورة المصنوعة ولم تجد من يسأل عنها أو يقول لها شكراً!!
غابوا عن المشهد كما دخلوه ..لم يكن يعرفهم أحد ..لكنهم في لحظة هياج ثوري صعدوا المنصة ..سرقوا الأسماء والصفات والأدوار ثم جلسوا علي كراسي المناصب والمغانم وباتوا أوصياء علي الشارع .. الدنيا والناس!!
ولأن الصفائح والبراميل الفارغة أكثر ضجيجاً فقد علا صوتهم وتضخمت ذواتهم حتي صدقوا أنهم أسياد زمانهم ومن دونهم لا حق لهم في الحياة بإسم قانون ثورة ديسمبر المجيدة !!
من كان يتوقع أن تسقط عصابة مناع وجدي وود الفكي بهذه السرعة ..ومن كان يصدق أن الجماهير التي سرقوا صوتها وأشواقها لم تستجب لدعوتهم لحشد قاعة مجلس تشريعي ولاية الخرطوم حيث مقر لجنتهم الضرار ..لقد شاركتهم القاعة الصمت والفراغ !!
قريباً سيغادر الفرحان نصرالدين مفرح موقعه .. ومن حسن حظه أن مجتمع الجزيرة أبا متسامح مع أدعياء التقوي والسحرة والدجالين !!
ستغادر مريم الصادق موقعها في الخارجية ..محزن حقاً أنها لن تترك بصمة أو موقفاً للذكري في سجل الدبلوماسية السودانية التي شهدت أسوأ أيام تاريخها في عهد كريمة الإمام الراحل الصادق المهدي !!
سيغادر وزراء لم يشاهدهم كثيرون ولايعرفهم كثيرون !!
سيغادر إبراهيم الشيخ الذي كنا نظن أنه تعلم شيئاً من تكتيك الكيزان في المواقف الحرجة فإذ به يطلق الرصاص علي رجليه من مسدسه الشخصي !!
سيغادر خالد سلك الذي كان وللأمانة أكثر وزراء حمدوك قدرة ً علي التعبير عن أرائه ومواقفه ..
دخل سلك معركة لا يملك لها سلاحاً ولا رجالاً ..كان يظن أن الشوارع لن تتأخر ولن تخون .. لكنه لم يكن يعلم أن الجماهير باتت مشغولة (بسف التراب)!!
من مفارقات التاريخ العجيبة أن مبارك أردول سيدخل مجلس الوزراء وسيكون صانعاً للسياسات والقرارات معاً .. وسيخرج ياسر عرمان الذي كان يخطط وبدأب شديد لحرق أمثال أردول ولم يكن يدري أنه أحرق بالكامل خطة عصابة الأربعة لتنصيبه أميناً عاماً للحزب الحاكم الجديد ..
سبحان الله الذي يداول الأيام بين الناس ..فمن سره زمن .. ساءته أزمان !!