آه يا(أباهريره) بكاه : أسامه عبد الماجد
★ نعم انتقل إلى دار الخلود امس الوزير الأسبق أبو هريرة حسين .. لكنه مات من قبل .. جراء كيد اخوانه الاسلاميين الذين زجوا به في السجن قبل سنوات .. ومات وقد انتاشته سهام الحسد وهو من الشباب القلائل الذين كان النجاح حليفهم وقت ما تصدى لمهمة.
★ ومات بسبب غدر خصومه من أهل قحت الذين اعتقلوه ومنعوا عنه العلاج .. لكنه سيظل حيٱ بدواخلنا .. كان سادس معتقل جئ به إلى سجن كوبر بعد أيامٱ قلائل من ذهاب الانقاذ .. وأياديه مخضبة
بـ (الحناء) بينما أياديهم ملطخة بـ (الدماء) ’ نفوسهم مليئة بـ (الشحناء) تحركهم (البغضاء).. حتى أنه ذهل لما حدث له .. وتساءل عن ما اقترفه من جرم ؟.
★ داخل (الزنازين) تمكن المرض من مفجر ثورة ملاعب (الناشئين) .. منع عنه (الفاشلين) ‚ (الحاقدين) الطبيب .. وسعى لأجله (المشفقين) من أمثال الجنرال عبد الرحيم محمد حسين أن يبلغ تمام العافية .. عندما زار وفد مفوضية حقوق الانسان السجن طلب منهم عبد الرحيم أن يهبوا لإنقاذ أبوهريرة.. نداء حق لا صرخة باطلة مثل (هبوا) فكي منقة.
★ في المعتقل تمكن داء السكري من ابوهريرة وكاد ان يلتهم عينيه .. مثلما تمكن الغلاء من رقاب المواطنين وقضى على مافي الجيوب .. كان الشاب (حبوب)‚ (نحيل) البنية ‚ (ضخم) الهمة والإرادة يملك طاقة جبارة.. لو كتب للانقاذ عمرٱ جديدٱ لكان السودان في عهد وزير الرياضة ابو هريرة مشاركٱ في كأس العالم المقبلة بقطر الخير… بينما الان في حقبة الوزير البعثي يوسف الضي لا نملك ملعبٱ للتنافس الدولي.
★ خلال رحلتي الى القاهرة منتصف رمضان الماضي حرصت على زيارة صديقنا أبوهريره برفقة السكرتير الصحفى الأسبق للبشير ‚ المهندس أبي عز الدين وصديق عزيز نتحفظ عن ذكره الأن.. كان أبو هريرة يقضي فترة نقاهة بعد خضوعه لعملية زراعة كلية .. رغم معاناته كان بذات (السماحة) و(البشاشة).. (بسامٱ) ‚ ( وناسٱ).
★ لو تخلينا يومٱ عن عشق الأزرق .. لشجعنا (الأحمر) من أجل الشاب (الأنضر) .. يحدثك أبو هريرة عن القلعة (الحمراء) بكل محبة و (وفاء) .. ولأن هذا ديدنه قابلت المستشارة السابقة للرئيس الأوغندي بت السودان نجوى قدح الدم صنيع معروفه ‚ بمعروف .. حيث كانت وراء عملية إطلاق سراحه.. من سجون (الظالمين) ‚ (الفاسدين).
★ كادت أن تحدث أزمة بين الخرطوم وكمبالا لولا فطنة أبو هريرة .. شهد الرئيس الأوغندي يوري موسفيني حفل ( الحوار الوطني) بقاعة الصداقة ولم يتم الترحيب به .. وتدارك أبوهريرة الموقف وهو المعروف بحيويته ونشاطه.. تقدم نحو المنصة وهمس للمذيع وحرك يديه للحضور بأن يصفقوا لموسفيني وقد تفاعل الجميع وبشكل لافت حتى أن موسفيني نفسه صفق.
★ عقب الحفل شكرته نجوى وتعرفت به وقدمته لموسفيني .. وتمر الايام وتلزم نجوى السرير الأبيض بمستشفى علياء .. قريبٱ من غرفة خصصت لابي هريرة وتلمحه (يتمشى) أمام غرفتها .. تسأل من حولها عنه ..ويزورها ابوهريرة وهو متكئٱ على كتف اخوته.. وتتوسط له نجوى لاحقٱ لدى البرهان .. ويطلق سراحه لكن بعد ان هده المرض.
★ صباح اليوم ونحن نشيع الحبيب أبوهريره.. الكل يبكي بحرقة وأسى وفي مقدمتهم توأم روحه ايمن مبارك .. تذكرت حديثه معنا بالقاهرة (الله رسل لي نجوى قدح الدم من السماء) .. وهاهو يلحقها.
★ أن ماحدث لابي هريرة من ظلم وتعمد الموت البطئ يعد جريمة ضد الإنسانية .. قدمت الحركة الإسلامية بالامس شيوخها ..خرجوا من المعتقلات و(المخافر) الى (المقابر) الشهيدين الزبير أحمد الحسن والشريف بدر .
★ اليوم تقدم الانقاذ شبابها .. وأي شاب ؟.. سيد شبابها ابوهريرة.. الذي لم يهنأ بزواجه.. نسأله تعالى أن يزوجه من الحور العين.