تقرير: إسفير نيوز
الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك للملكة العربية السعودية امس تعد مؤشرا جيدا في مسار علاقة الدولتين لما لها من إنعكاسات ايجابية على كافة المجالات خاصة وأن السعودية من أكبر المستثمرين في المجال الزراعي بالسودان وتنظر أن تقدم المزيد سيما بعد سقوط النظام البائد وسقوط قوانينه المقيدة لجزب الاستثمار للبلاد، حمدوك خلال زيارته للملمكة أمس حظي بإهتمام كبير الأمر الذي يؤكد نية المملكة في تقديم العون المادي الكبير للسودان لتجاوز مشاكلة الإقتصادية التي بدأت خطى تجاوزها بتحرير سعر الصرف داخليا.
والزيارة كنت برغبة من المملكة وبدعوة منها للجمع بين النيل والصحراء في رياض الخير حيث التقى دولة رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع،
وعبَّرَ رئيس الوزراء عن تقديره وشُكره للدور المهم الذي اضطلعت به المملكة العربية السعودية في دعم عملية السلام بالبلاد، فضلاً عن استضافتهم لمؤتمر أصدقاء السودان الذي خُصص لدعم عملية السلام، كما وجَّهَ د. حمدوك دعوة لولي العهد لزيارة السودان.
والسعودية صاحبة الدعوة أعرب ولي عهدها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عن بالغ اهتمامه بتعزيز مجالات التعاون بين البلدين، مُعبراً عن تفاؤله الكبير بحكومة الثورة الثانية التي تأتي عقب اتفاق سلام السودان، وأنها تأتي انعكاساً للتنوع الكبير الذي عُرف عن السودان، وأجمع الطرفان على عمق العلاقات بين الشعبين الشقيقين والروابط التاريخية والجغرافية العميقة التي تربطهم مما يُحتِّم على قيادة البلدين تعزيز التعاون الثنائي بما يخدم المصالح الاستراتيجية للدولتين في كافة المجالات، التنموية والاستثمارية والمتعلقة بأمن البحر الأحمر.
ويبدو أن الدولتين في رغبة كبيرة لإنزال مصفوفة من المشروعات المشتركة لأرض الواقع، السعودية بثقلها المالي ومكانتها العالمية تنظر للسودان بعين الأمل لأنه سلة غذاء العالم، والعالم بعد كورونا مهدد بالجوع، لذا تبحث السعودية عن أرض بكر لتحقق لنفسها وصديقها السودان قوتا لسنين عجاف قادمات، والسودان بما يملكه من أمكانات ضخمة من مياه واراض زراعية وطاقة بشرية فاعلة وتنوع زراعي كبير، يرى في المملكة داعما رئيسيا لمشروعاته الزراعية الكبيرة، لذا شهد إجتماع حمدوك ببن سلمان الاتفاق على إطلاق تعاون استثماري تنموي بين البلدين بصورة فورية، ومن المقرر انعقاد اجتماعات ثنائية بين وزراء المالية والزراعة والثروة الحيوانية ومحافظي البنك المركزي من البلدين لتسريع خطوات هذا التعاون الاقتصادي.
وأكّدَ الاجتماع على حرص المملكة العربية السعودية الشقيقة على أمن واستقرار السودان بما يُعزَّز تحقيق تطلعات شعبه، واعتزاز الحكومة السودانية بمواقف المملكة وحرصها على أمن السودان واستقراره.
وكان اللقاء بحضور وزير شؤون مجلس الوزراء المهندس خالد عمر يوسف، ووزيرة الخارجية د. مريم الصادق المهدي، ووزير المالية والتخطيط الاقتصادي د. جبريل إبراهيم محمد، ومن الجانب السعودي حضر الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع، وصاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية، ومعالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن الفضلي.
اتفق رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك مع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان على إطلاق تعاون استثماري تنموي بين البلدين بصورة فورية، ومن المقرر انعقاد اجتماعات ثنائية بين وزراء المالية والزراعة والثروة الحيوانية ومحافظي البنك المركزي من البلدين لتسريع خطوات هذا التعاون الاقتصادي.
وكشفت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق، عن أنّ المباحثات مع السعودية ناقشت أمن البحر الأحمر والاستثمار فيه بتحويله لساحة تنموية كبيرة لاجتثاث جذور الإرهاب ومشاكل الفقر التي تشكّل تهديداتٍ كبيرة، وأكدت مريم بحسب تعميمٍ صحفي، الأربعاء، أنّ الخطوة ستقوم على الارتكاز على الآفاق الواسعة بين السودان والمملكة العربية السعودية لقربها المباشر جغرافيًا، وقالت إن هذا يحتمّ العمل الجاد لترجمة ذلك في أرض الواقع ليكون داعمًا للسياحة في البلدين الشقيقين، خاصة وأن البلدين يستشرفان نقلة واضحة في شكل العلاقات الثنائية، وأشارت مريم إلى أنّ رئيس مجلس الوزراء تحدّث بشكلٍ مستفيض عن إمكانيات السودان وعن التجربة السعودية المهمة خلال الخمس أعوام الماضية في التحوّل الاقتصادي عبر رؤية استراتيجية.
ومن جانبه أكد وزير شؤون مجلس الوزراء خالد عمر يوسف أن لقاء رئيس مجلس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك بولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز، تأتى بدعوة من القيادة السعودية للقاء صاحب ولي العهد، وقال اللقاءً وديَّاً كان وديا ويؤسس لفصل جديد من فصول العلاقة الممتدة بين السودان والمملكة العربية السعودية، وأضاف أنه يقوم على التعاون المشترك وتبادل المصالح واستقرار وأمن البلدين واستثمار الإمكانيات والمقدرات الكبيرة البشرية والمادية للبلدين من أجل رفاه شعبي البلدي.
وقال خالد عمر إن اللقاء تطرق للجوانب السياسية والتعاون المتبادل والأمن والاستقرار والسلام، وان هناك توافق كامل فى المواقف، مشيراً إلى أن كل ما تم الاتفاق عليه فى هذا اللقاء سيرى النور فى القريب العاجل على أرض الواقع بما يشهد نموا مضطردا يعود بالفائدة على شعبي البلدين.