في الأخبار أن عددا من المحامين ينوون تنظيم تظاهرات اسنادا لقرارات لجنة التمكين ؛ واحتجاجا على قرارات المحكمة العليا ؛ فإن صح هذا الخبر فإنها فضيحة قانونية مجلجلة ، وسابقة جديدة على سجلات تاريخ فقهنا القانوني والعدلي ؛ كيف لمحام منوط به إرساء قيم العدالة ونشر ثقافة القانون في المجتمع أن يتظاهر مثله مثل (لجان المقاومة) رفضا لقرار قضائي يعلم يقينا كيف يمكن رفضه أو قبوله؟!*
*هذه كارثة أخرى حلت على البلاد ومصببة من المصائب ؛ ومستحيل يضاف إلى مستحيلات تنظيمات القحاته البائسة ؛ لأن الخطوة ستبين للعالم أن قضاءنا الواقف ليس بخير ؛ وأنه قد تقهقر بعد أن تطور وأصبح منارة في الحضارة لدرجة أنه أصبح (يترافع) بالتظاهر ، أصبح مثله مثل عامة الناس وعوام الشباب..!!*
*من يعلم الناس أهمية الروح القانونية إن كان المحامون يقابلون قرارات القضاء (بالتظاهر) و(الترس) ؟ ماذا يقول هؤلاء المتظاهرون لطلاب القانون في المستقبل ؟ كيف سمحت لهم أنفسهم بأن تنهار قدسية القانون على يدهم في بلاد تتطلع لأن تكون دولة مدنية أساسها حكم القانون..؟!!*
*وقبل ذلك كله لو كنت ناصحا للجنة التمكين لنصحتها بمقابلة قرارات دائرة الطعون الإدارية بالمحكمة العليا بكل رضا ؛ ولطلبت منها أن تعلن للرأي العام بأن للمحكمة سلطة نقض عليا تفوق صلاحياتها ؛ فليس المطلوب من اللجنة أن تكون فوق كل شيئ ؛ وليس المطلوب من اللجنة أن تثبت لمؤيديها أنها فوق القانون ؛ وأن قراراتها تحظى بقدسية فائقة ؛ وليس المطلوب من اللجنة أن تجعل من نفسها ديناصورا يعظمه عشاق الثورة ؛ فاللجنة مثلها مثل أي مؤسسة داخل البلاد وقراراتها قابلة للفسخ والابطال والنقض والمراجعة..!!*
*بل ليس المطلوب من اللجنة أن تبحث عن (دريبات) للالتفاف على قرارات المحكمة العليا لطالما إن غرضها هو ليس التشفي والانتقام ؛ ولطالما أن هدفها هو دفع ضرر عام وتحقيق مصلحة عليا ؛ لأن إصرارها على سلوك طريق آخر يؤكد أن غرضها ليس تحقيق العدالة وأنها تصر على الانتصار لنفسها مهما كلفها ذلك من عناء ومشقة وخصارة سياسية وشرعية باهظة الأثر ، وخيمة العاقبة..!!*
*وليس المطلوب أيضا من رئيس القضاء المكلف أن يصدر قرارا يتدخل بموجبه في شئون الأحكام القضائية وقرارات القضاة ؛ ففي الأصل أنه لا يمتلك صلاحية التدخل ؛ وأن حدود وظيفته هو الجانب الإداري ولا يحق له التدخل في قرارات القضاة فإن فعل ذلك تكون الفضيحة الكبرى والكارثة التي لا تغتفر لأن مخالفته للقانون ستكون هي الأعظم..!!*
صفوة القول
*التحية لقضاة الدائرة الإدارية بالمحكمة القومية العليا ؛ التحية لهم لانتصارهم على جبروت السلطة والتجبر على ؛ التحية لهم لقهرهم للظلم ولكسرهم لجبروت رموز الأحزاب السياسية؛ التحية لهم بقدرما أشعرونا بأننا أمام قضاة لا يخافون في الحق لومة لائم؛ التحية لهم لأن الأجيال في التاريخ ستطلع على الحكم في مجلة الأحكام القضائية وسيرثون هذا المجد وهذه السماحة؛ هنيئا لكم وسيروا وعين الله ترعاكم.*